متابعات

ندوة السياسات الثقافية تؤكد على دور الثقافة في المجتمع، وأنها الحل للخروج من الأزمات التي تعيشها ليبيا

الطيوب | متابعة وتصوير: رامز النويصري

اختتمت أمس بالقاعة الرئيسية، بالجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية، ندوة السياسات الثقافية، التي نظمتها وأشرفت عليها مجلة أكسيولوجيا، بالتعاون مع المختبر الليبي للسياسات الثقافية، بحضور رئيس الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس ولفيف من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

الدكتورة هالة الأطرش (الصورة عن: صفحة الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية)
الدكتورة هالة الأطرش (الصورة عن: صفحة الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية)
الكاتب حساد الدين الثني (الصورة عن: صفحة الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية)
الكاتب حساد الدين الثني (الصورة عن: صفحة الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية)

افتتحت رئيسة تحرير مجلة أكسيولوجيا، الدكتورة هالة الأطرش، الندوة بكلمة رحبت في مستهلها بالحضور، وعرفت بالندوة وأهدافها، ومن بعد انتقلت للتعريف بمجلة أكسيولوجيا، والتي سيصدر عددها الأول نهاية العام الجاري 2022، من بعد انتقلت الكلمة إلى رئيس مجلس المختبر الليبي للسياسات الثقافية، السيد حسام الثني، في كلمة حاول من خلالها الإجابة عن سؤال لماذا هذه الندوة؟ وأهمية السياسات الثقافية للمجتمع ودور العمل الأهلي في هذه السياسات.

انطلقت الجلسة الأولى لهذه الندوة، بإدارة الدكتورة أمينة المغيربي، حيث كانت أولى الورقات للكاتب رامز رمضان النويصري، مدير موقع بلد الطيوب، والمعنونة (السياسات الثقافية.. المفهوم وواقع العمل المؤسساتي)، والتي ناقش من خلالها مفهوم الثقافة والسياسات الثقافية وعلاقتها بالمجتمع، ثم تناول بشيء من التفصيل السياسات الثقافية في ليبيا ما قبل الاستقلال إلى الفترة ما بعد 2011، متوقفا عند أهم النقاط في هذه المراحل، وختم ورقته بمجموعة من التوصيات.

خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)
خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)

الورقة الثانية كانت للدكتورة مفيدة محمد كريدير، عضو هيئة التدريس بجامعة صبراتة، والتي تمثلت مشاركتها في دراسة بعنوان (جدلية العلاقة بين الحضارات والتاريخ المعاصر للهوية الوطنية)، والتي جاءت مسجلة، ونوقشت فيها مجموعة من النقاط المهمة عن التاريخ والهوية وعلاقتها بالهوية الوطنية. وما تزخر به ليبيا من تنوع ثقافي يجعلها تتميز في محيطها.

المشاركة الثالثة كانت من نصيب الباحث همام المرتضى، وبحثه المعنون (سياسات الهوية الوطنية). الذي يناقش فيه رؤية المواطن الليبي لنفسه، وضعف دور الدولة في بلورة هذه الصورة، من خلال مجموعة من القوانين التي صدرت منذ العام 1951 حتى وقتنا الحالي.

من بعد فتح المجال للنقاش وطرح الأسئلة، التي تركزت حول مجموعة من النقاط: الثقافة العابرة، العلاقة بين التعليم والمحتوى الثقافي، ضرورة الاهتمام بالمكونات الثقافية في ليبيا، ودعم التشريعات والقوانين ذات العلاقة.

بعد فترة الاستراحة، بدأت أعمال الجلسة الثانية، بإدارة الدكتورة المغيربي. والتي تضمنت أربع ورقات بحثية، كانت أولها بعنوان (واقع التمويل الحكومي للأنشطة الثقافية)، للكاتب حسام الدين الثني، والتي ركزت على التمويل الحكومي للأنظمة الثقافية للمؤسسات الثقافية غير الحكومية، من خلال التشريعات والأهداف المعلن عنها، للوقوف على أبرز الممارسات وأوجه القصور، كما ناقشت الورقة مسألة الأمن الثقافي وعلاقتها بالتمويل الخارجي.

خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)
خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)

عبر جوجل مييت، جاءت مشاركة الدكتور صالح بالخير، عضو هيئة التدريس بجامعة عمر المختار، حول (ترويض الذاكرة.. من الصراع إلى الإبداع)، والتي تحاول استكشاف الذاكرة وممارساتها، والنظم المجتمعية، والتوظيف السياسي لهذه الذاكرة الذي يقود الصراع، الذي اعتمد الإقصاء. كما نبه الباحث إلى أهمية أن يكون للمجتمع مستقبل مشترك، بدلا من الماضي المشترك.

