شعر

لـو أنـــك

لو أنك لم تدخل إلى الفيس بوك

لو أنني لم أضفك إلى القائمة

لو تجاهلتُ لهفتكَ علي

ورسائلك القصيرة الساخرة

لو لم أقرأ تعليقاتك تحت مقالاتي

المذيلة باسم “البلقا”

لو لم نسهر ليال طويلة نضحك من هذا الزمان

لو لم ترسل لي صورة الجامع والمقبرة

لو لم أقل لك أن قبر أمي هناك

لو ملت بالعدسة قليلا إلى اليسار

لأمكنني رؤيته من هنا

لو أنك تجاهلت حنيني ووحشتي

لو كنتَ أقل مرؤة

لو نسيتني أو تناسيتني

ومرقت من قريتي مثل سهم

لو أنك تأخرت قليلا

لكنت الآن بين أطفالك

ولما تفجرت في داخلي هذه اللوعة

هل وصلتَ إلى قبرها مثلما أرشدتك؟

لابد أنك قرأت على روحها الفاتحة وطمأنتها عني

لا بد أنك أضحكتها بكلماتك المدوية

حتى سمعك كل سكان المقبرة

فقد كنتُ أضحكها حتى تدمع عيناها

لابد أنك تذكرت قبر أمك وأنت تعبر الطريق

فلم تر الموت وهو يسرع نحوك

كنتُ أفتقد قبرا واحدا هناك

والآن صرت أفتقد قبرين

لماذا ترحل فجاءة قبل الأوان

وتتركني في قبضة هذا الأسى؟

دمعي تحجر ملحا في مقلتي

والريح تصفر في صدري القاحل

لماذا أيها الصاخب أبدا

اخترت هذه النهاية الصاخبة؟

مقالات ذات علاقة

تصحيح

المهدي الحمروني

ثلاث لوحات على جدار المنفى

سعاد يونس

بــلادكــم لكـــم

إدريس ابن الطيب

اترك تعليق