صدر للروائي والكاتب المغربي عبدالسلام شرماط رواية جديدة بعنوان “ليلة الخروج من فبراير ” من القطع المتوسط، عن دار ليبيا المستقبل للنشر، وقد لاقت استحساناً وقبولاً في معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال هذا العام 2022.
تتحدث الرّواية عن شاب مغربي، حصل على درجة الدكتوراه في الآداب، ثم على عقد عمل في الجامعة الليبية، ظل متردّداً في اتخاذ قراره، لكنه قرّر في النهاية بعد مشاورات مع العديد من زملائه، السفر إلى ليبيا، ليباشر عمله هناك كعضو هيئة تدريس.
في فترة عمله ربط علاقات مع مجموعة من الأصدقاء الليبيين الذين تقوّت علاقته بهم من خلال الخرجات في نزهات والمناقشات العلمية والثقافية التي تشمل الحديث عن عادات وتقاليد أهل المغرب وأهل ليبيا في العديد من المناسبات الاجتماعية.
تضمنت الرواية أحداثاً مكثفة وشخصيات على مستويات اجتماعية مختلفة في أمكنة مختلفة توزعت بين المغرب وليبيا وتونس، وهي الأمكنة التي زادت من تكثيف الأحداث التي اختار لها الكاتب فترة زمنية هي فترة ثورات الربيع العربي الذي عاشه البلدان الشقيقان؛ ليبيا وتونس.
عاش عبده (الشخصية الرئيسة في الرواية) هذه التحولات لحظة لحظة، ما جعله يقرر العودة إلى بلده المغرب، وهو يتنقل عبر محطات صادف فيها شخصيات كان لها رأي فيما يجري في تونس وليبيا.
تضمن غلاف الرواية الكلمة التالية: “كنت بين الأجساد أبحث عن روحي واسمي، وقد كبّلتني زحمة الهاربين، وهم يجرّون حقائبهم التي تفكك شكلها المعوج كما اعوجت أكتافهم من فرط الحمل والتحمل، وصارت كأصائص حاد عنها ترابها، وكنت أرى الحشود على حافة الطرق تنتظر نصيبها! كان المشهد مهولاً امتزج فيه الخوف بالرّهبة والرغبة، فرسم به المنتظرون لوحة عجائبية شغلت حيّزاً مكانياً ينبض بالعلامات والإشارات الملأى بالاختلاف، والتي لا معنى لها إلا في مشاهده االقائمة على التناقضات، وقد فقدت انسجامها الذي غيّبه الاضطراب، فأشاح الهاربون بوجوههم يعلنون الخروج، وقد أسكرتهم الدماء السّائلة، فبحّت أصواتهم وعميت عيونهم، وحجبت قلوبهم من فرط الدهشة، وقد تفتتت رؤاهم وغابت أجسادهم في عبق التراب، فسحرهم لون الوفاء والإخلاص لأرض عاشوا فيها وأكلوا منها، وتلقفهم الخوف في لحظة فاجأتهم بضرورة الابتعاد عنها بمسافات، كي يتحرّروا من الخوف الذي خيّم عليهم، وهم يحملون ألواحهم المنقوشة على أكتافهم ذكريات ضمت شمولية المعنى”.