طيوب عربية

قراءة في قصيدة كوليـرا (3 ـ 4)

نازك الملائكة: تجديد رأسمال العبقرية الإبداعية العراقية

الشاعرة الراحلة نازك الملائكة (الصورة: عن الشبكة)

…. تابع                                                    

3. التحليل المنهجي النوعي للقصيدة عبر الأنموذج

إن شمولية رأسمال العبقرية الإبداعية٬ هو الإشكالية الحسية لهوية القصيدة في الأبصار الجمالي٬ أضواء بيان؛ تتضمن تأليف تصورات متنوع النص الذهني٬ والخطاب الذهني٬ والاتصال العقلي. أي بمعنى؛ رأسمال الوعي الإبداعي٬ معطى في منزلة الحدس٬ بصيرة الوعي المتعالي في مستأنس الصورة الشعرية؛ أي انعكاس لقطتها المقامة٬ وقدرة صياغة منهج وعي هذا التأليف؛ سداه في اللج العميق٬ ذهنية إجتياز ما ألفت عليه الذاكرة أقتراحها؛ التي لها ما وردت؛ في لسان الجملة الشعرية٬ سياق تنظيم من خطاب٬ وربط من تلوين٬ واختلاف السعة والتمكين٬ بقدر ما هناك من تصورات يعيها سعة التصنيف٬ وتعدد الرعاية٬ وتمنطق الوظائف٬  وأتصال تنوع الاخلاق؛ وحسب ذات الأبداع تجذع النموذج دراسته٬ فأصبح بهذا القبيل موجها وحدة المتنوع معطاته. بمعنى٬ آخذا جزل الوعورة تأملا في الاستنتاج والتمحيص ينقل البقية.

و مما عليه من منبه٬ هو مركب الإشكالية الحسية تقبل جدل مفهوم الجمال؛ إزاء الاستعارة٬ مد حدودها متميزة٬ تلحظها “الأنا” في أختلاطها بأشد عمق العزاء تقبل٬ بل يرد عليه إيضاح خبر منها٬ وصف المعنى حاضرها.

وتعدد خياراتها٬ هو تخلص به نقل عالم ذخائر محاسن إبداع الدارين٬ وفوائد تحيى صحبة أتباعها عن آهلية تدبير المعنى صواب في تميزها عن القشور من اللباب٬ وتجل وقفاته للقصيدة بتوزيع مقاطعها وهي تجل ألفاظها ومعانيها وأحكامها وأخبارها عن الوصمة والعاب بالوهم٬ من ما هو خير وأبقى به من أعظم تميز في تدبير موعد أنزال معرض الذاكرة٬ كأنه في حمرة جمر مستنفرة٬ بما فيها القصيدة من حس متأدب شيق وسلس في أشد الإشكاليات تمرد؛ بمتد فيها المكان والزمان٬ يتخلقان بما فيه من رجاحة عهدة مشقة الأنا٬ معطاة مكارم ادلتها وألفتها؛ هو وجيز دروسها؛ من لقي سجالات تعرضها٬ وهذا ما ذكيت به قصيدة الشاعرة نازك الملائكة وحسب.

ولأن ري الوعي وما وقدت فيه من تكوينات ثقافية متمايزة؛ يخدم جوانب الدراسة الذي يواكب حرص إليه عدة تنقلات و تصورات٬ هو ذاته وعي حسي إشكالي؛ في بعض الاتجاهات الفلسفية والشعرية الهامة منها٬ وقفة تشكل شذر وعي جمالي متعدد٬  إن شئتم.

وعلى نحو تقريب من محاولة توظيف ما حصد٬ و ما له صلة بهوية الذات٬ ذلك ما له علاقة بفرضيات ومصادر تصورات وتحديات ـ في جانب منها كبير ـ على تحليل هذه الأحوال. ومن ثم الحق أن يلم هذه التصورات الواقعة بالاطار الذي استندت إليه الدراسة٬ لعل التوفيق منه.

ولأجل أن ترسو في المقابل ضمن استشكلات روابط الصلات؛ لابد من أن تتوجه بوحيها؛ مصادر جديدة تقف حضورها٬ وتستذوت بالاستدلال تحليلها٬ و تدوين ما هو بثبات صحته٬ فيدعم بيان التفاصيل؛ وتنقض بالشيء تأثيرا ذاته٬ بمجرد أن تتواكب بالوعي الجمالي؛ كل تصور حسي٬ بل بأن يضيف تصورا إشكاليا حسيا إلى آخر٬ “الشيء خارج ذاته”٬ وأن كان وعيها إليها تأليفيا٬ مدروسا.

أي بمعنى وبالثبات والأنطواء٬ تعمر صلة في هذه الإشكالية نتلقى معطاة ما تمنحه لنا من تصور لهوية الوعي في الإشكاليات للأشياء المحاطة٬ تحسبا المنقب الواقعي في تصوراتنا٬ وتصوراتها الحسية المعطاة لنا٬ أي بمثابة هوية مشروطة؛ أن تقدر على رابط تنوع النزوعات في وعي واحد.

 أي٬ كما أفضت ما استظل رعاية تحديد المناقب؛ إن وحدة الوعي التحليلي للقصيدة؛ تمتد ضمن سياق الأبصار الإدراكي التحليلي٬ وهذا لا يمكن قيامه٬ إلا بأفتراض مسبق؛ عن معرفة الوحدة التنظيمية الفاعلة تأليفيا لتصور ما. و دون شك٬ إن الإشكالية هنا حسيا مرتبطة بفكرة ما ستنتجه تلك التصورات؛ من مصادر معطاة للحس؛ قيمة مضافة في التوقع الجمالي؛ في بنية القصيدة فضلا عما أفيد اتصال خزينها؛ وهي تتكامل في إنتماءها إليها منها للمتلقي٬ وبالنتيجة٬ إذن؛ القصيدة تكون وهذا في وعي منها قريب٬ أو٬ تقوم بتوعية ذاتها٬ أو إنها تتمكن على الأقل أن تبني إرادتها في وحدة فيها.

