عصام الفرجاني
هل خانكَ الشِّعرُ إِذْ راودتَهُ فأبَى
أم خِلتَ كلَّ الَّذي أبصرتَهُ كذِبَا
أم أنَّ خطبَكَ أعيا كلَّ قافيةٍ
إن سُقْتَ حرفًا مَحَاهُ الدَّمعُ منسكِبَا
يا درنةَ اليمِّ، يا عذراءُ، يا وجعي
يا قِبلةَ الموتِ مَكشوفًا ومُنتَقِبَا
يا صرخةَ الرُّوحِ لم تظفرْ بها شَفَتِي
غصَّ الفؤادُ بها فالْتاعَ مُنتحِبَا
يا درنةَ اليَمِّ، قولي واعذُرِي لهَفي
صِفي ليَ الموتَ، قالوا مِن هنا ذَهَبَا!
كنتِ الفراشَ لقومٍ والسَّماءَ لهم
وكان ظلُّكِ مِن دون السَّما الهُدُبَا
ناموا بِحِضنِكِ لكنْ في المَسَا رحلوا
في بحرِكِ اتَّخَذوا سبيلَهُم، عجبَا!!
وطفلةٍ ضمَّها في المهد والدُها
فأصبح البحرُ أُمًّا والرُّكامُ أَبَا
إعصارُ دانْيالَ لم يعصِرْ سوى دمِنا
إن الدِّما أبدًا لا تستحيلُ هَبَا
لبَّى نداءَكِ فتيانٌ لهم هِمَمٌ
كهمّةِ اللَّيثِ إن ناديتِه وثَبَا
شرقًا وغربًا ومن أرض الجنوب أتَوْا
شطَّ المزارُ بهم عن ذاكَ أو قَرُبَا
كم خاب ظنُّكِ في عُربٍ تجاورُنا
تأخَّر العونُ منهم، جاء مُضطَرِبَا
وآخرين نَأَوْا عنَّا بجانبهم
كأنَّهم لم يكونوا مثلَنا عَرَبَا!!!
يا أيُّها الجبلُ المخذولُ دُمْ جبلًا
برغم جرحِك قف واستقبلِ الشُّهُبَا
2023/9/13
تعليق واحد
[…] يا درنة اليم […]