طيوب المراجعات

”الثورة الليبية…” كتاب جديد للدكتور مصطفى التير

ضفة ثالثة

كتاب مصطفى عمر التير "الثورة الليبية: مساهمة في تحليل جذور الصراع وتداعياته"
كتاب مصطفى عمر التير “الثورة الليبية: مساهمة في تحليل جذور الصراع وتداعياته”

صدر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب مصطفى عمر التير “الثورة الليبية: مساهمة في تحليل جذور الصراع وتداعياته”، ويتتبع فيه الثورة الليبية منذ اندلاعها، محللاً أهم المتغيرات التي قادت إلى انطلاقها، والخطابات التي استخدمتها سلطات القذافي والثوار وأهميتها في تأجيج الصراع.

كما يسلط الضوء على بعض أسباب الصراع الماثلة في الثقافة والتاريخ الليبيين، وخصوصاً دور القبيلة والولاء القبلي، والدور الذي أدّته دول الجوار والدول الإقليمية العربية وغير العربية، والدول الغربية الكبرى، في مساندة أطراف الصراع وتهيئة الأسباب التي قادت إلى التدخل الدولي.

> ولادة فاعتلال

يتألف الكتاب (488 صفحة بالقطع الوسط، موثقاً ومفهرساً) من مقدمة و7 فصول. ويتناول المؤلف في “المقدمة” تأثّر ليبيا بما يحصل في محيطها، وتمهيد الطريق نحو بناء أسرة القذافي الحاكمة، والعوامل العامة التي قادت إلى الثورة، والعوامل المباشرة التي أشعلتها.

أما الفصل الأول، الذي جاء بعنوان “ما بعد الكولونيالية – الدولة الوطنية: مرحلتا الولادة والاعتلال المبكر”، فيتحدث فيه التير عن القبيلة في ليبيا بوصفها فاعلاً اجتماعياً، ثم الحقبة الكولونيالية في ليبيا، ثم مرحلة الملَكية والحكم المدني أو مرحلة الولادة وفقاً لتصوره، ثم مرحلة الجمهورية الحكم العسكري أو مرحلة الاعتلال. وينتهي الفصل برسم خريطة الصراع الاجتماعي بين الحفاظ على السلطة والبحث عن التغييرين الاجتماعي والسياسي في ليبيا.

ويسرد المؤلف، في الفصل الثاني، “الاستبداد والقهر الاجتماعي”، سيرة سيادة الاستبداد وبناء جدار الخوف بمراحلها المتعددة: إلغاء القوانين بهدف تفكيك المجتمع والدولة ومؤسساتها، وتنفيذ برنامج للقمع والتدجين بدَأ بالطلاب في المدارس الثانوية والمعاهد والجامعات وانتشر ليعمّ جميع فئات المجتمع، وبناء منظومة جديدة أطلق عليها “اللجان الثورية”، وتقوية أجهزة الأمن وتنويعها، وبناء سجون سيئة السمعة، وتنفيذ الاغتيالات وتفجير وسائل نقل عالمية ومحلات لهو عامة.

> انفجار البركان

في الفصل الثالث، “تراكم مخزون الغضب والفرصة التاريخية لانطلاق الثورة”، يبحث التير في تراكم مخزون الغضب الشعبي ضد القذافي، في انتظار أن تحل اللحظة التاريخية، وفي لحظة انفجار بركان الغضب وانطلاق الثورة الشعبية، وانفجار البركان الذي قصده المؤلف “هو لحظة تحوّل البركان الساكن إلى ناشط، وهو تحوّل يحدث في كثير من الأحيان من خلال حالة ثورة فيها أصوات قوية مزعجة، وحمم نارية ومقذوفات صخرية، وأبخرة وغازات سامة، تتسبب في دمار على الأرض، وقتل الكائنات الحية، سواء أكانت نباتاً أم حيواناً أم بشراً“.

أما الفصل الرابع، الذي كان عنوانه “يوميات الثورة”، فيتتبع فيه المؤلف يوميات الثورة الليبية، منذ انطلاقتها في مدينة بنغازي. يقول: “بدأت الثورة قبل الموعد المحدد بيومين. وكما كان متوقعاً، انطلقت الشرارة من مدينة بنغازي، فواجهها النظام غاضباً، وحاول وأدها في مهدها، لكنها انتشرت بسرعة وشملت أغلبية مدن البلاد وبلداتها. لم تستمر أياماً معدودة كما في حالتي تونس ومصر، إنما استمرت شهوراً؛ إذ بلغ عدد أيامها، محصورة منذ بدايتها إلى اليوم الذي قُتل فيه رأس النظام، 246 يوماً”. يقسم المؤلف هذه اليوميات إلى أربع مراحل: انطلاق الثورة، وتدويلها، ونشوب الحرب الأهلية، وأخيراً انتصار الثورة ونهاية عهد القذافي.

> داخلية وخارجية

في الفصل الخامس، “دور الفواعل الاجتماعية في انتشار الثورة واستمرارها”، يتناول التير بالدراسة دور كل من النخبة المثقفة في مدينتي بنغازي والبيضاء، ورجال الدين، ورجال القبيلة، وشباب التواصل الاجتماعي.

ويسلط المؤلف الضوء، في الفصل السادس، “دور العامل الخارجي في تداعيات الحوادث”، على الدور الذي أدته العوامل الخارجية في تمكّن ثوار 17 فبراير من تغيير النظام؛ فلا يقصر العوامل الخارجية على تدخلات الدول الخارجية في التغيير، إنما يوسّع المفهوم ليشمل فاعلين آخرين كالإعلام، وخصوصاً المرئي، والصحافيين الذين توافدوا من مختلف بقاع العالم، والهيئات الدولية العربية وغير العربية التي أدت دوراً محوريّاً، وتدخلات دول الجوار العربية والأفريقية، ومجموعة الدول الغربية، تتقدمها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

أما الفصل السابع، “نجاح الثورة ونهاية عهد”، فكان مجالاً يعرض فيه المؤلف نهاية القذافي، وإعلان انتصار الثورة وبداية العمل لتأسيس نظام حكم جديد في ليبيا، ثم قيام الحكومة الانتقالية، والمؤتمر الوطني العام وانتخاب الحكومة الموقتة.


ضفة ثالثة، 21 أبريل 2020

مقالات ذات علاقة

ذكرياتُ سَفيرٍ ليبيٍّ في أوروبا (محطة بئر حكيم) في فرنسا والطائرة الليبية في روما

يونس شعبان الفنادي

كتـاب أدب الأطفال في ليبيا للدكتور فريدة المصري.. دراسة علمية جادة

المشرف العام

مخطوطة “بنت أبيها”

المشرف العام

اترك تعليق