3-1 وحدة الأبصار

عنوان القصيدة المشار إليها أعلاه٬ والتي وسمت بـ”كوليرا” إن وحدة اللفظ فيها٬ تعني تصورات معطاة المعنى فقط بشرط أن أفد المتلقي على أخذ إشكالية ربط متنوع هذا العنوان ضمن التصورات في وعي مشارك في واحد الظاهرة٬ أعني٬ هوية تلاقح الذات في وحدة الأبصار التحليلية؛ التي ليست مقدرة إلا بأفتراض وحدة متخيل الروابط التأليفية بمعينها. ولأنها تقوم إذن على هذا العنوان٬ نلحظ مباشرة التوكيد مذ مطلعها٬ على وحدة الأبصار٬ وهنا بحسب تسلسل متواليتها بالتأمل٬ إضاءة وإيضاح٬ تقول: “سكن الليل” فالأبصار الشعري٬ هنا٬ يواكب عدة تصورات هو في ذاتها٬ وعي وفكرة٬ على صلة بالتصورات المعطاة في التوقع٬ تنتمي إلينا جميعا٬ صوب فهمها المغاير بهوية الأنا يصنع المعنى٬ التفسير المختزل٬ و والشر المتماثل٬ فهبته فكرة عامة؛ بظلمته وسواده وسكرات سكونية ارقه٬ أو حدوس وحشة رجفته و وأزرقاق حزنه أي حزمة من الرمزية والتأمل في المعني٬ تلون واختلاف.

فمطابقة الحدث٬ وتشعبات قوته٬ بمثابة معطاة عزاء ومشقة العزاء… إلخ من أقتلاع الأنفاس المشتركة٬ غير إن الصورة فيها ما تعني. إذن٬ الجزافية مستبعدة أخذها على عوانيها٬ رميا مجازيا أو قصديا٬ في حين تتبع لاحقتها بمجيئها بها٬ في “… أصغ إلى وقع صدى الأنات (الأموات)” ما يعني توحيد الإجابة أو القيام بسياق وحدة تنظيم قتوات وعي مشترك٬ أو إن تضع ما يمكن قولنا به ٬ إن شئتم على الأقل أن “الأنات”٬ وعلى الرغم من أنها ليست بتجريفها٬ بل تؤطر بعدا واعيا بتأليف التصورات؛ في أنشطار الإشكالية الحسية٬ فإنها تفترض إمكانها جمالية٬ بمعنى آخر لا فقط اشتقاق المد بها لفظا مستعارا٬ بل لأنها تجعلنا أن نستوعب في وعي جمالي واحد في متنوع “الأنا” في هذه التصورات٬ التي يمكن تسميتها بالإشكالية الحسية في صياغة الجملة اللفظية٬ مخبئية الجمالية٬ رحيقها٬ لتصورات بنية القصيدة٬ أو٬ هكذا أنا أسميها إن شئتم.

إن الجامع المشترك نلاحظ في البنية؛ لها مايجر إليها تصورات مركبة في المقطع التالي٬ تتابع فيه “… في عمق الظلمة٬ تحت الصمت٬ على الأنات” لأنه من دون أن تجتزأ ذلك سيكون مكنون؛ فص لدى ذات٬الأنا ـ الأنوية؛ هي من التلون والأختلاف بقدر ما هناك من تصورات٬ إسقاطات تعيها٬ كما يعيها المتلقي معها. وأن في المقطع اللاحق٬ ترفق فيه إستنتاجا وتمحيصا تجلو فيه٬ قائلة “…صرخات تعلو٬ تضطرب”٬ وهنا نلحظ لنؤكد٬ ما هو في الإضاءة؛ من لمع وبيان في الإشكالية الحسية؛ من وحدة تأليفية جمالية؛ لروابط متنوع الحدوس الجمالية ترابطا مركبا٬ من حيث المعطى المسبق. هي إذن صنعة تأمل لمصير٬ مبدأ هوية الإشكال الحسي في الهوية العامة٬ هوية بصيرة “الأنا الصارخة”٬ نفسها؛ تصورات تداخل عناصر وحدة القصيدة؛ اجتراح في ملكة الأبصار٬ باطن/ظاهر نفسها؛ التي أخذت من الشاعرة حسا مسبقا٬ معطاة كل تفكير في المتعين المحدد في “أنا”٬ ومهارة التفكير٬ البصيرة٬ بالانتقاء والاختيار في اصطفاء لغة الجمال المتعين اللفظي٬ الذي يستوعب في وعي العزاء ما تلمسه “الكوليرا”٬ وهذا الألم والضبابية من “معطاة متعين  المنح” في الإشكالية الحسية٬ إلا أن الربط ليس في الموضوع انطواء غامض٬ بل فك استشكال الظاهرة من طموساتها٬ وايضا ولا يمكن أن تستمد بأي شكل بواسطة الإدراك الطهني عزلتها٬ بحيث يكون مشقة على الفهم بوعينا٬ أن تتلقاه منها٬ بل إنه فقط من أثر عمل مضاعفات عامة جراء “الأنات” النهايات٬ أو التخومات المؤلمة؛ التي سبقت التفكير بالتصورات٬ وإن كانت لها أسماء تميز تصورات يعيها٬ فعل٬ إن جاز الاقتراب سيكون من التلون والاختلاف بحيث أن تتلقاه حسيا منها٬ بل إنه فقط تنظر إلى “الأنا ـ الأنت” في مشاطرة مشتركة٬ هوية الأبصار الموحدة٬ تتجسد في عمل الفهم في وحدة الاستكمال؛ التي ليست هي نفسها شيئا أكثر قدرة على الربط الجمالي؛ ـ الذاكرة ـ٬ وعلى إحالة متنوع الإشكاليات الحسية٬ متنوع تصورات تمنح إلى وحدة الإبصار جمالية٬ والتي هي بدورها تأخد مبدأ العلة العليا في إعلاء القصيدة وحدتها في المعرفة الجمالية بأسرها٬ من خلال ترسيم وحدة حدود.

