مراسلة من شاعرين يشار لهما بالبنان متنوعي النمط والطرح في تلاقح إبداعي منهجي هما الرائعان ( عبداللطيف كوديخة والمهدي الحمروني) طلبا مني المشاركة ودعم هذه مبادرة لتحريك المشهد الثقافي الليبي الذي يقترح فيه إطلاق وتأسيس تيار شعري جديد يعبر عن أفق جديد للنص الإبداعي.
ما أكتبه عن هذه المبادرة هو راي خاص هذا الراي عنونته بعنوان:
نمط جديد في الشعرية الليبية
الشعر كما هو معروف للجميع هو أحد أجناس الأدب يختزل بداخله جموع الفنون المتجسدة في اشكال أو أنماط متنوعة نابعة من عمق الاحاسيس البشرية.
والشعر قد يخضع لضوابط لغوية خاصة تتفاوت من شاعر لآخر فهو معزوفة سمفونية خاصة صنعت أوتارها من رهف الإحساس المنسوج فالشاعر يكتب من عوالمه الخاصة القابعة والمتربعة في مخيلته. وحبر قلمه يصوغها في إطار مذهب خاص يتماهى مع جماليات الكون القابع في داخله والتميز هو اللون المتفرد لكل شاعر الذي يصنع دهشة وصدمة للمتلقي..
وفيما يخص إشهار البيان الإبداعي، حسب وجه نظري أن هذا النمط المتمرد الإبداعي في الشعرية قد بدا من حوالي خمس عقود مضت.
قبل بالاستهجان والرفض لا لشي إلا لإثبات الفكر والعقلية التقليدية وانزياحها لما جبلوا عليه من النمط الشعري العمودي المقفى.
وهذا البيان المنشور والمنادي به قبل الشاعر عبداللطيف ليس تمردا وإنما هو بيان انتقائي لما هو موجود من القصائد النثرية الانتقاء ما بين الغث والسمين كما يقال..
هذا النمط الشعري النثري موجود في ليبيا من حوالي عقدين ونيف من الزمن تقريبا هذا اللون اعتقد اعتقاد خاص أبرزه شاعر الحب الشاعر صدقي عبد القادر الذي شجع الكثيرين للاقتفاء على أثره.
فالقصيدة النثرية فرضت نفسها وبقوة في الشعرية الليبية.
في البيان طرح الشاعر عبداللطيف كوديخة سؤالا حول تجنيس قصيدة النثر ما هو المدي الذي حققته شرعية قصيدة النثر؟
وأنا بدوري أسأل شاعرنا الرائع ما الشرعية الذي استند عليها شعراء القصائد عموما في كتابه خلجاتهم ومشاعرهم. هل المستند هو الالهام النابع من شفافية المشاعر او المستند هو الحضور المجتمعي والكم المعرفي فقط..
أنا مع التنوع ونؤكد على قوة وجود القصيدة النثرية في المشهد الشعري الليبي بمختلف تجلياتها.
1.9.2023