ملاك غيث المنفي
سَرمدِيُّ الهوَى ذاكَ هُوَ الذي بِهواهُ فاضَ الفُؤادِ
حبيبٌ يتَرفّعُ عن كُلِّ الخطاياَ، كالطَّيرِ يحْبُو في عُلُّوِ العِفَّةِ
يا من غَزا دِيارَ القلبِ مُتعمِّداً، وسَلَبَ مني العقلَ كـ المُحْتلِّ
تركتُ عني شِعارَ حُرِّيتِهِمْ، وأَبْدَيْتُ وَلائِي لـ سَيّدِ الأوْطانِ
عَقَدْتُ مِيثاقَ القَسمِ، مُخْلِصةٌ لِمنْ بِيَدِهِ حُرِّيتي واعتقالي
للقاصِيَ الدّاني، أهِيمُ صَبابةً، مالَ لهُ القلبَ رُغمَ اتزاني
تخْلُو البِلادَ مِن عَشائِرَ شعْبِها ولا يخْلُو قلباً في هواكَ مُتَيَّمِ
سَكَنْتَ الُفؤادَ حُباً وطَوْعاً، رُزِقْتُ إِيّاكَ رِزْقَ الأُمِّ للوَلَدِ
قَدْ جِئْتَني بِالحُبِّ فَيْضاً، فَما أكْرمكَ يا ذا النُّبْلِ والشِّيَمِ