في زحمة ” الصراعات ” و الأزمات التي تمرّ على ليبيا، ثمّة أشياء لا يُمكن لأي ليبي أو ليبية تجاهلها، ومنها ما اقترنت بواقع كان يُمثّل هويّة في الأغنية الليبية، وانتشارها الـ” البطيء ” في أوقات كثيرة، نتيجة لعوامل عدّة أدّت إلى أن تصنع لبعض الفنانين في ليبيا ” خيبة أمل ” في أن يتعافى هذا الحقل الذي أصبح مقترنا في صفحات التواصل وعلى موقع ” اليوتيوب “، لمن يبحث عن أغنية تُذكره بالأطلال والـ ” الزمن الجميل “، الذي غالبا ما تُعيده إلى ” الزمن الجميل “.
ومن هُنا كان ولابدّ من البحث عن بعض الفنانين الذي أثروا الحياة الفنية في ليبيا عبر أعمالهم التي ما تزال تأخد نصيبها. وكان ” رمضان كازوز ” الفنان ذو الطباع الهادئة، والبعيد عن الأضواء وصخب الأعمال ” العشوائية “، التي تنطفئ مع نهاية يومٍ عاديّ.
نص اللقاء مع الفنان رمضان كازوز:
218 : اسم ” رمضان كازوز ” أُقترن بأغنية اسمها ” مولى الخدود ” وكانت هذه من أوائل الأغاني التي عرّفت الجمهور في ليبيا برمضان كازوز، ولكن القليل فقط نعتقد من يعرف رمضان كازوز عن قرب.. هل في الإمكان أن تقدم لنا إيجازا عن بدايتك؟
كازوز : أولا سأبدأ معك بداية تقليدية.. كان انفتاحي على عالم الفن والأغنية مبكرا من خلال النشاط المدرسي سنة 1972 بمدرسة نالوت الإعدادية و من ثم مدرسة الجمهورية لسنة 1973 بطرابلس التي التحقت فيها بالإذاعة وأصبحت عضوا في مجموعة صوتية سنة 1975، والتي من بعدها تمت إجازتي وأصبحت مطربا بالإذاعة سنة 1978.
ليأتي بعدها أول عمل غنائي بعنوان “يا ريت ننسى” من كلمات المرحوم بشير أحمد وألحان الأستاذ وحيد خالد الذي كان مقدم برنامج “ركن الهواة آنذاك”
وأجزت ملحن سنة 1981 من لجنة تقييم الملحنين والمطربين برئاسة الأستاذ الدكتور عبد الله السباعي وعامر الحاجي والمرحوم نوري كمال وكانت أولى ألحاني في المنوعة الغنائية “أغانينا” بالجمهورية السورية. بعدد العمل على أحد عشر لحنا تغنيت بها في مجموعة منها وكانت منها “انصبرها لا العين ناسياته” و”مولي الخدود” لحن شعبي و”حجروك علي”.
218 : هل فكّرت في العودة للفن أو مشاركة فنية في أعمال ليبية أو عربية؟
كازوز: بالنسبة لهذا السؤال لهُ إجابة شافية، وهي أن ألحاني تغنّى بها معظم الفنانين العرب ومنهم الفنان “فهد يكن” و”أمل عرفه” بأغنية “دونك جوبه” وأغنية “مش عيب” إضافة إلى أن الفنانة ” مليحة التونسية ” تغنّت بألحاني في أغنية ” لا يقدرو اينسوك لا ينسوني ” والفنانة “جهيده يوسف ” بأغنيتين “لا نجفاك لانقدر انهونك”
ومن بعدها توالت الألحان وقدّمت أكثر من ثلاثين لحنا في سلسلة ” رفاقة عمر” و” النجع “. ومن المطربين الذين تمكّنوا من الدخول للساحة الفنية والأغنية العربية بعد جيل حافل سبقهم، كان ” ماجد المهندس ” بأغنية ” طولت في الجيه ”
وكذلك الفنانة الراحلة “ذكري محمد” في أغنية ” اليوم خاطرين علي” والمطربة “فدوى المالكي ” بأغنية ” ” حطت ايدك “إضافة إلى عدة أعمال أخرى.
وبالعودة إلى الأعمال الليبية تغنّى ابني الفنان ” حسن كازوز ” في ” الجلسة ” والفنان “حسن مناع ” بأغنية “ليش يا طبيب الجرح ” والعديد من المطربين.
218 : اختفى بعض الفنانين عن الساحة الفنية وأنت من هذه الأسماء.. هل هناك أسباب جعلتك تتخذ هذا القرار؟
كازوز : لم أتغيب عن الساحة الفنية والقنوات الليبية هي التي لا تبث الأعمال، وقد قدمت في السنوات الماضية مسابقة ” السامر ” 1 ” والسامر ” 2 وحاولت فيهما إبراز الموروث الشعبي ولكن لا يذاع برغم المجهودات المبذولة فيه.
218: الأجيال الجديدة لا تعرف رمضان كازوز ولا تعرف أنه كان من نجوم التلفزيون في ليبيا .. هل واجهت أحدهم يقول لك: أنا لا أعرفك؟
كازوز: بالنسبة للشباب هناك العديد من يهتم بما أقدمه ولا زال يعرفني ويتابعني، أما الأخرون والمتغربون ومن تتابع القنوات الغربية والعربية الأخرى فسبب عدم معرفتهم الضعف والجهل من مسؤولي الإعلام الليبي. وأيضا هناك من يسيء للفن الليبي بقصد.
218: من ترى اليوم يُمثّل الأغنية الليبية بشكل عام؟
كازوز: بالنسبة لمن يمثل الأغنية الليبية فهم الفنانون المعتمدون من قبل لجان التقييم التابع لقسم الموسيقي في طرابلس وبنغازي، ولا يخفي على أحد عمالقة الحركة الفنية من مطربين والملحنين والشعراء معروفون بأعمالهم وألحانهم التي تقدم في إذاعات العالم العربي.
218: ما هو دور الفنان الليبي اتجاه ما يحدث في بلده؟
كازوز: الفن يساهم في ترسيخ اللحمة الوطنية عندما نحترمه، ونسهل الصعاب من أمام المبدعين ونتأكد بأنهم ركيزة مهمة ولهم دور كبير في زرع المحبة، وفسح المجال لهم وتشجيعهم ويصبحوا أعلى مرتبة من السياسي.