1
… عَجاح.. عَجاج.. عجاااااااااج..!!
2
متى يكفّ القِبْلي عن الهبوب؟ ثلاثة أيام لم نفتح باباً ولا نافذة.. الستائر مُسدَلة.. لا صوت يعلو على صراخ أسلاك الكهرباء.. عَجاج أصفر.. يتسرب من تحت الأبواب.. والنوافذ.. صور التلفزيون تتوقف أحياناً بسبب اهتزاز الصحون اللاقطة.. يبدو أن الصحراء غاضبة.. أو أنها سئمت بقاءها في الجنوب.
3
صباح مُشرِق.. سكت صُراخ الأسلاك.. أفتح الباب بحذر.. سَد رملي ظل واقفاً في المدخل.. ألمسه بأصابعي.. ناعم.. بارد.. رمال تتكوّم أسفل الجدران.. إطار أصفر على امتداد الشارع.. حتى الصحراء تهاجر إلى الشمال!
4
نساء قريتنا يشرعن في كنس الرمال.. تظهر الأكوام أمام كل بيت.. تغري الأطفال باللعب.. وبناء القصور.. حركة المكانس دائبة.. تختلط بلغط النساء:
ـ غرقنا في الرمل!
5
بَثّ مباشر.. صوت الزعيم يتهدَّج.. يرفع سبّابته في الهواء: (لن نفرِّط في حَبّة رمل واحدة من تراب الوطن…).
في تلك اللحظة تقف أمي بالباب مستندة إلى مكنستها:
ـ شوف لنا حَلّ في أكوام الرمل المكدّسة!
(2010)
من المجموعة القصصية (الكلب الرابع).