المقالة

كتاب بلا حروف.. وكائنات بلا وجوه

>

كثيرون هم من تسحرهم أغلفة الكتاب، فلايقاومون رغبة الاقتناء هدف القراءة؛ خاصة في معرض القاهرة للكتاب، بوصفه من أهم المعارض العربية، بما يعرضه من عناوين للنتاج الفكري العربي، وهو مايعد فرصة للتزود مع زيارة عديد المرافق الثقافية، لقد انفصلت المشاركة الليبية عن البرنامج العام لتأخرها، ولم يكن لدولة تونس كضيف شرف للمعرض حضور يميزها، بما يلفت الانتباه الى ضرورة الاستعداد الجاد للاحتفاء بالدولة الليبية العام المقبل، ووضع الخطط الكفيلة للتعريف بالمشهد الثقافي الليبي في شكل مشرف.

سمعنا شهادات هامة بالحبر والدم؛ لأدباء ليبيين من سجناء الرأي، وعن دور المرأة في ثورة فبراير، وسؤال حائر حول وحدة الهوية الليبية، وبمثل ماتحقق لنا العثور على “مجلة صور الحرب في طرابلس الغرب” في ذكرى مئوية صدورها؛ ضمن الارشيف اللبناني العام قبل الماضي، تحقق للمؤرخ الجاد “عمار جحيدر” الوقوف على مخطوط هام في ارشيف جامع الأزهر للناسخ الليبي “مصطفى خوجة الكاتب” الذي أعلنه بفرح في مستهل محاضرته، وحول “السنوات الأربع في الصحافة الليبية” جاءت مشاركتي، فنحن ممن أدرجت اسماؤهم في “قرار ايفاد للمعرض” لأول مرة في حياتنا!

استقبلتني صديقتي بكتاب ضخم يزدحم بسير “أشخاص حول القذافي” للكاتب “عبدالرحمن شلقم” الذي تناول فيه أسرار من يتحلقون في الدائرة المقربة من الطاغية، ببراعة أدبية في الصياغة، وحذق في التنصل من الملاحقة القانونية لمن تناولهم مشرط قلمه الحاد بالتشريح، ولايخفى على أحد سر اختياره لمن يصفهم على الغلاف بأنهم كائنات بلا وجوه! فهو رغم تأكيده لكثير من الحقائق والأقاويل التي ظل الناس يتواترونها طوال عقود بشك كبير، الا انها لاتزال يغلفها الغموض، فنحن لم نقرأ بعد عن نتائج التحقيقات مع هؤلاء، ولم يتم الكشف عن أية وثائق تثبت ماذهب اليه في شهادته، وهل يحق لهؤلاء الرد بمؤلفات مماثلة؟ فنحن نسمع صوتا واحدا كان من ضمن الجوقة، لكنه تمتع بموهبة القدرة على الكتابة، والحق في التعبير دون غيره!؟

أما أهم كتاب غير مكتوب! فهو بقلم “تركي الدخيل” صاحب دار “مدارك” اختار له عنوان لافت للانتباه “كيف يفكر القذافي؟” فما ان تنزع عنه غلافه الشفاف، حتى تفاجأ بصفحاته المائتين فارغة وبمحتوى أبيض! وبسبب اهمالك لنصيحة البائع كي تتصفحه أولا، تكتشف أنك قد وقعت في الفخ، مايدعوك لاسترجاع مادفعته، او التضاحك حوله مع الأحباب، فالفكرة -كالعادة- نقلها عن الغرب، ووظفها في ثلاثة عناوين أخرى، تنتهي بسطر واحد “ارجو ان تكون الفكرة وصلت بوضوح” مما يطرح السؤال بوضوح حول فكرة الغش المتعمد وأخلاقيات النشر.

مقالات ذات علاقة

تاء تأنيث

علي باني

مذكرات د. علي عتيقة و “المقارنة المؤلمة”

سالم العوكلي

ما بعد المكرونة

نجوى بن شتوان

اترك تعليق