شخصيات

الشيخ رافع بن عبدالرحمن القاضي

الشيخ رافع القاضي بين أهالي جدابيا (المصدر: خالد محمد القاضي)

جدي الشيخ رافع بن عبدالرحمن القاضي (خال والدي). ولد رحمه الله عام 1880 م -تقريباً- في مدينة بنغازي، في زقاق القاضي المتفرع من شارع دربي، ونشأة نشأة دينية في عائلة محافظة.

أرسله والده للدراسة في الجغبوب، فتتلمذ على يد الشيخ المهدي بن محمد علي السنوسي، فَنَهَلَ من علمه الغزير، وحفظ عليه القرآن الكريم، وتبحر في علوم الشريعة والفقه والعربية، وتميز بقوة الحفيظة للقرآن الكريم، وجمال الكتابة والرسم للقرآن الكريم، وكان يضرب به المثل في قوة الحفيظة، وكان يُقرض الشعر بالعربية والعامية، وكان حجة في الشعر كما كان حجة في علم الشرع.

تولى إمامة جامع القاضي في بدايات القرن الماضي، وكان إماماً لمحلة سيدي سالم التي هي إحدى محلات المدينة.

تم تكليفه بالقضاء في مدينة طبرق، فكان هو قاضيها الشرعي في فترة العشرينيات والثلاثينيات، واعتقل مع أهالي طبرق وتم ترحيلهم الى معتقل العقيلة، ثم بعد خروجهم من المعتقل وإطلاق سراحهم، تم تكليفه بالقضاء في كل من اجدابيا ومرادة والبريقة (الصورة المرفقة وهو يتوسط بعض من أهالي اجدابيا في فترة الاربعينيات من القرن الماضي عندما كان قاضيا بها).

الشيخ رافع القاضي بين أهالي جدابيا (المصدر: خالد محمد القاضي)

ذكره الشاعر هاشم بوالخطابية في شعره عن طبرق فقال فيه :

وكان فيك قاضي حكمته شرعية… قاري كلام الله بالأسوار

هذاك هو رويفع حجز كل قضية… بناخي حرابي مير م الاميار

كان الشيخ سريع البديهة، رده دائماً حاضراً وبقوة، فذات يوم كان راكباً على حصان يافع قوي، فقال له أحدهم: يا شيخ هذا الحصان بلكي واعر عليك، لو كان تركب فرس ساهلة اريح لك! فرد عليه على الفور ببيت شعر قائلاً :

ما نركبوش الحِرِّزْ… ولا نركبوا العَوْدَة اللي إتجي اتمرَّز

نركبوا بولفيف إيجي يطَّرَّز.. َشراريك ذيله على الكَفل يسفاهن

الشيخ رافع القاضي ضمن وفد السنوسية (المصدر: خالد محمد القاضي)

كان مقرباً من السادة السنوسية، وله حظوة عند الأمير إدريس (قبل أن يصبح ملكاً) وباعتباره من طلبة والده الشيخ سي المهدي والمقربين له، وكان له حظوة وقبول في وطن البراعصة والعبيدات، وعليه فقد تم تكليفه من قبل الامير إدريس أن يكون من ضمن وفد السنوسيين الذي ذهب إلى درنه عام 1946م لتمهيد الصلح بين مشايخ قبائل الحرابي وأعيان درنه، وذلك بإيقاف كل نزاع أو خصام وتأجيل المطالبة به إلى أن تستقر الدولة وتتوحد، وتكون فيه حكومة تأخذ الحقوق وترد المظالم، والذي سُميَ بميثاق الحرابي، وكان الشيخ رافع من الذين شاركوا في صياغة وكتابة هذا الميثاق، والصورة المرفقة يظهر فيها الشيخ ومعه السادة السنوسية وأسماؤهم مكتوبة اسفل الصورة وكانت في درنه.

توفاه الأجل مساء السبت الموافق 3 مايو 1952م، بمدينة اجدابيا، ودفن بها، نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنته ويبارك في ذريته من بعده.

8. 1. 2024 م

مقالات ذات علاقة

شاعر الثنائيات عربية وعامية بين صمت المغني ومازلت حيا يا عمر

نيفين الهوني

د.عمرو النامي

المشرف العام

الاستشاري في النقل الجوي الدكتور أمين المرغني في ذمـة الله

شكري السنكي

اترك تعليق