بنغازي .. أمي
ان كانْ غابت أمي
وطعم الملح ف دموعي
وطعم الزيتون ف فمي
بنغازي ..
نعرفها .. مخبيها تحتْ جفني
فيّ تشم ريحتها .. مهما نغيب .. تعرفني
وتعرف ما يكدرني .. وتعرف ما يكيفني
مثل .. أمي .. شففها لونه .. د مي
بنغازي ..
تعرفني زناقيها
وتعرف صوت ضحكاتي
وتسمعها فْ أشعاري
تشكل نبض كلماتي
وتقراها ف تعابيري
وتلقاها ف تعابيري
وتلقاها ف حكاياتي
وتعرفني لياليها
وتعرف كل شطحاتي
وتذكرني مقاهيها
وتذكر من هم أصحابي
وتذكر أجمل أوقاتي
بنغازي ..
تعلمت العشق منها
وحضرت جل غياتي
ومازال الشجر فيها
محفر من مساميري
رسمت قلوب ..
نقشت اسهام ..
نقشت اسمي
بجنب حروف صحباتي
وشافتني ف ملاعبها
فارح بانتصاراتي
وسخرت من تخلبيطي
وحزنت لانهزاماتي
ومهما نتوه ف الدنيا
ومهما نسير ف الزحمة
تميز صوت خطواتي
ومن وقع الخطا ع الأرض
تعرف كان أنا فرحان
ولا غارق ف همي
وتحضني بدفا لحلام
وتقرا علي واتسمي
مثل .. أمي
بنغازي ..
يا حنان الأم
ضميني بعطف ضمي
بنغازي ..
حنونة وكل حد تضم
والخير فيها ع الجميع يعم
واللي ما عرف بنغازي
ما عرفش ..
كيف الارض ..
كيف الشجر
كيف الموج ..
كيف البحر
كيف الشمس ..
كيف القمر والليل
يبقن أم
بنغازي ..
عروس اليمْ
وحلم الضيفْ واللافي
تلاقيك بكرم هلها ..
وديما ودها صافي
ولو مرة زمان البرد حاصرنا
نلود بحضنها الدافي
وكان الصهدْ شفشفنا ..
علينا نجود بنسمة ريح هفهافي
قمرها في سهاريها ..
مونسها
وما تغني نجوم الليل ..
الا في مجالسها
وهي بالنور محتفلة
شذى لنسام ينعسها
تغفي غفية الطفلة
ويصحى الليل يحرسها
وبرموشه يغطيها
وف جفونه يدسدسها
وتضحك كان هب الريح
وداعب زهرة الدفلى
بكفوفه تحسسها
وتفرح لهطول المطر
علي غفلة
ويد الموج تلمسها
مراكبها .. ف غروب الشمسْ
تشق اليم مطمانة
تطاوع راي ريسها
وترجع في غباش الفجر
بخير الله مليانة
تواكبها .. تسابقها .. نوارسها
بنغازي
هواها عطر انفاسي .. وتسكني
وناف روحي نتنفسها
مثل أمي
نوشمها علي صْدري
وتغرب شمسها ف دمي
بنغازي اولاد بلاد .. ربة عصر واجواد
وحتى صغيرهم يسمى .. قدر وهمة
وما يخيبش وسط الميعادْ
يفرح كان الضيف لفاله .. برقة حالهْ
يرحبه .. وبود يضمهْ
رحبك .. اجعنا الزمان ما يكبك
وْمرحبا بضيوفنا
ان ما تساع الارض .. نشيلوك فوق كفوفنا
مرحبا .. ايش حالك .. قعمز وهدرز .. تريح
م الهم فضي بالك .. راك في بنغازي
لا تحيرْ ، لا اتوه ، لا تتعب .. لا ينقص عليك الزاد
والحوش حوشك .. والخدود وساد
بنغازي ..
أهل الكرم والجود بالموجود
واطفال ديما فارحة بالعيد والميلود
نصنع قناديل الورق
متلونة ونحط فيها شموع .. ونرسم عليها ورود
وعند الشفق .. نطلع نقندل بيها .. نغني غناويها
هضا قنديل وقنديل .. يشعل في ظلمات الليل
هضا قنديلك يا حوا .. يشعل م المغرب لا توا
هضا قنديل النبي .. فاطمة جابت علي
هضا قنديل الرسول .. فاطمة جابت منصورْ
واخر الليل تبدا الحضرة ف زاوية بن عيسى
لا ميش لا بارود ، لا خط ولوح ، لا العاب رخيصة
ونمسي ونا فرحان .. ونصبح فطوري .. رب .. سمن وعيش
بنغازي ..
ملاعبنا بين البحر .. والشابي وسوق الحشيش
ومنزل رفيق المهدوي .. وسوق الجريد .. احدا سيدنا خريبيش
واحلام تكبر في قلوب صغيرة
واحنا صغار وندرسوا في مدرسة لامير
ولا عويلة ونلعبوا في مدرسة لاميرة
ولما يخش الصيف .. يلمنا ميعادنا ف جنان سي الشريف
وتنسم علينا انسام م الكورنيش
وتبدا شطانتنا مع لطيور ..
نصوب مقالعنا علي لخليش
الجازر بيدك ليسرى .. مربوط فيه ستيك
وباليمنى نحط النواة ف الجلدة
وتمقصد .. وتطلقها النواة .. ساعات تصدف وحدة
واغلب الرمي يطيش ..!!
وايه .. يا يمي .. مهما عليك نغيب
ديما هوايا تحضني وتلمي
وسبحان .. يا بنغازي .. يا امنا سبحان
حتى ونحنا كبار .. مازال فينا طفل
يذكر ايام زمان
ومازال فينا للمكان .. مكان !!