طيوب البراح

العودة

زيد علواني

من أعمال النحات الليبي عبدالله سعيد عن بوابة الوسط
من أعمال النحات الليبي عبدالله سعيد
عن بوابة الوسط

امضى خالد معظم حياته متنقلا بين البلدان المختلفة بعيدا عن وطنه وذلك لما يتطلب عمله ولكنه في النهاية قرر العودة الى وطنه والاستقرار فيه حيث ابتاع له منزلا … وذات يوم دعي صديقه القديم عصام لكي يريه منزله صحبه الى الحجرات المنزل والحديقة… وبعد ذلك جلس الصديقان معا يتحدثان…

عصام : حسنا ستكون بالتأكيد سعيدا هنا … انه منزل جميل

خالد: لقد عشت طوال حياتي في غربة مستمرة .. واقمت في عشرات بلدان وقضيت الاف الساعات في وسائل النقل ومع ذلك اكره السفر…!

عصام : حقا ان السفر متعب …..

خالد: نعم فحياة المسافر ليست آمنة .. هل تعلم اني عندما اركب الطائرة لم احس براحة حتى اصل الى نهاية الرحلة …

عصام : اني لا اركب الطائرات مطلقا … لأني اخاف من الطيران

خالد : وانا اتمنى الا اطير ثانية… ولكن هل تعلم ؟ ان وسائل النقل الاخرى اكثر خطورة…ذات مرة كنت راكبا سفينة فاندلعت فيها النيران حتى كادت ان تغرق لولا تم اخماد النيران بعد جهد ومشقة.. ومرة اخرى كنت راكبا حافلة وفي ليل خرجت الحافلة عن الطريق وسقطت في النهر ..

عصام : ولماذا حدث ذلك ؟!

خالد: لا اعرف .. ربما كان السائق نائما !

عصام: وهل اصابك ضرر ؟..

خالد: كلا .. لم يصبني ضرر بالغ فقط بعد الرضوض والكدمات.. الحقيقية لم يصبني ضرر خلال غربتي مطلقا.. ولكن الحافلة تهشمت وكان علينا نحن الناجون ان نسير مسافة طويلة على اقدامنا الى المدنية حتى نطلب الاسعاف والمساعدة للجرحى .

خالد مسترسلا : يوجد خطر اخر في حياة المسافر ربما لم يتبادر الى ذهنك مطلقا .. هو عدوى الامراض   نتيجة اختلاطه مع الناس

عصام : يمكن ان يذهب الى الطبيب

خالد : يا عزيزي هناك امراض لا ينفع معها العلاج مثل مرض كورونا وإنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير و وباء الكبد الفيروسي وحتى لوكان هناك علاج فحظوظ الشفاء منها قليل

عصام: لم افكر في ذلك مطلقا

خالد: انت رجل عاقل فقد عشت دائما في الوطن فهنا من يعتني بك ويساعدك اذا مرضت

عصام : يا عزيزي نحن نحيا في عالم ملئ بالأخطار مئات من الناس يموتون في كل يوم الوطن

خالد : انا الان في امان … انا رجل في متصف العمر لم اسافر بعد الان ولم اخرج من بيتي  سوف اعمل في التأليف واعتني في زراعة حديقتي لم اخرج الا لضرورات الملحة

عصام : قد تمرض هنا

خالد: يوجد طبيب على ناصية الشارع ..سيعتني بي اذا مرضت

عصام( مازحا) : ان حياة الانسان لا يمكن ان تكون في مأمن تماما لن يمكنك البقاء في المنزل طوال الوقت .. ستضطر الى الخروج احيانا .. وقد تصدمك سيارة اثناء عبورك الشارع وتقتلك (مقهقها)

خالد: سأبذل قصارى جهدي عند عبوري الشارع

عصام : وماذا ستفعل كل يوم ؟

خالد: سأقرأ واكتب كما تعلم اني احب الكتابة القصص وسأزرع بعض الخضار في حديقتي لقد اشتريت بعض البذور لا شيء يمكن ان يصيبني هنا

فصحب صديقه عصام الى الباب الرئيسي مودعا له.. فنظر خالد الى السماء لقد بدأت تمطر فاخذ يهرول نحو مدخل المنزل هروبا من المطر وبينما يضع رجله على سلم المبتل حتى انزلقت ساقه فسقط الى الخلف على راسه فتجمدت عينيه واخذ يلفظ انفاسه الاخير قائلا (يا سخرية القدر )

مقالات ذات علاقة

في المنام

المشرف العام

أيام خاوية

المشرف العام

رسالةٌ إلى المحبوبة

المشرف العام

اترك تعليق