الباحثة ريحانة العمامي، طالبة الماجستير في علم النفس، في مشاركتها المعنونة (حق الانخراط في الحياة الثقافية، ترف أم حاجة)، ترى إن الانخراط في الحياة الثقافية يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية للفرد، بالسلب أو الإيجاب من خلال المتعة الناجمة عن الانخراط في هذه الممارسات الثقافية، وذلك من خلال البحث والدراسة لمجموعة من الحالات التي تجاوزت 170 حالة، قدمت من خلالها الباحثة جملة من النتاج المهمة.

الورقة الرابع كانت للباحث مفتاح الزاوي، والتي تناول فيها موضوع (الرقمنة الثقافية في ليبيا، التشريعات والأهداف)، وناقش فيها أوجه قصور عمل الدولة الليبية في مجال الرقمية الثقافية، وأبرز هذه الإخفاقات في مجال الرقمنة بصفة عامة وكذلك التشريعات الخاصة بها. والتي تتصف بضعفها وفتور الإرادة لتحقيقها.

خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)
خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)

فتح من بعد باب النقاش، والذي تركزت موضوعاته حول؛ الأمن الثقافي ودور المانحين في البرامج الثقافية، حضور الهوية الوطنية، الأثر النفسي الواضح للانخراط في الأنشطة الثقافية، تحديد مفهوم الانخراط في الثقافة، التنوع الثقافي في الذاكرة الليبية.

عبر جوجل ميت مُنحت الفرصة للدكتور أسامة الطشاني، وورقته التي جاءت بعنوان (طرق الطعام في شرق ليبيا)، والتي تركز على ثقافة الطعام للجماعات العرقية، وارتباطها بالهوية الثقافية، من خلال دراسة بحثية ميدانية تركزت بشكل أساسي على المنطقة الشرقية في ليبيا، وعادات الطعام وطرق الطهي والخلفيات الثقافية لهذه الثقافة.

لترفع أعمال الندوة لاستراحة الغداء.

خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)
خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)

الجلسة الأخيرة كانت بإدارة الدكتور السنوسي الطاهر، الذي رحب بالباحث عبدالمجيد بن دلة، طالب الدكتوراه في الهندسة المدنية، الذي عبر الاتصال الشبكي قدم مشاركته (الأرشفة الرقمية للموروث التراثي والموسيقى بالاعتماد على الحشد الجماعي)، والذي قدم من خلال مشروعه، المعوقات التي حدت من الأرشفة الرقمية للموروث الفني في ليبيا، مقترحا مشروعا لرقمنة التراث الموسيقي الليبي تحت مسمى (برول)، وهو إنشاء موقع إلكتروني جامع للتراث الفني الليبي، يوفر للمستخدم قاعدة بيانات جامعة، بالاعتماد على المشاركة الجماعية.

ختام المشاركات كانت للباحث فرج السليني، والذي تناول في بحثه موضوع (الليبي في شاشة الآخر)، والتي تناول فيها صورة الليبي المقدمة عبر الأعمال الدرامية إقليميا وعالميا، من خلال قراءة وتحليل 6 أفلام سينمائية، وقصور الدولة الليبية عن تقديم صورة مناظرة قادرة على تقديم صورة الليبي بالشكل المطلوب، من خلال مؤسساتها المعنية، كالهيئة العامة للمسرح والخيالة.

خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)
خاص موقع بلد الطيوب (تصوير: رامز النويصري)

من بعد أتيحت الفرصة للحضور للمناقشة، فتركزت النقاشات حول؛ المواقع الخاصة بتجميع التراث الموسيقي الليبي كمنتدى سماعي للطرب الاصيل، دور الهيئة العامة للمسرح والخيانة وما يقدمونه من أعمال.

ليعلن الدكتور السنوسي الطاهر، عن اختتام ندوة السياسات الثقافية، مقدما شكره للحضور، ومذكراً بباقي أنشطة الأسبوع الثقافي الأول لمجلة أكسيولوجيا، تحت رعاية الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية، والذي يستمر حتى الخميس 26 مايو الجاري، والذي يتضمن مجموعة من حلقات النقاش والمحاضرات الثقافية.

الندوة شهدت تميزاً من خلال الأوراق المقدمة، والتي تناولت المحاور المقترحة، كما وأثرت النقاشات وأضافت الكثير من النقاط لموضوع الندوة، مقترحة مجموعة من المحاور التي يمكن العمل عليها لندوات في ذات السياق. ولعل أهم ما ميز هذه الندوة هو الحضور للبحاث الشباب الذين عكست الأوراق المقدمة وعيهم العميق والواسع للثقافة وأهمية دورها المجتمعي، وأن تكون السياسة الثقافية جزء مهما من العملية التعليمية وخطط التنمية والبناء.

مقالات ذات علاقة

حَفل تَأبين للدكتور الهَادي مصطفى بولقمة عَميد الجّغرافيين الليبيين في بَنغازي

المشرف العام

عبدالحميد بطاو يطرب مساء طرابلس بقصائده الشعرية

المشرف العام

شعراء العقد السادس

ناصر سالم المقرحي

اترك تعليق