3-2 المعطى الإشكالي

ودون شك٬ إن حقل المعطى/المانح الإشكلي٬ والذي شكل بواسطته أن يكون مبدأ الإشكالية الحسية ذا وحدة فاعلة٬ وهو يرسم معطاه في القول: “…حزن يتدفق٬ يلتهب” الوحدة الضرورية لما أنتجته مخرجات الوحدة (السابقة) للأبصار المعرفي نفسه؛ هو مرتكز(هوية)٬ وإنها بمثابة سعة قيمة الإضافة “..يتعثر فيه الصدى الآهات.”٬ وهنا تفكير تعييني لقضية تحليلية٬ إلا أنه يبين أنها إيضاح بصميم تأليف المتنوع المعطى الإشكالي الحسي في إثارة الحدوس الجمالية٬ حين ترشق فيها قولة تابعة في “…في كل فؤاد غليان” يظهر فيه موقف تأليف ضروري من دونه لايمكن لشمولية الإشكالية الحسية تستوعبها هوية الوعي بالأنتماء٬ أن يفكر. لذا الإحالة هذه جعلت؛ من سمة الإبصار أن يكون ردد متواليات٬ أن يستمد منها بأي شكل من الأشكال بواسطة الإدراك؛ بحيث يكون صاحيا٬ و أن الربط ليس في الموضوعات٬ بل الهم المتنوع أن تتلقته “أنويتها أو ذاتويتها” منها في “…في الكوخ الساكن أحزان” إن تفكر٬ هو ذلك الرمي بواسطة الأنا٬ بما هو إشكال تصوري بسيط٬ لا يعطي أي متنوع على أسر المعرفة للمعطاء في رابط سابق. وما يجعل المقطع “..في كل مكان روح تصرخ في الظلمات.” بحمولة ألفاظه أنه المتعين التفكير بـ”الأنا المتلونه في تصورات وعيها وأختلافه الفاهم كمعطى سابق في تلقاه حدوسيا٬ أو على الأقل٬ عل إحالة متنوع التصورات الإشكالية حسية معطاة إلى وحدة الإبصار في مبدأ النقدي للأنا الأعلى في المعرفة البشرية السارية٬ ولا نجده يضع إلا “..في الكوخ الساكن أحزان…” أي لا يعطي إلا التوقع في الصورة الشعرية “..في كل مكان..” لتصور فعل لم يشأ٬ أو “روح تصرخ في الظلمات…” دعوة بواسطته أنهارت ذهنية شمولية “الوعي” بهوية التطلع٬ خذلت القدرة أن تألف التفكير بمكانة التنوع والاختلاف بواسطة الأنا٬ بما هو أن يفكر إلا بالرابط “موضوعات الفعل” في وعي معطى. وهنا٫ مما يبين أن ترادف أقتران الموضوع بالأنا٬ والتماثل جاء عاصفا في “…في كل مكان يبكي صوت” أحياء جوهر التستر لهذا المتنوع والمتعدد بالأختلاف إلى أن تفكر بالمعطى٬ ليست هي نفسها شيئا أكثر من القدرة على الربط لتصور مسبق في قضية هويته “الأنات” الأنا التحليلية التي ستشكل حدسية الوعي المتأخر بنتائج تحملها في تأليف ضروري لا يمكن الأجتناب للحقيقة من دونه٬ وهو” روح تصرخ في الظلمان = في كل مكان يبكي صوت..” البعد المجازي في اللفظ٬ معاني لتفسير تحتلها الصورة الشعرية٬ تماثل الوحدة الضرورية للأبصار الجمالي من جهة٬ وأيضا ألنبش والتدبير على البيان اللفظي الشعري؛ لجوهر الاستدراك؛ بواسطته تمدد إشكالية الحس الضمني في أستعلاءه٬ وإشكالية مأزومة؛ في جميع عطاءات توقع التصورات؛ ما لها وعليها من مكانة خيارات متنوعه٬ وتعدد معطاة تدفقات معرفية ابداعية٬ وصلات التفسيرات المنحولة في الحواس “روح تصرخ” في توقع ٬ يبحث عنه الحدس في الحواس٬ حتى يعي إحالة المتغير في المغيب الإدراكي لوحدة الأبصار الواعية٬ التي ترمي أخيرا في “….هذا ما قد مزقه الموت” ما أوضحه ” مزقه الموت..” أي اقتدر تلمس “أناه/ذاتها” سوى أن تفكر٬ وعليها أن تبحث في الوعي المتميز ـ الذي غيب بصيرته ـ من الأنا بالبحث الناجع للتوقع٬ أي رعاية الوعي.

