متابعات

دار حسن الفقيه حسن: أمسية الحركة الكشفية (أجيال ورسالة)

في أمسية استثنائية  في إطار مادرج عليه أصدقاء دار حسن الفقيه حسن من تنظيم أماسيهم الثقافية، في الثلاثاء الأول من كل شهر، كان اللقاء الذي انتظم عند الخامسة والنصف من مساء الثلاثاء 19/4/2016م.

وكانت أمسية الثلاثاء الأول من شهر ابريل قد انتظمت في موعدها في يوم 5/4، تحت عنوان.. الجامعة الليبية 75-76، وجاءت الأمسية الثانية هذه خلال نفس الشهر بمقتضى أهمية موضوعها، ولضرورة التعريف بأفق وتطرق ثقافي وحياتي لا يشك من لديه معرفة وإن محدودة به في وجاهتها والحاحها.

الحركة الكشفية أجيال ورسالة

ذلك أن ما نعيشه ونعايشه كافراد وكمجتمع من ترد، ومن طغيان للنزوعات الأنانية الإستحواذية التملكية والتسلطية، مع ما يرفدها ويغذيها من انحيازات قبلية وجهوية وأيديولوجية وكل ما حوته سلة التخلف من مخازي، تحوجنا جميعاً إلى التعرف على تجارب إنسانية يسمها السمو الفكري والاخلاقي بما يجسده من قيم عليا وقيم سامية شأن الحركة الكشفية التي لا تكتفي بأن تمتح من نبع تلك المبادئ والقيم، بل تملك الإرادة والإصرار والقدرة على تجسيدها وتحقيقها في الواقع.

فمن منطلق تلك الأهمية انتظمت أمسية.. الحركة الكشفية (أجيال ورسالة) التي استهلها الحقوقي والكاتب الأستاذ مفتاح قناو بكلمة مقتضبة حيا فيها الحضور، وشكر جهاز المدن التاريخية ولمديرتها السيدة فوزيه عريبي، وحيا كذلك القادة الكشفيين الذين حضروا لإثراء الأمسية بخلاصة معارفهم وتجاربهم وما استفادوه وأمكن لهم أن يحققوا لأنفسهم وللمجتمع بفضل إنضوائهم تحت لواء الحركة الكشفية.

وقد شارك في الأمسية القادة الكشفيون .. يسري عبدالعزيز بن يعلى، عبدالحفيظ أبوظهير، فرج القماطي، حسين فيضان، أحمد جعيب .. فيما قام القائد حمزة المحمودي بالإشراف على آلية العرض المرئي عبر جهاز .. البروجكتور .. والذي صاحب الشرح.

وقد تحدث القائد يسري بن يعلى عن النشأة الأولى للحركة الكشفية في عام 1907م في بريطانيا على يد اللورد روبرت بادن باول، ونشؤها في ليبيا على يد المربي المرحوم علي خلفة الزائدي الذي ولد في الخمس عام 1909م وهاجر مع اسرته إلى لبنان بسبب الاحتلال الايطالي لليبيا حيث ترعرع وتعلم  ليتخرج من معهد الموسيقى في بيروت وانضم إلى جمعية الكشاف المسلم في لبنان، ما أورثه حباً للكشفية وتشرباً لمبادئها وقيمها دعاه إلى العمل بإصرار وعزيمة على بعثها في وطنه بعد عودته من المهجر في عام 1953، ووفق في مسعاه ليعلن قيام الحركة الكشفية في ليبيا عام 1954م.

وقد تبادل القادة المشاركون ناقل الصوت ليفيضوا في الحديث عن الحركة الكشفية وعن مبادئها وأهدفها وبنيتها الهيكلية، وأكدوا على أنها كحركة ذات توجه تربوي لا يغفل القدرات والإمكانيات والمتطلبات التي تميز كل مرحلة عمرية عن غيرها من المراحل، مما اقتضاها أن تراعي ذلك وتحدد تراتبيتها وفقاً: فالأشبال والزهرات من عمر 7 إلى 11 سنة… والفتيان والفتيات من عمر 11 إلى 15 سنة… الكشاف المتقدم والمرشدات من عمر 15 إلى 18 سنة… والجوالة والدليلات من عمر 18 إلى 22 سنة.

كما فصّلوا القول في شرح وإيضاح مبادئ الحركة الكشفية كنهج تربوي دينامي تفاعلي تثقيفي جماعي، واهدافها التي تتركز في المساهمة في تنمية الشباب والوصول وتحفيزهم على تحقيق ذواتهم من خلال تعريفهم بمسؤولياتهم الإنسانية والإجتماعية وواجباتهم تجاه الله والآخرين وذواتهم والأحياء جميعاً، وفصلوا القول في القانون أو الشريعة الكشفية التي تقوم على المبادئ والقيم وتهدف إلى تلك الاهداف السامية، وتناول حديثهم الشارات الكشفية ودلالاتها وماترمز إليه، وأيضاً نظام الحياة الخلوية ونظام الرحلات والتخييم الكشفيين، والاناشيد والاهازيج الخاصة بالكشافة، وعن الألعاب الكشفية، مبرزين أثر تلك المناشط وذلك المنهج التربوي في بث وترسيخ المبادئ والقيم التي تتأسس عليها الحركة وفي تحقيق الأهداف السامية لها.

كما قدم القادة للحاضرين هدية تمثلت في مطوية أنيقة بعنوان (هيّا نتطوعوا) ضمت قرصاً سجلت عليه مجموعة من الأفلام القصيرة تصور نماذج من المساهمات التطوعية لحركة الكشافة والمرشدات في مجالات متعددة، وضمت دليلاً لمنظمات المجتمع المدني.

ومثلما كانت هذه الأمسية استثنائية كانت مميزة بما أكدته من أن الحب والخير والجمال والأمل والسلام وكل ما هو إنساني مبادئ خالدة لا يمكن أن تموت، ما ظل إنسان يؤمن بها ويصر على تأكيدها وتحقيقها في حياته وحياة اقرانه، وذلك ما تحققه الحركة الكشفية التي تكسف بألقهاً منظومات التخلف بعديد تصنيفاتها وتسمياتها.

_____________

نشر بموقع ليبيا المستقبل

 

مقالات ذات علاقة

توقيع المنفى الذهبي لبالبو بفضاء مكتبة الفرجاني

مهند سليمان

معرض الطبيعة الصامتة (ضيّ) لأول مرة في ليبيا

مهند سليمان

العجيلي العبيدي فنان يترجم الواقع السياسي لكاريكاتير

أسماء بن سعيد

اترك تعليق