أصدر المؤرخ سالم الكبتي كتاباً عن المفكر الليبي الصادق النيهوم (1937 – 1994) بعنوان «الدلال» (دار برينتشي – بنغازي)، خصّه بمقدمة دافع فيها عن الراحل، مع دحض للتهم الموجهة إليه، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقته بالسلطة.
الكتاب تضمن مقالات للنيهوم كُتبت بين 1966 و1974، ناقش فيها مسائل الحياة في ليبيا وفي الوطن العربي وأوروبا بأسلوب أدبي سلس، يرتكز على السخرية وطرح الأسئلة.
كتب الكبتي في المقدمة: «تلك مشكلة النيهوم بوضوح.. لأن السلطة اقتربت منه.. صُنِّف أنه في ركابها.. وأنه أحد عملائها وأبواقها في محاولة لعزله خارج الإطار الذي سيظل- رغماً عنهم- داخله.. وتشويهه بطريقة غير أخلاقية وجعله بين الناس في الجانب الأضعف». ويضيف: «النيهوم مع حدّة القمع لا يستطيع مثل الكثيرين سواه أن يواجه ديكتاتورية بمفرده.. لكنه بمحاولاته، حتى وإن كانت غير ظاهرة للناس، وبدت مهادنة أو ضعيفة، تظل تحسب له». ويختتم: «إن دراسة النيهوم واجبة وضرورية له ولغيره وبتسامح فكري ونقاش نزيه وشجاع دون عاطفة أو مجاملة.. دون محاباة أو تحامل.. فمتى يتحقق ذلك اليوم قبل غد؟»
_________________________________
* نقلا عن: مجلة الدوحة – العدد 79 – مايو2014