أذن البحث عن الأنا ذاتيا (هي ـ هي) بالتأمل وبالنظر إلى الإشكاليات الحسية عينها، وهذا ما يعني إن الأدراك الجمالي موحد ناظم لخيوط بنية القصيدة٬ دونت سياقاته تسجيلا مسبقا للتصورات الفاعلة في خلقية تلقي الكلمات عن الأشياء٬ وبتأليف مسبق يحي وينعش فيها الإبصار الإبداعي بالضرورة٬ أي٬ سعي بنية الإشكالية الحسية لهذه التوقعات٬ وهذا الأمتزاج الفاعل٬ ولهذا التأليف الداعي إلى خلق الوحدة التأليفية المطابقة؛ من متنوع الأصالة والتجديد للأبصار؛ التي جعل الشاعرة إخضاعها جمعا موضوعيا للأشياء٬ وخضع ما لها جميع التصورات المعطاة للقصيدة٬ وإن حاولت عند بعض الوقفات أن تجعل السابقة لها تصور واحدا في لفظة وقفتها عند أسم (الأنات/الكوليرا) كدلالة ناطقة في تقريب البنى لحواسنا٬ بتأليف تصورا واحد٬ هي تصوراته٬ الشاعرة الـ(هو).

وهذا ما يعني أنه أستدرك مسبقا ملاحقات وحدة الأبصار٬ تقتفي موازين تتلقاه ضروريا لهذه الاعتبارات٬ وهذا ما يمنح التأليف؛ أن يسبب أنغماس الوحدة ليس أن تبني تصورات معطاة٬ وإنما مد فيها ما ينبغي أن تحال إليها أيضا هوية الإبصار في الإشكال الحسي٬ من خلال تأليف خاضع لجميع التصورات٬ ما أن يفكر إلا بالرابط لهذا الوعي كتأليف ضروري لشمولية الوعي الجمالي بأجتياز إبصار متعال. أن وحدة بنية القصيدة بواسطة الأنا بجعلها أكثرأتزان وروية الفهم٬ تجعلها ممكنة في إستقامة الوعي٬ إضافة حدسية بحثا في أنساب وصفتها بالتجديد٬ آي معطى الحواس وايضا أخضاعها لشروطها٬ بمعنى أشد فهما٬ التفكر بصدد وحدة ذهنية ـ الوعي؛ نحو حاجة فاعلة متنوعة٬ لتجدد الكلمات ٬ ولأنها تشكل أسما٬ جعلت فهمها تقدر الإرادة٬ فحصه٬ إسبقية فاهميتها٬ دقة حتمية الأشياء في التصور٬ وهذا معناه إيضاح “الأنوجاد” لها في متن الحضور للقصيدة٬ تؤلف تصورا واحدا؛ من خلال تأليف صياغة للأبصار؛ التي تخضع لما تحال إليها ذاتا أصلية للتوقع والاعتبارات.

3-3 التوقع الظاهر

كان العالق الصوري٬ من خلال صياغتها لأبصار التوقع٬ لفظ منطقه٬ له رسوخ شاغل أعلى لدى الشاعرة نازك الملائكة؛ تفعيل إرادة الإنوجاد٬ أي عمرانية المكان والتأمل٬ حال توقعا العالق الصوري للظاهرة بالنسبة للقصيدة٬ تشغلها الإشكالية الحسية لشرح وإيضاح وتفسير وفهم جمال القيمة المضافة٬ التجديد والتغير الحضاري٬ المعنى الإنساني المشترك٬ قيمة تجديده؛ له حسب تجاوزاته٬ تعاليه في جوهر الأشياء.

