الجمعة, 14 مارس 2025
طيوب النص

آخِر الهذيان

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي

تلك النصوص ما فتأت تستهلكتني، حتى أكلت ملامحي، وأتت على ما تبقى من صلصالي، حتى أن العابرين الغرباء الذين مروا من هنا فوق رصيف الوجع، كنت أعرفهم جيداً، هم ذاتهم الذين رحلوا إلى الأبد، قبل أن يقولوا (وداعاً) كما الوهم كما السراب، يطفوان على سطح التفاهة، يستنكفون تلاويحي التي يوماً ما ستنبت الزنابق على أثري، أنا ابن الرحيل المجهول! في غُرْبةِ الهدوء، تشكلني الكتابة القاسية، تعزفُ تعويذة التوحّد، ما أجحفها كنهرٍ سرمديٌ أغواهُ السراب، عتيدٌ يتثاءب، يسترخي عند مصبِّ الشغف، يشقُّ صدر الغياب، يربتُ على كتفِ الدراويش الواهمون، يُحْي السراب ويؤازر اغتراب امرأةٍ قديسة، تلمع كنيلٍ خلاسي، تحضنُ أرصفة العابرين، تقشّرُ رهبة الوجع، تدوزنُ الآهات الجليلة، ترشف قهوتها تتأمل فانوسها الرمضاني الخالد!

مقالات ذات علاقة

الحائطية (4)

محمد النعاس

ماذا أكتبك

مفيدة محمد جبران

رِوَايَة الكَلِمَة

المشرف العام

اترك تعليق