مكابدات مجموعة الشاعر الجيلاني طريبشان
حوارات

حواء القمودي: هذه حكاية مكابدات الجيلاني!!!

حاورها: رامز النويصري

مكابدات مجموعة الشاعر الجيلاني طريبشان
مكابدات مجموعة الشاعر الجيلاني طريبشان

لم يكن “الجيلاني طريبشان” شاعرًا فحسب، كان حالة مختلفة، صورة مثالية للشاعر الرافض الذي يتحول إلى قصيدة تمشي على قدمين. كانت القصيدة الهواء الذي يتنفس، والصوت الذي يتكلم، الحلم الذي يرسم به مستقبل أطفاله.
وكما عاش حياة مختلفة، كان موته درامياً، أشبه بعرض مسرحي، من مسرح المثل الواحد، الذي عندما يسقط، لا يعني هذا انتهاء العرض، إنما انتهاء كل شيء.
(مكابدات)، مجموعة من النصوص الشعرية التي كانت ينشرها الشاعر عبر الصحافة الليبية، وكانت نصوصاً تتميز بقدرتها على التأثير في القارئ، وإدهاشه، هذه النصوص عادت من جديد من خلال طباعتها في كتاب بذات الاسم، عملت عليه الشاعرة “
حواء القمودي” التي نستوقفها في هذا الحوار، حول (مكابدات)، الذي صدر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، بالقاهرة، وشاركت به ضمن فعاليات اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2019.

البداية.. هكذا حصلت على المخطوط!!

لقد حظيت بالحصول على نسخة من مخطوط ديوان (مكابدات)، بعد وفاة الشاعر ربما بعدة سنوات عند حديثي مع صديقه الكاتب “عبد السلام الغرياني”، عن الشاعر “الجيلاني طريبشان”، وانتاجه الذي لم ينشر وتعثر محاولاته للنشر وضياع مخطوطات كثيرة في عدة دور نشر ليبية: منها الدار الجماهيرية والدار العربية للكتاب. حينذاك أخبرني “الغرياني” أن الشاعر ترك لديه مخطوطة ديوان (مكابدات)، فطلبت منه منحي هذه المخطوطة لمحاولة طباعتها، وقد بادرت بجمع نصوص المخطوط (والذي كان أغلبه بخط يد الشاعر، أو قصاصات جرايد).

تجميع النصوص، والانتظار!!

جمعت تلك النصوص لتظل النسخة الأصل محفوظة، ومرت سنوات لتصلني مكالمة من طالبة ماجستير بجامعة الزاوية، تطلب مني مساعدتها في الحصول على نسخة من المخطوط، وقد صورت لها نسخة كاملة منها (في مكتبة المعارف لصاحبها عمي “رجب الوحيشي”) وتركت النسخة هناك لتتسلمها الباحثة “تهاني الطيف”، والتي التقيت بها في آخر (ملتقي الجيلاني طريبشان)، وكانت معها نسخ عديدة من رسالتها تلك، فتحصلت على نسخة منها .

المخطوط يعاود الظهور من جديد!!

الشاعر الليبي الراحل .. الجيلاني طريبشان.

متى عادت نسخة المخطوط تظهر أمامي، وكأنها تدعوني أن أبادر ولا أتركها للنسيان؟، ربما بعد تجهيزي لديواني الأول (بحر لا يغادر زرقته)، والاتفاق مع دار النشر، ثم سرعة انجازي لديواني الثاني (وردة تنشب شوكها).. حينذاك هل سمعت نداءً أو رأيت نظرة حزن تطل من مكان ما في روحي، وأحسست بيد أليفة تقودني حيث مخطوطة الديوان، (مكابدات)، وبدأت العمل هنا في طرابلس لجمع نصوص الديوان وكان هذا في بداية ديسمبر 2018م، وكان الوصول إلى أسرة الشاعر “الجيلاني طريبشان” مهما جداً، لأخذ موافقتهم على طباعة هذا الديوان، فتواصلت مع الاستاذ “طارق الكيش”، وهو أحد مؤسس ملتقي الجيلاني، وقد بذل جهدا لربطي مع أسرة الشاعر، فكام تواصلي مع السيدة “هادية” زوجة “الجيلاني”، والتي رحبت بشدة وتساءلت عن نسيان أصدقاء الشاعر له؟ 