 وما نلحظه في سرديتها وحمولات توقعاتها في إشارة تخضعها لمتنوع خيارات اللفظ٬ تأملات تعدد جمالية متجاوزة للمعنى الابعد والاعمق؛ حمولة شروط التوقع الظاهر خارج ذاتها٬ تخضعها في الوقفة بصيرتها عند القول/التردد/الصدى بـ”…الموت الموت الموت.” وهنا التكرار٬ منبه واضح شيوعه في مضون البصيرة٬ هو مزاولة المعنى٬ أي متابعة قراءة الخضوع٬ لما له من دلالة تحمل بعد لا جبريا لشروط المكان والزمان المتخيل٬ بل صورة الواقع والاجيال٬ تنتقل إلى إيقاظ المتخيل الأعلى٫ منحوله الجمالي بالنسبة إلى الإشكاالية الحسية٬ أو تدفق الحساسية على هذا الإمكان عينه؛ بالنسبة إلى الإرادة هو مجيئها بتوكيد ما آلت إليه حقائق الكوليرا من عبأ على نوع وكم تغيير وعي ـ الواقع الاجتماعي:” …يا حزن الليل الصارخ مما فعل الموت” وهنا أرتهانية حدث المكان و زخم احداثيات الزمان على فعل الصورة٬ خضوع تقاطعات الحضارة بكل معنى القيمة٬ واخلاقيات الخطاب من أجتزاءه؛ أي دفع الظاهر؛ والتوقع لتعميم العالق للمعنى. بمعنى أن ما جاء توقف شرحة بالمقطع٬ هو الحدث التوليفي من الآخر٬ “الخطاب المرتق” في العالق الصوري٬ في مبثوث وعي متنوعه القلق. أي حدود الوازع عنه؛ إخضاع الحداثوية الـ(موت: إعلان الموت الكلي) الأولى٬ بالعزاء العدمي٬ أما في الـ( الموت الكلي) الثانية بالوجود المتنوع الإشكالي الحسي الحدسي المتنوع إيضا٬ ومثل هذا الإخضاع إذن بـ(الموت: إعلان الوظيفي) الثالثة٬ مما يعد  هنا٬ هو تشخيص؛ الممر في وحدة شروط متنوع التوقع والأعتبارات في منظومة الإبصار التأليفي الطبيعي. وخصوصا حين تستنطقهما٬ أي الـ(موت الكلي ـ الأولى بالثانية) وحدة تنافس وجود الواجب للثقافة بين الأمم؛ تجميع التصورات الحدسية المتنوعة بالإخضاع والتبعية٬ إحتواء الأولى من حيث ما تعطي لنا٬ صرخة الشد والتعسف والحرمان الجمعي٬ وإظهار المتعالي تجاوزات وخروقات٬ في وضوح معلن في: ولـ(الموت الكلي الأولى ” يا حزن الليل الصارخ) تستكملها لفظا ممدا على الثانية في(.. فعل الموت) من حيث يشترط عليها أن تكون ذا فهم مترابط بقبلية أتصال في وعيها؛ إلاولى حين تنفي حدوس إنزال المعنى لشرح٬ حدوس ما بعدها؛ لتستعلم معناه الرمزي٬ و في الثانية تستنطق “الحداثة الغربية” بمجرد إستدامة وموافقة العالم عليها؛ تعني الموت بالإخضاع٬ لرفد نغيير جاري٬ أي إضفاء على الحدوس تدفقات من  المشقة والعزاء الصارخ٬ برمزية تأبين كضم/محاصرة وشكم بإقعاد “الأنا” الحبيسة في ما تجيء به الحداثة من نتائج “فرضية” يوتوبيا متعاليه٬ من خير ونماء٬ وهنا ارتباط مرودة مراجعتها بـ(الرمز التموزي) في شروط وحدة الإبصار التأليفية للأصالة ـ بمعناها الميتولوجي في التراث الجمالي٬ و التجديد الحضاري المتعالى العربي الإسلامي٬ أي تجديد حضاري في المتجاوز الجمالي لذلك الشيء٬ حين تدبرها في “…طلع الفجر.” لأنها بالتالي تبتعد أن التعبئة للتجديد مراحل متوافقة مع مراحل ومسببات الحداثة٬ وهنا إشارة إلى تدارس وتدبير تجهيز المعنى في التصور كنص يخاطب استعداد قادة لأمة٬ وأمة لتمكنها بالنهوض والتنوير لفاهمية٬ أو تصورات خطاب مفردة مع المتنوع الطبيعي الأخلاقي للوحدة والتضامن والعمل على الأنبعاث الذي تطوى مراجعة ما كان عليه في النظرة العابرة٬ السطحية والمزيفة/ الغير مدروسة٬ وهو ما تردد بتلاحق الـ(طلع الفجر) الذي تخضع بوقفته مخالفة بربطها للوعي الظاهري في اللفط إلا أن ما آلت إليه وفيها ما يمكن نبش لشيء (……أصغ إلى وقع خطى الماشين)٬ هذه جاءت٬ على شكل قوة حصانة (الإصغاء) قلقة/الشك/الحدس لشروط تنبؤات المكان والزمان في معطيات الصورة للواقع٬ وبالتالي فهي تصورات “الأنا” مفردة من تعطي لنا طرفها بأعاليها في التالي أدناها٬ كأستنتاج حدوسي٬ حدوثها بالتوقع٬ والتعلق الصوي؛ خاضع لمكان وزمان مسبق في تصورات وحدة الحدوس المتنوعة٬ وتقييم القيم والتصنيفات في صياغة شروط العلائق التوليفية٬ أي٬ في وعي مرابط للأنتقالوالانفتاح الداخلي٬ ومنظومة توافق لسياق ـ المفكر فيه ـ الناجز فيه كل متنوع متعال٬ لا مجرد تصورات مجردة٬ و “من الفعل القبلي للتجديد الحضاري/ لا القبلية الميتافيزيقية التي تتجدد وفقها الافتراضات الحداثية للتغيير ـ بحسب الاجتهادات الفلسفية الغربية ورهانات ظروفها الدافعة٬ بل نبش عن شاغلتيها الفاعلة٬ والحتمية لها بالمجيء والترحاب فيها؛ لوظيفة التصورات لمفردة “فاعلياتها”٬ أي بمعنى٬ تضمن وعيا بعينه في تصورات عدة٬ بل هي تصورات متنوعة في كل واحد منها وفي وعيه٬ وبالضرورة تؤكذ مشاغل فيها من الصورة المركبة٬ تصادف في النهاية وحدة الإشكال الحسي٬ وحدة الوعي الجمالي كوحدة تأليفية متجاوزة٬ تصادف أصالتها مع ذلك في وعي ضمني٬ شاغلها واحد متجزأ التصورات في قلق الستكمال٬ ما يجعل هذا المنطق الصوري ـأرسطيا ـ في وعيه مصدر قلق٬ وفرديتها ٬ أي (القبلة الفاهمة) مهمة في أخذ التصورات لشروط وحدة الإبصار التأليفية المتخيلة ـ خاضعة في أصالة النص تطبيقاتها الأخلاقية في التضمين الفاهيم للمعطاة لنا. ما يعد في المقطع قبل الأخير هوالتفكر في المفكر به  يعرف من خلال “…في صمت الفجر٬ أصغ٬ انظر ركب الباكين” والتعريف كما نلاحظه الإشكال الحسي الصريح في التصورات٬ عطاء مشترك٬ انفعال ظاهراتي متعال٬ جعل “في صمت الفجر…” وهذه الرمزية التوليفية٬ خلق حقائق بعيدة الأجل في التفسير لمعنى الدلالة والاحتياز٬ أي٬ أفتعال “الأصغاء” والتأني”٬ لا تشترك في حيازة اللفظ فقط٬ بل الاصغاء والتأمل لفعل التوليف الإبصار “الأنا الجدوى ـ الأنا المفكر” لكي يمهر ما لفرضيات التغيير والتجديد الحضاري آس يقنعنا بأنه جية أصالته واقعيته٬ أو تحقق بالخطاب ما هو دافع حقيقي بـ(أنا أفكر) الديكارتية بمعناها الفلسفي٬ ولا تجعلنا  نجتمع في وعي لوح متعالي٬ والشاعرة بالمقطع الأخير تؤكد هذا الوعي المشترك في الصورة القلقة في حيازة إبصار دوافع الشروع بالحقيقة٬ كملموسات ومحسوسات؛ معطيات فاعلية الحقيقة في التجديد/الحداثة من منظور الأخر٬ وايضا مزودا قيميا خلقيا ابداعيا رفيعا للإنسانية٬ لا يكون محصورا ضعيفا ضيقا٬ إن جاز لظهوره بهذا الشكل يدل على إنه إلا رطانة لمجموعة من اضطراب ذهاني٬ ووهم معطاة إشارتها في تزايد المخالف الأخلاقي لشعار الارتقاء الحضاري الإنساني مقابل٬ توكيدها المتماثل في القول عن تلك الوعود الفرضية٬ بواقع مخالف في  ” عشرة أموات ٬ عشرونا.”

