أحبُّ بلادًا في حدسي
تسكن حلم الظهيرة
منذ أن ضاقت الحدائق
على أرجوحة،
وخافت الشوارع
من جميلاتها.
أحبُّ بلادًا
في ذاكرتي القادمة
في سرّي الّذي لم اكتمه بعد
في فنجان القهوة الّذي لم يعدّ لي
في ألسنةِ الدراويش الطويلة
المكشوفة لديهم
أخبار الغد.
بلاد غير هذه
التي خبّأت الحبّ
تحت وسائد الأشرار
ودفنت السعادة
واضعةً الخريطة في فوّهة البندقية،
بلادٌ تبرّجتْ حدودها
بأقلامنا الملوّنة،
وضاقت في ضحكات الأطفال
وهي تشي بفاجعتهم
التي تنتظرهم
عندَ أوّل حبيبة.
أحبُّ بلادًا
أكبرَ من قلبي
أحدّثُ عنها الموتى
وأسلّي بها الصعاليك
الّذين ينسون أسنانهم في الهواء
تضحك لوحدها
عندما ينعسونَ على كذبتي
ويذهبون للنوم
في غرفهم المشبوهة.
أنا خائن.