سامر سالم أحمد | سوريا
وقال الحرفُ للكلمة لماذا الحرفُ قد حرُمَ
وصار الكلُّ في بلدي يقول ويكسرُ الكلمَ
فلا حرفٌ يقوم لهم إذا ما أمسكوا القلم
حروفُ العُرْب قاطبةً فلا حرفٌ بها سلِمَ
مُكسٌرةٌ إذا نطقوا وتكسيرٌ إذا نُظِم
وأغلاطٌ وأخطاءٌ إذا ما خُطَّ أو رُسِمَ
كأنّ الخوفَ كبّلنا وأورث أهلَه البكَم
فلا أحدٌ له كلمةْ ولا مَن يرفعُ الهممَ
كأنّ الخوف يتبعنا وفوق شفاهنا ارتسم
رؤوسُ القوم خافضةٌ تراها تبصر القدم
فليس هناك من رجلٍ يُريك العزَّ والشّمَمَ
لماذا لم يعد فينا رجالٌ تنصر الحُرمَ
وتكتب كلَّ أحرفنا وتنشر من فمي الكلم
وتفضح كلّ طاغيةٍ يودُّ العمر لو حكم
صوامتُ أحرفُ الناس. صوامتُ ألقتِ السَّلمَ
وحتّى السيدُ المقدامُ ألقى السيف والقلم
فلم ينبسْ ببنتِ شَفَه ولا ألقى له التهم
وليس هناك مَن سبَّ وليس هناك من شتم
لماذا الكلُّ في بلدي يخافُ الحرف والكلم
فإن نطقوا فهمستُهم تجرُّ وراءها الصمم
وصرختُهم إذا صرخوا تدكّ السهلَ والعلَم
وكم من صرخةٍ صرخَتْ وقالت واهِ معتصمَ
فلا أذنٌ لها سمعَتْ ولا مَن أنطق القلم
فإن سكت الذين همُ رجالاتٌ وأهلُ حمى
فمن للحق ينصره ويحمل من فمي الكلمَ