الطيوب
أقام المركز الليبي للدراسات الثقافية ضمن موسم (الإثنين الثقافي) في سادس أنشطته حلقة نقاش بعنوان (السياسات الثقافية: مراجعات واقتراحات) وذلك مساء يوم الإثنين 28 يونيو 2021م في دار حسن الفقيه حسن للفنون بالمدينة القديمة طرابلس.
وقد كانت للكاتب والباحث “حسام الدين الثني” مداخلة بورقة بحثية بعنوان(السياسات الثقافية في ليبيا.. نظرة موجزة)، التي حدد فيها أوجه النقاش في ثلاثة محاور: مفهوم السياسات الثقافية وواقع السياسات الثقافية في ليبيا ودور المجتمع المدني في تحسين أداء سياسات القطاع الحكومي الثقافية وأوضح بأنه كما للدولة طرائقها في رسم السياسات الإقتصادية والصحية والعسكرية وما نحو ذلك لها في المقابل طرائقها في رسم سياساتها الثقافية عبر أهداف تسعى لتحقيقها، وأضاف الثني بأن السلطة في الدول النامية غالبًا ما تحتكر صناعة السياسات الثقافية دون إشراك قوى المجتمع المدني كالنقابات المهنية والجمعيات الأهلية وبيّن هذا النمط بأنه يسمى بالنموذج (المهندس) الذي من سماته أن ملامح صنع القرار تتركز في جهة أحادية بخلاف نموذج (المصمم) وهو المتبع في فرنسا وتونس إذ تتجسد السياسات الثقافية للدولة فيه من خلال رسم خطة وطنية شاملة تكون الدولة فيها طرفًا ضمن جملة من الأطراف الأخرى كشركات الإنتاج وأجهزة القطاع الخاص التي تموّل النشاط الثقافي.
وتطرق الباحث لتاريخ السياسة الثقافية الليبية مشيرًا إلى أن صناع القرار قد انتبهوا لجملة من الاعتبارات منها قضايا التنوع والأمن الثقافي والحقوق الثقافية والدبلوماسية الثقافية والاقتصاد الثقافي وأضاء على بعض السياسات الليبية في إدارة الواقع الثقافي وأكد إن الدولة الليبية لم تراعي في رسم سياساتها الثقافية أبعاد التنوع فركزت فقط في إدارة هويتها الوطنية داخل قالب الثقافة العربية والإسلامية متجاهلة بذلك مصادر ومنابع التنوع الهوياتي الأخرى.
ومن جهة أخرى أوضح الباحث كيفية النهوض بقوى المجتمع المدني من خلال لعب دورين رئيسين لتحسين أداء القطاع الحكومي الثقافي، الأول في اقتراح سياسات ثقافية بديلة تواكب التغيرات تنبع من مقاربة تشاركية والثاني يتمثل في تحشيد قوى فاعلة لبلورة كتلة حرجة قادرة على ممارسة الضغط على السلطة الرسمية لإعادة النظر في سياساتها الثقافية القديمة .