3-4 فعل التصورات

وفي هذا الحقل٬ هو بمثابة المعنى العام للفظ٬ أو سؤال الإشكال الحسي العام في ملمة المعارف٬ قلق الحيازة٬ أضطراب الوحدة التوليفية للتصورات٬ وهذه عادة ما تقوم على الصلة المتعينة بين توقعات واعتبارات معطاة التعريف بالشيء.

لكن عندما نتمعن قراءة في..”عشرة أموات ٬ عشرون” هنا الاشتراك العام في فضائح الوهم التغريبي والزيف الأستغرابي المنفلت في فعل الأبصار والتوقعات٬ وبالنتيجة أنقلاب في فعل التصورات: مما يجعل الـ(عشرة اموات/أموات..) هي خاضعة لمعنى وتعميم لتصورات تراقها آفعال صريحة٬ الوقوف على طبيعة “الرفض /التمرد الخفي” في أبصار “الأنا ـ اللاـ مفكرة”٬ لجعل ما هو غرض فيه يتواحد إليه متنوع الحدوس٬ والحال إن الـ(موت الكل الأولى) توحيد  لحالة (كوليرا = الكل للتصورات)٬ أي٬ يتطلب وحدة أعتراف “بـ”الأنا افكر” التي تتطلبها تحقيق واعي في التأليف عن التوقعات.

إذن هذا يدعو في الحال ذاته أن نكرس وحدة ملكة المعارف في “الأنا” أن تبحث دقة حقيقة الوعي في هذه “الملكة”؛ لتوكده٬ا إذن٬ ما احديتها؟٬ وما وحدة المعنى النص العام لها٬ أ متعين البيان لها٬ هو: الذي تشترك في حيازة فعل الحقيقة لديها٬ وإلا لا تكون مجتمعة بتعالي مواز. لا من حيث قياس في العقل لجامعة معه٬ لأخذه بشرح سياق معنى واحد.

وبالضرورة حيث أقامت شاعرتنا هذه (الكوليرا) وتقيم الصلة بين التصورات كحقيقة الإشكال الحسي وجموع الجمال المتعالي للفهم في التجديد الحضاري٬ وتقييم صورة تغييره٬ ومن ثم تحريك ثقافة الأمة٬ في تحسين مستوى تعلم وعيها٬ وتدفق علومها كملكة بناء تجديد المعارف٬ وأيضا صنعة تجعل لها من الفعل مصداقية حاضر٬ الذي سيشكل فيه آلية تمثيل مستقبلي ـ يماثل معرفه المكرر عند الأخرـ مقابل خلق فهم متتوع نتعدد٬ رأسمال معرفي لبيانات معطاة٬ توثق تصورات حركة ومتابعة ومراقبة المعنى٬ وما يجعل منها معارف نافعة مفيدة.

