الكاتب يوسف القويري
المقالة

أديب ليبَيا الكبير يُوسف القويري فِي ذمة الله

 شُكْري السنكي

الكاتب يوسف القويري
الكاتب يوسف القويري.

(.. فِي الواقع أنني أحاول قدر الإمكان كتابة فن أدبي تتحوّل فيه الذّكريّات فتغدو رواية أدبية بالمعنى المعروف للرواية كجنس أو نوع مِن أنواع الأدب، والسيرة الذاتيّة في الأدب الِلّيبيّ تعطينا فكرة عريضة جدَّاً عَن كثير مِن ظروف التطور الشخصي والظروف العامّة). يُوسف القويري لمجلّة “أطلس” الثقافيّة الشهريّة – نوفمبر 2016م.

انتقل إِلى رحمة الله الأديب الِلّيبيّ الكبير يُوسف القويري ظهر يوم الإثنين الموافق 9 أبريل 2018م بمنزله فِي مدينة “طرابلس” عَن عمر يناهز الثمانين عاماُ. ولد القويري بالمهجر فِي مدينة “الإسكندرية” بمِصْر العَام 1938م واستقر بها حتي بدابة شبابه، حيث عاد إِلى ليبَيا مع قريبه الكاتب الكبير عبدالله القويري (1930-1992م) صاحب كتاب “معنى الكيان”، فِي العَام 1957م.

انخرط فِي الصحافة والعمل الأدبي والإذاعي، وسرعان ما لمع اسمه وانتشرت كتاباته بسبب أسلوبه المميز وموضوعاته المختلفة وبراعة صياغته للعبارات، فكتب للإذاعة برنامجاً تحت عنوان: “قصص قصيرة”، كان واحداً مِن أشهر البرامج وقتها، وأصدر عدة كتب مِن أهمها: “على مرمى البصر”، “قطرات مِن الحبر”، “خيوط رفيعة”.

كانت صلة القويري قويّة بالأستاذ الرَّاحل فاضل المسعودي (1934م-3 فبراير 2018م) المناضل الكبير والصحفي الشهير صاحب صحيفة “الميدان”، وكتب القويري فِي صحيفة المسعودي الكثير مِن المقالات، كانت محل ّ اسْتِحْسَان القُرّاء وإعجابهم. وقد كانت للقويري زاوية في جريدة الميدان، عنوانها: “مِن مفكرة رجل لم يولد”، وكان موضوعها يُعد أوَّل عمل خيال علمي فِي الأدب الِلّيبيّ، تصور فيها الحياة بعْد الف عام، وقد تحوَّل هذا العمود فيما بعد، إِلى كتاب أثر فِي الأجيال اللاحقة، على حد وصف النقاد قولهم. وقد قال الرَّوائي المصري المعروف الأستاذ عبداللـه الطوخي سنة 1972م، عَن “من مفكرة رجل لم يولد”، فِي مقالة فِي ثلاث صفحات نشره فِي مجلّة “صباح الخير المصرية” (.. هذا العمل الإبداعي يُعد رحلة إنْسَانيّة عظيمة نحو المُسْتقبل..).

وعقب خطاب “زوارة” المشهور فِي 15 أبريل 1973م، وإعلان معمّر القذّافي لما أسماه بــ(الحرب على الدولة الكلاسيكية) و(الثورة الثقافية) الّتي بموجبها تمَّ تعطيل كافة القوانين المعمول بها وإلغاء الهيكلية الإداريّة المتعارف عليها عالمياً ثمّ إعلان الحرب على أصحاب الرَّأي والحزبيين فيما عرف بالنقاط الخمس، أودع على إثر خطاب زوارة، يُوسف القويري ومئات مِن خريجي الجامعات والكتَّاب والمفكرين والإعلاميين والمثقفين السجن لمجرَّد مناهضتهم لأطروحات القذّافي. ويذكر أن القويري كان قد تعرض للسجن فِي فترة اقامته مِصْر ووقتما لم يتجاوز السّادسة عشرة من عمره، وكان ذلك سنة 1954م و1955م، ضمن مجموعة التقدميين أو اليساريين.

وقد تعرض القويري فِي اعتقاله العَام 1973م، للتعذيب وسوء المعاملة، قبل أن يفرج عنه ليبتعد عَن الكتابة فترة مِن الزمن، ويعود بقوَّة فِي تسعينات القرن المنصرم ليساهم فِي الصحافـة والكتابة الأدبيّة. وقد صدرت لأديبنا الرَّاحل الكبير كتب أخرى: “الكلمات الّتي تقاتل”، “فِي الأدب والحيَاة”، “تثاؤب الشّرق”، “القادمون”، “مدخل إِلى قضيّة المرأة”.

هذا، وقد نقلت العديد مِن الصحف والمواقع الإلكترونيّة ووسائل الإعلام المختلفة، عَن عائلة القويري بطرابلس، أن الأديب الرَّاحل يُوسف القويري توفي بشكل مفاجئ بمنزله الكائن بمدينة طرابلس، وقالت صحيفة (الأيّام) الِلّيبيّة، إن “.. الأديب يُوسف القويري توفي بشكل مفاجئ بمنزله الكائن بمدينة طرابلس أثناء انشغاله اليومي المعتاد بكتابة نصوص أدبيّة، وَمِن المعلوم بأن الأديب كان قد تعرض خلال الأشهر الماضيّة لأزمة صحيّة نقل على إثرها لتلقي العلاج بجمهورية مِصْر شهدت حالته الصحيّة تحسناً نسبياً إثر رحلة العلاج للقاهرة.

رحل القويري القامة الِّليبيّة السامقة والأديب العربي الكبير.. رحل صاحب القلم المُبدع والّذِي لم يطلب لنفسه شيئاً فِي يومٍ مِن الأيّام، وقد أعطى للوطن بسخاء منقطع النظير.

رحمه الله وغفر له وجعله مِن أهل النعيم المقيم.

_____________________________

الإثنين الموافق 9 أبريل 2018م

عن صفحة الكاتب.

مقالات ذات علاقة

صرت مؤمنا!

عبدالمنعم المحجوب

مربع السردين بمثلث الباراكودا !؟ ..

الحبيب الأمين

فرسان… وأخلاق…!!!

عطية الأوجلي

اترك تعليق