طيوب النص

شجرة ميلادكِ حديقة قصري الخلفية

من أعمال الفنان محمد الشريف.

 
أتفياؤكِ بظمأِ الريح الجبلية
وحصى النيازك اللاهبة خرافة أسطورية
تقدُّ جبين الشفق الدامي
أتودّدُ إليكِ كوطنٍ يسكنني
أسائلُ الشمس النهرية: أين خبأْتِ المجاز المُرْ …؟
قصيدتكِ الأخيرة، المتراصّة على شفيرِ اليقطين
تصغرني بألفٍ من وجع
لغة تلملمُ أرتال آهاتٍ منسيّة
تترفّق بلوعةِ الحزن البكر
أيتها الشتائية، صُمّي آذان الجرح
إنْسي أن في الأرض طرقات وأشواك برّية
وأقتفيني كحرفٍ هارب من ذاك النص الفاجر
نصّكِ المتشرنق في رحِمِ الفاقة
أعياهُ الأنين
مُذْ علّقْتِهِ على أعوادِ الحسرة
صار نيئاً يلفظُ غُصّةَ الدروب الشائكة
يشحدُ هِمم الريح الباكية
تتسكّع بومة الخراب على قِلاع مدينتي المسحورة
يا صغيرتي .. لم يتبقَّ سوى عينيكِ الزرقاوين
تُطْعمُ عصافيري الآيلة للهلاكِ فيروز الشطآن
هاتها عينيكِ الفستقيّتين
لأعي معنى قشعريرة الدهشة ولذّة البكاء
فكلانا وجود مسفوح !
كفُّكِ سكون مجدلي كأقحوانةٍ بتول
نهدكِ المترنح أهزوجة الموت اللذيذ
ناقوس يمجّدُ صرخة القداسة
الشامة المحنّطة فوق شِفاه اللوز لا تنبتُ إلا على وجه شاعرةٍ حزينة
وأدها الأسى، ساحت بلا وعْيٍّ على هامشِ الورق
كشجرةِ ميلادٍ منسوخة من شمعٍ مهزوم .

مقالات ذات علاقة

في مَهَبّ المنفى

سعاد يونس

سعدي يوسف الشاعر العراقي المفترى سخطا عليه (1ـ3)

المشرف العام

لم تكن بينهم

هدى الغول

اترك تعليق