 إذن  ما مطلوب إلى هذا هو ضبط الشروع/ المتعين بين تصورات مانحة الشيء٬ دلالية تبحث معارف أجتياز النص٬ والكلام فعل تصوراتي في الاشتراك٬ دافع كمطلق معارف حاكمية٬ وما إليه إذن بستند إرادة وحدة وعي متعالية في التأليف والتصور نفسه متعاليا٬  إرساء حدود الإشكالية الحسية المحضة؛ تحايزها السعة الأوسع في المنح القيمي الحياتي للحرية الإنسانية ومصداقية توظيف حقائقها الدافعية. و بمطلع مستمد مما ورد أعلاه في كل٬ من حيث يذكر فيه (…لا تحص أصغ للباكينا) للإشكالية الحسية المتشبه في إسقاطات المرايا التي يتأسس كل ما تبقى من  فعل الإبصار؛ عن أستيعابها؛ والتي هي في الوقت (الأنا الواعية/ الأنا المفكرة لأجلها) في تقويم استقلالية٬ رغم ما يستظهر ما تراه مشتركا٬ ألا أنها تعلن تمام الاستقلال عن كل شروط التصورات الحسية كانبعاث للمتوقع من المسبق سلفا٬ وهو يحقق بدوره ملكة المعارف التي يقيم احتفالية (حداد) على الصلة المتعينة بين التصورات؛ المعطاة والشيء٬ كجوهر في ذات التصورات المعرفة (= بالضمة٬ الميم) في متنوع الحدس المعطى٬ (…أسمع صوت الطفل المسكين) تؤسس الاستعمال اللفظي للخطاب والذي هو بالوقت نفسه مستقل للتصورات؛ التي يتطلبها من وحدة الوعي في التأصيل والتأليف٬ كي تقيم الصلة بين التصورات الحسية من جهة٬ وجمالية الموضوع من جهة ثانية؛ لتشيد من بعدها٬ ثمت مصداقيتها الموضوعية٬ وتجعل منها معارف قيمية مضافة٬ وما يمكن أن تسند مداخل إمكان (الأنا) تملكها شروط الحدس نفسه. وبمعنى أدق٬ هي إذن قاعدة لها حمولاتها العارفة بوحدة تجانس الإشكالية الحسية في الإبصار التأليفي؛ لغرض تثبيت أصلها المشترك في “…موتى٬ موتى٬ ضياع العدد”  وهذه المشاطرة مع (الآخر) في تقيم الـ(ثم) اللاحقة كحس خارجي٬ أو المكان “المؤول” بالنأي عن أي فرضيات بعد تستبعد نتائجها دون الأخط بمعرفة إليها؛ وهي٬ هنا٬ ترسم فيها اللفظ الدلالي على جعلها معطى مسبق فقط في متنوع التوقع للذاكرة٬ أي الأخذ في صورتها الحسية الخارجية الموضوعية٬ أو أسبقية من أجل المعرفة الممكنة٬ الإرادة الحاضرة الممكنة٬ إن صح التعبير٬ ما يمد في الشيء وحدة الوعي٬ إمكان الفهم المتبادل لنفسه٬ غير أن ذلك مخالف الفعل المركب٬ لكن كي تعترف وتحدد الحدود في تعريفه٬ جعلت فيها أي حس للشيء في ذاتها عن المكان٬ وخطت خطوط الاستقلال عن الشروط المستقلة التي تأسست عليها مع بصيرة (الآخر)٬ على سبيل الحصر في “…موتى٬ موتى٬ لم يبق غد.” هذا يجسد ما يعترف بالحد٬ كتخوم الخط في الاستدلال الوظيفي للمعنى٬ ويقيم صورة العلاقة وإن حقق تأليفا رابطا متعينا للمتنوع المعطى٬ إضاءة الدلالة؛ بحيث البيان في الصورة الشعرية تأخد تدفقا لـ(صوت) وحدة الفعل٬ وهذا الفعل٬ يتوحد لمتنوع توقع معطى٬ وشيء متصور فيه٬ إذن يستند إمكان إخضاعه إلى “… في كل مكان جسد يندبه محزون) ليشكل بهذه الـ(في كل مكان جسد…) تتابع لملكة شفاعة المعارف٬ حيازة إشكالية الحسية في (ما الزمن؟) لحيازة فعل التوقع في تصورات التأليف الصورة الشعرية٬ وهي تتخذ وعاء الصلة مع المقطع الأخير وهو يكرر نفسه٬ ويجعل منها شرط موضوعي لكل معارفه “… لا لحظة إخلاد لا صمت) فأخذ منه مستكفيا بالحاجة إلى (الشيء المنادى إليه/ها) لمعرفة شيئا وحسب٬ بل جعل ما يلزم حدوث الفعل بصفات الاستقلال الحقيقي في “أنا أفكر”٬ كي يكون أخضاع (له/ـها) في شرطها الموضوعي المتعين للمتنوع المعطى٬ أيضا من أجل أفراز كل توقع حتى يصبح مصيره شيئا له٬ شيء له كلمات خاصة بها٬ معرفة في قومسة التأليف المحقق٬ تجريبا للمعنى٬ هي إذن مبدأ التأويل المتعال في التجاوز نحو شروط الجمال ومفهومه الفاهم لنفسها٬ كي تشخص جوهر حدودها الظاهراتية٬ لان بطبيعة الحال المتنوع الإشكالي الحسي لن يتوحد في وعي ما بطريقة أخرى٬ أو ومن دون إظهار هذه المشقة في عزاء التأليف الإبداعي

3-5 تجسير الاتجاه

ولهذه الإشكالية الحسية قضية متعلقة في تجسير الإتجاه من القصيدة إنسانية ابعادها العامة٬ هي أيضا لها مساس تحليلي إشكالي٬ كما قلنا٬ على الرغم من أنها تجعل من القصيدة ذا وحدة إبصار تأليفية٬ شرطها تتخذها الجمالية لكل فكر حسي. يستقل مدخها في: “..الكوليرا هذا ما فعلت كف الموت.” فهي لا تقول شيئا أكثر من أن إشارة لجمع تصورات مشتركة٬ متباينة في تجسير الاتجاه في توقعاتها٬ أي معطى الشاعرة المتمالكة من إذوناتها الموضوعية لكل معرفة مسبقة٬ أعتراف بوحدة المشقة٬ وشروط الحاجة إليها “الحقيقة/أنا المفكرة” أعتراف شيئا وحسب٬ حتى يصير المتنوع يتوحد في وعي بطريقة رابط في التوقع للمؤتلف لكل معرفة إبصار، بمعنى مجيئها بها كمدخل٬ هو طرق لطوق باب تحليلي؛ حتى يصير له ثمة مثال٬ من أجل معرفة ممكنة في تكون وحدة الفعل٬ أفهوم السياق؛ تعين حدود أحقاق المتعين٬ بمعنى بروز المعطى لإتمام الوحدة وتكامل إطر الفاهمة عليها في؛ إندماج الإسناد بزمن وحدة الاستقلال٬ تعيين شروط الإشكالية الحسية عن كل شروط عزاء التوقع في التأسيس٬ التصنيف العام والخاص بتصورها٬ الموضوعي والذاتي٬ الراكد والمتحرك الجمالي٬ الساكن الظاهري ومتنوع المعطى المخفي٬ بحيث تستمد متعين الوعي في القدر “.. كف الموت.” استدخلتها عالم الشرط الحسي٬ لتأسيس كل ماتبقى من إسناد٬ وهي في الوقت نفسه اعتراف بأستقلال التام عن شروط إقامة مصداقيتها الموضوعية٬ لإمكان إخضاع توقعاته إرادة فاهمية لنفسها٬ هي إذن مبدأ ارتكاز القلق العميق في المعرفة الممكنة للحقيقة٬ التي من خلال تستكمل رابط أسيجتها لوحدة الأبصار التأليفية الأصلية٬ إن شئتم.

