الشاعر سعيد هادف
صدر بسويسرا مطلع هذه السنة كتاب يحمل عنوان “أنطولوجيا: (أفريقيا في القصيدة)” من الحجم الكبير، 815 صفحة تضم أكثر من 550 قصيدة في لغتها الأصلية لشعراء أفارقة من أكثر من 40 بلدا، وكلها قصائد مترجمة باللغة الألمانية.
الأنطولوجيا مقسمة إلى موضوعات مختلفة ضمت 61 عنقودا، كل عنقود يحمل عنوانا موضوعاتيا: السنغال، مستقبل متخيل، عشرة أفارقة كلاسيكيون، كلاسيكيات فرنكفونية، الرباعي النيجيري، جيل قوي من نجيريا، نيجيريا: شعر الكاوس…إلخ.
حول خلفيات هذه الأنطولوجيا وأهدافها، كان هذا السؤال: لماذا الآن فقط مختارات من القصائد الأفريقية؟ الناشرون يجيبون:
كتب آل إمفيلد (أحد الناشرين): “إن الوقت لم يحن فحسب – بل هو يضغط، بخصوص القصائد هي أساس أي مجتمع. كل العالم يريد أن يبرم نوعا من “الصفقات” مع أفريقيا، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث بطريقة سحرية لا ينبغي أن يكون، كما هو الحال في الجهات الناطقة بالألمانية (German-speaking region)، أن معظم الناس يعتمدون على مختارات “أورفيوس الأسود”، التي نشرت قبل 50 عاما. ومنذ ذلك الحين، لم يتم نشر أية مختارات إفريقية من القصائد باللغة الألمانية. نحن بحاجة إلى قاعدة صلبة وكذلك أن ننتبه إلى تناقضات القارة الناشئة في فترة ما بعد الاستعمار. نحن بحاجة إلى الصدق وإلى انفتاح جديد، وهذا لا يمكن أن يكون إلا في الأدب، والشعر على وجه الخصوص “.
لم يحظ شعراء شمال أفريقيا إلا بحيز ضيق في الأنطولوجيا، حيث لم يتعدوا 25 صوتا، بمعدل خمسة أصوات من البلد الواحد، أما على مستوى البلدان الأفريقية الناطقة بالعربية فالأمر أكثر ضيقا.
مختارات من شمال أفريقيا
العنقود (أ31) حمل عنوان: “النساء الجزائريات في المقاومة” وضم أربع قصائد لشاعرت من جيل الخمسينات، آمن باستقلال الجزائر وانخرطن في جبهة التحرير والتحقن بالمقاومة ضد الاحتلال: مليكة أولحسن، ليلى جبالي، جميلة عمران وأنا غريكي.
وهن شاعرات مغمورات أقصاهن التاريخ الجزائري كما أقصتهن المدرسة. آنا غريكا و جميلة عمران شاعرتان من أصول فرنسية، حسب موسوعة ويكيبيديا، آنا غريكا شاعرة جزائرية تكتب باللغة الفرنسية ولدت في 11 مارس 1931 في ولاية باتنة في الشرق الجزائري اسمها الحقيقي كوليت غريغوار وتوفيت في 6 يناير 1966 في الجزائر العاصمة. وهي من عائلة مثقفة من الكولون الذين ساندوا الثورة الجزائرية.
أما الشاعرات الثلاث فيبدو أنهن لا زلن على قيد الحياة، وحسب بعض المعطيات رغم شحها، فإن الشاعرات دخلن إلى السجن وتعرضن إلى التعذيب بسبب مواقفهن النضالية.
العنقود (أ32) حمل عنوان: “شاعرات من المغرب الكبير ومصر”، ضم ثماني قصائد لأندري شلديد وجويس منصور من مصر وأينا سعيد من تونس ورشيدة مدني من المغرب.
العنقود (أ33) حمل عنوان: “طقس مجنون بشمال أفريقيا”، وضم عشر قصائد لخلود الفلاح من ليبيا، سعيد هادف وربيعة جلطي ومحمد بوثغان من الجزائر، ياسين عدنان وطه عدنان وعبد الرحيم الخصار من المغرب، منصف الوهايبي ومنصف المزغني من تونس ونجاة علي من مصر.
العنقود (أ34) حمل عنوان: “حول ميدان التحرير”، وضم ثلاث قصائد لمنجي حمدي من تونس، إبراهيم داود وأحمد مصطفى سعيد من مصر.