قصة

قصص قصيرة

المحفظة

قطع الطريق المؤدي للسوق، قطعه فطواه الزمن، وقف عند مفترق الطرق حائراً.. ظلّ واقفاٍ فالطريق هو الطريق، خلعت عليه المدينة ثوب الظمأ الصامت، طال وقوفه، أمضى أكثر من ساعة، لم ينتبه للغبار، لم يحس لضجيج الناس، لم يصغِ لازدحام السيارات.. زعق مزمارُ سيارةٍ عالٍ فجذب انتباهه هذه المرّة، انتبه، كان ينقر في نقاله الذكي باهتمام، شعر بالبؤس، لم يطرب بما سمع أو شاهد، الفوضى زاد زوّاد الطريق، قال لنفسه حيث جسد المدينة غافٍ على الجدر القديمة: ينبغي أن أعود حالاً للبيت، قد أكون نسيت المحفظة في مكان ما. قال ذلك بينما نقر في مسمعه نداء مئذنة المدينة.


السيارة

سهر الليل وآخره، سهر في صحبة النت، سهر يصطاد همهمة النجوم..  نام حتى الظهر، صحا، استحم، خرج مسرعاً لسياراته كالمفجوع.. هطلت بعض من السحب عند وصوله، تأهب لدخول سيارته، تفقد مفتاح السيارة في جيوبه، صاح في وجه الشارع، لم يجد المفتاح، البيت، عاد إلى البيت مسرعاً، وجد المفتاح على منضدة بجانب سريره، قفل راجعاً نحو السيارة، نظر أمامه مندهشاً مسعوفا، توقف كالصنم، فتح فمه صامت، خفق قلبه كما يخفق القلب في خوف في العمر مرّة، نهاره صار مثل ليله موحش في مرابع نفسه.. اختفت السيارة.

مقالات ذات علاقة

الوزرة

عائشة إبراهيم

تعليمات ملك

حسين نصيب المالكي

شيء ما ..!

سعاد الورفلي

اترك تعليق