إلا إن ما قطعها٬ بالحال٬ هو الأستثناء٬ حين قالت بتكرار ما فات ليأتي موضعه٬ هو “…الموت الموت الموت” وهنا مجئها٬ رسمت المجرد صورة قلق التوقع الضمني للمعنى من إشكالية الفهم الحسي الخارجي٬ الآخر٬ المكان٬ العضوية في أستعمال التأسيس٬ الذات التي تشرك فيها تجديد الحضارة في صفات جامعة لوحدة جميع التصورات٬ أي حددات أطرها في أي توقع يأخذ زمام المعطى٬ ومرجعياته المتنوعه الإنسانية معا٬ وهي بعد ذلك حين تعود إلى نقطة السؤال البدئي٬ هو المدخل الشكي بـ”.. تشكو البشرية تشكو ما يرتكب الموت” وهذا ما يدلل استدامة القلق٬ بوصفة تورات الذات المتوجعة الـ(هي ـ هي)٬ ويمكن بالتالي أن تضمها بوصفها٬ إشكالا حسيا مربوطة خطابيا في حدة تأليف جادة المعنى٬ ورصانة  ضوابط إمتاع الإبصار؛ صفة فاعل واحد تحت عبارة ” أنا كوليرا = أنا أفكر” بموجبها تضمد المعنى بـ” …تشكو البشرية تشكو ما يرتكب الموت… ” وهذا الاستبدال٬ في لا تقول إثبات/نفي شروط أهمية ودقة صحة الشروط لكل فكر الحضارة “أنا أفكر”٬ لجعل خضوع المعطى في “لماذا؟” أمرا محققا لكل فكر في جميع التصور٬ وهنا السؤال جاء بمثابة٬ ردم الحدس التي ضمها مذ (مطلع القصيدة) وفاءا تعطي بتصورها لشيء ما٬ عن ما يمكن أن يأتي تاليا؛ لتأليف جديد الإبصار إلا عودة بنيوية لطبيعة ٬ عنوان القصيدة “كوليـرا” حتى تستمكن في التوقع من جديد لسؤال إشكالي في التجديد بتماثل الحداثة؛ منطو فيه “كيف كان التبصر للموضوع وكونية منهجيتها الإنسانية بين الأمم وصراعتها المزمنة٬ وما أصبح بموجبه هذا الأنتساب خلقية قيمية٬ لها فهما ومعنى للتفسير والشرح والإيضاح.

3-6 الإشكالية الحسية

غير أن هذا القول بالشيء٬ يستخرج نتيجة نفسها٬ في “..الكوليرا/في كهف الرعب مع الأشلاء….” جاعلة منها أن تستمد حسا إشكاليا ممكنة بعلم أبعاد القراءات وتاملات صياغتها للحقائق٬ للعموم الإنساني٬ بل حذاقة لمن للشيء فيه من إنتساب فاهم٬ أنا الحضارة = أنا الكوليـرا = أنا أفكر= أنا الحداثة/انا التجديد٬ التي إرادة شاقة لها إبصار محض في العزاء٫ هو في “التصور”٬ الوجد٬ الذي بموجبه فقط يمكن أن ينسبها٬ بوصفها “الأنوجاد” فيها٬ معادلة الحقوق٬ ومشقة العدالة في الـ”أنا أفكر” ومساواتها٬ أي هي لغة الإيضاح والمكاشفة٬ هي فاهمة إنسانية لها معطى الملموس الاخلاقي٬ تغطي ما يعطي وعي بالشيء٬ وعي الآخر في نفسه٬  تنبه على طبيعة منسوب الإبصار بالوعي المتنوع للتجديد/الحداثة٬ الازمنة والانوجاد والترائي.. معا٬ زمن التفكير في حدوس التصورات المشتركة٬ وذلك حين تأتي بعدها لتختتم بـ”…في صمت الأبد القاسي حيث الموت دواء” ٬ هذا يشكل اعترافا صريحا٬ كضرب من عبأ المشقة٬ عزاء الإبصار في أنتساب الحقيقة الخفي٬ عالم الإرادة المضمر في التصور “الأوجد” واجب الوجود٬ الذي فيه الأبعاد٬ تكون متنوع الإرادة والفهم المتماثل بتعاطي٬ الإشكالية الحسية في ضمها٬ فالحقيقة حرة٬ لها نظامها المطلق في تصور “الأوجد  في فهم تعاطي وجودها في الوجود؛ الوجود لأشياء تعطي هذا التصور٬ لضمها في التوقع معا٬ لا كـ”توقعنا” في عنوان القصيدة٬ لتجمعنا بها الشاعرة٬ كقراءة حدسية مستقبلية وكحقيقة معا نتلمس صراعات مصادرها.

مقالات ذات علاقة

لمن أكتب؟

فراس حج محمد (فلسطين)

صمت المساء

رقية العلمي (فلسطين)

مشاعر الخوف من كورونا في مائة يوم من العزلة

مهند سليمان

اترك تعليق