خيرية فتحي عبد الجليل
كانت نظراتها حزينة ، ساهمة وهي مطرقة تتأمل ورقة جدول امتحان نهاية الفصل الدراسي الأول .. ابتسمت في وجهها وقلت .. حسناً سنذهب ، كان هناك تعارضاً وتضارباً في موعد امتحان ” البرمجة ” وهي مادة تخصص وامتحان مادة الفيزياء العامة ، ذهبنا أنا وصديقتي لرئيس قسم ” الحاسوب” ،خرجنا من مكتبه بخيبة أمل كبيرة نجر خلفنا سخريته وتعليقاته اللاذعة ، تخيل أن تدخل امتحانين في نفس الوقت ، دكتور مادة التخصص أجنبي لم نتفاهم معه ، فاختصرنا المسافات وذهبنا لمقابلة دكتور المادة العامة في شقته التي تتصدر الدور العاشر في بناية ” الدكاترة ” المقابلة لبيت الطالبات في البركة ، دلفتُ إلى المصعد تتبعني صديقتي التي أخذت تبحث في حقيبتها عن جدول الامتحان المتضارب ، كان المصعد قديماً ، ضيقاً ، بدأت أتمتم بدعاء ركوب الدابة الطويل بعد إن يئست من العثور على أي زر للإنذار داخل هذا المصعد ، لم ننتبه لوجود الصبيين الصغيرين اللذين سبقانا في الدخول إلى المصعد ، تاهت يد صديقتي لتبحث عن الزر الخاص بالدور العاشر ، لكن يد أحد الشابين كانت أقرب فأبتسم وضغط الزر بشدة ، ثم أخرج الأخر خنجراً وبدأ يلوح به أمامنا ويضحك ضحكات هستيرية متقطعة ، شعرت بالاختناق وبفقدان السيطرة على مخارج حروفي أما صديقتي فقد انخرطت في البكاء والتوسل ، لم يكن لدينا ما يمكن أن نعطيه للشاب الشاهر خنجره أمامنا سوى التوسل والتأتأة والدموع ، وفجأة قطعت صديقتي سلسالها الذهبي وناولته لأحد الشابين ، في هذه الإثناء أنقطع التيار الكهربائي فجأة وتوقف المصعد في منتصف صعوده إلى الطابق المقصود ، ازدادت نبضات قلبي ، أحسستُ بالاختناق ، خارتْ قواي بعد أن فقدت صديقتي وعيها وتهاوتْ إلى جانبي ، أخذتُ في الصراخ والضرب على باب المصعد وجدرانه بقوة والضغط على كل الأزرار الموجودة في المصعد دفعة واحدة ، فجأة انتبهت إلى وجود صديقتي ، وبيد مرتعشة أخذت في معالجة فتح قارورة عطري ورشها على وجه صديقتي الغائبة عن الوعي ، فيما أسرع الشابان في كسر الزجاج و بدأ أحدهما بمعالجة فتح باب المصعد القديم بالخنجر الصغير قبل أن نختنق .
30 -5-2015 م