متابعات

معرض دار الخزين….اختزال مكثف للذاكرة

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

معرض (دار الخزين…معرض الذاكرة الليبية)

استمرارا لحركة الزخم الثقافي والفني الذي تعيشه مدينة طرابلس هذه الأيام شهدت دار عبد الله كريستة(السجن التركي سابقا) مساء يوم الإثنين 27 من شهر فبراير الجاري بساحة السيدة مريم بمدينة طرابلس القديمة افتتاح المعرض الأول من نوعه تحت اسم (دار الخزين…معرض الذاكرة الليبية)، وذلك برعاية جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس، وبالتعاون مع شركة الحارث للتحف والمقتنيات ونون للفنون، وبالاشتراك مع فنان البوب آرت “علاء بودبوس”، والفنانة “هادية قانا”، وضم المعرض مجموعة كبيرة ومتعددة من المقتنيات والأدوات والأثاث والمواد من رسومات وشعارات الصناعات والملصقات الإعلانية ونسخ العلامات التجارية وغيرها التي كانت تُستخدم قديما، فشكلت بذلك متحفا متكاملا صنع جسرا وصل الحاضر بالماضي وأطلق رحلة مبهجة تجاه الزمن، ففتح صندوق الذكريات وحقائب الأمس البعيد لتُعبر كل تفصيل فيه عن ماضٍ رصدته ذاكرة الوعي الجمعي واشتركت في معطياته المتنوعة، ويشير القائمون على فكرة المعرض إلى أن الهدف من إقامته جاءت لتحقيق شرط استعادة الحكايا والقصص والتواريخ المنسية المرتبطة بالثقافة الاستهلاكية المحلية في المجتمع الليبي بتحفيز الحنين إلى ثراء تفاصيلها، كما حرص القائمون على المعرض على التسلسل الزمني لبدايات الصناعات والشركات الليبية لاسيما في أعقاب الاستقلال، واكتشاف النفط والغاز وامتداد هذا الخط الزمني للسرد حتى السبعينيات والثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن المنصرم.

الوجه المضيء للماضي

وأثناء التجوال في أروقة المعرض المذكور ستمطر أمام الزائر ذكريات الطفولة والصبا وصدر الشباب إبّان أزمان متعددة في ضوء بعض المنتجات المحلية التي تربت ونشأت عليها أجيال كاملة ولعقود طويلة، وحالما يتأمل الرائي جُلها أو بعضها سيصاب بلذعة الحنين وهي تسري تحت جلده مُحدثة نوعا من الغبطة والسرور في نفسه، ولعل المميز في معروضات (دار الخزين) أن المجتمع الليبي كله قد توحّدت ذاكرته ونمت على ثقافة استهلاك هذه المنتجات بإختلاف أشكالها وأنواعها، ليُصبح بالتالي جزءا من الموروث الاجتماعي والاقتصادي لليبيين ككل، وتقابل الزائر على رفوف العرض سجادة قديمة نسجتها أيادٍ ليبية، ومشروب الكولا الغازي، وكراسات ودفاتر مدرسية لازالت تحتفي بعبق الطفولة، وقطع من الحلوى المنزلية، من جانب آخر يؤكد المعرض رسالة مؤادها بأن (دار الخزين) ما هي إلا انعكاس حقيقي لصور أنماط الحياة الليبية خلال سبعين عاما مضت، بينما أبرز المعرض من جهة أخرى الدور التاريخي المغمور والغير معروف لتصميم فنون الجرافيك وتأثيره على ثقافة المجتمع آنذاك.

مقالات ذات علاقة

الجندي الأخير يموت في مصراتة

منى بن هيبة

محاضرة تستعرض مراحل تخطيط وتطور مدينة طرابلس القديمة

مهند سليمان

النحت والخزف في بيت اسكندر للفنون

مهند سليمان

اترك تعليق