الجمعة, 14 مارس 2025
طيوب النص

بورتريه

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

أحدّقُ في أزلِ الماء، كالنصِّ الشريد، يركضُ بداخلي كفجرٍ شغوفٍ وهذيان شمس خجولة، وحدهُ رهين العاصفة وضمير الريح، أتمتطّى كي أصقل لغتي برؤيةٍ مُشْتهاة وروحٍ سديمة مغمورة في نهر من غناء، أقتفي لعبة الحياة، تتماهى كلوحةٍ وخربشات يقترفها مشردٌ ينام على رصيفٍ باردٍ أملس يأتيه النوم العميق من كل جانب، يتوسّدُ جريدة صفراء قرأها ألف مرّةٍ، من أجل اليانصيب، يمجُّ لفافته الأخيرة قبل أن يغرق في الحلم، يحدّقُ في أقدام المارة وخطواتهم المرتبكة واحذيتهم الزائفة وتزاويق النساء العجولة وخيوط الحمالات الواهنة، ساخرا من كل هولاء وأثرياء المدينة الذين بالكادِ لا ينامون إلا بأقراصٍ منوّمة، لا نهاية تستحق كل هذا البكاء وكل هذا الخراب !

مقالات ذات علاقة

إلهي

مفيدة محمد جبران

خرافة الإنسان الكامل: بين الإرادة والإدارة

عبدالمنعم المحجوب

أفكار في سجون الكم

المشرف العام

اترك تعليق