وقد حاولت تبرير ذلك بظروف البلاد وانشغالنا في ظروف حياتية واجتماعية ومعيشية اربكتنا، ولكن في دخيلة نفسي كنت أعرف ان هذه مجرد تبريرات، وأشهد أني لو قدمت هذا المخطوط للأستاذ الراحل “إدريس المسماري” والذي كان رئيس هيئة دعم وتشجيع الصحافة، والتي أنشئ بها (إدارة نشر) لكان بادر بطباعة هذا الديوان، وبمكافأة تليق بمكانة الشاعر “الجيلاني طريبشان” كشاعر ومبدع أصيل، ولكن هكذا قدر شاعر عظيم.. أو ربما سر لا أدري كنهه جعلني أغفل حتى نهاية العام الماضي، وأبادر   لطباعة هذا الديوان، وطبعاً فكرت في دور نشر ليبية، فكرت في (هيئة الثقافة) وصدقني أيها الشاعر يا “رامز النويصري”، حاولت ولكن ……

طباعة مكابدات الجيلاني!!!

وهكذا تواصلت مع دار النشر ذاتها التي ضمت في حناياها ديواني الأول ثم الثاني، وكان الوقت تحديدا الأسبوع الأخير في ديسمبر، واظنك تذكر تواصلي معك وطلبي لنصوص الشاعر في موقع (بلد الطيوب) والتي منحتني إياها وكانت اضافة مهمة لديوان (مكابدات).

وقبل ان تأخذني حكاية الديوان.. سأخبرك عمن دعمني لطباعة هذا الديوان أو تحديداً الذي تكفل مادياً بذلك وهو المبدع “منصور بوشناف”.. ومجدداً أحب ان أوجه شكري وامتناني لأسرة الشاعر ولابنه “جهاد”، والذي بعث لي على الماسنجر موافقة الأسرة علي طباعة هذا الديوان.

وأشكر المبدع الشاعر “فارس خضر ” مدير دار الأدهم للطباعة والنشر والتوزيع، والذي بادر بطباعة هذا الديوان في وقت قياسي، كي يصدر ويكون موجودا في اليوبيل الذهبي لمعرض القاهرة للكتاب

الشاعرة حواء القمودي
الشاعرة حواء القمودي

الشاعر والخطأ الفادح

يا صديقي.. الشاعر “الجيلاني طريبشان”، شاعر كبير وهو من شعراءنا الكبار الذين رسخوا قصيدة الحداثة في الشعر الليبي، وهو رسام وكاتب قصة متميز، ومثقف صاحب موقف.. ولم يصدر له إلا ديوانين: (رؤيا في ممر 1974).. و(ابتهال إلى السيدة ن).

وقد كان بين صدور ديوانه الأول والثاني عشر سنوات، ووضع عدة مخطوطات شعرية وغيرها في عدة دور نشر ليبية ولم تصدر، ثم ببساطة وفي برنامج تلفزيوني عن مبدعي ليبيا أنتج وعرض في رمضان الماضي، أجد خطأ فادحا حيث عنوان ديوان الشاعر الأول هو (رؤيا في ممر) ولقد كتبت منشورا في صفحتي على فيسبوك عن هذا، فكيف نسمح بخطأ فادح عن شاعر حديث ببساطة نستطيع إيجاد معلومات عنه في أكثر من مصدر وليست معاجم الدكتور “عبدالله مليطان” عنا ببعيد،

ربما هذا الغضب دفعني للبحث عن المخطوطة والتفكير جديا بطباعتها، مع حلم بإعادة طبعها مع تصحيح الخطأ الذي جاء عن غير قصد وهو عن لوحة الغلاف، لقد كانت مع مخطوطة الديوان بلا اسم عليها ولا إشارة لمبدعها..  فظننت أنه الشاعر “الجيلاني” الذي رسمها، لأعرف من خلال الصديق الفنان “رضوان بوشويشة” أنها للفنان الكبير “محمد حجي”، وقد رسمها أثناء عمله بصحيفة (الأسبوع الثقافي) وكان صديقا للشاعر.

في الختام

وفي هذه العجالة أحب شكر الأستاذ “محمد صالح بويصير”، والذي رحب هو أيضا بالمساهمة في طباعة الديوان (ماديا)، وكتب مقدمة رغم قصرها ولكنها مفعمة بفيض من المشاعر، وتوثق لمرحلة من حياة الشاعر “جيلاني طريبشان”.

مقالات ذات علاقة

رحاب شنيب: نحن بحاجة إلى الأدب و الفن، حتى نتنفس، حتى نشعر بوجودنا.

رامز رمضان النويصري

الشاعر علي الربيعي أنا لم أقدم نفسي ناقدا على الإطلاق

المشرف العام

ما تيسر من سيرة المفتي

أحمد الفيتوري

اترك تعليق