وماذا لو قَدِمتَ معتذراً؟ أذلك يُنقص من قدرك أم أنه قد يُثبت خطأك.
أمَّا أنا فأريد أن أعتذر أتعلم لماذا؟ لأنني تركت جبل التراكمات ينمو من ذراتٍ ليجثم على قلبي، ولا أخفيك أن قد هالني انفجار عبراتي. لوهلةٍ شعرت بتأنيب الضمير وما إن ذكرت سيل الاستهزاءات حتى توقفت عن التفكير ووأدت إحساس الندم. لربما كنت مسرفة بانفعالي ولكن هواني عندك ما جرني إلى ذلك.
أمَّا بعد، فيعز عليَّا عند لقاءنا اجتثاث كلانا غريمه الودود عن الوجود، ونحن من كنا لا نعرف للتشاور حدود.
لماذا كل ذلك؟ أكانت تنقصك الثقة أم تنقصني الكفاءة؟ وماذا علينا لو تركتني أتكلم وسمعت، أو سألتني وأمهلتني حتى أجبت. ألم تراني على جمر المسؤولية أستكين أستجمع قواي كي لا ألين، وأجرب وأتقلب خشية التصلب أما تدري أن الصلب قد يكسر. ولأجل السمو قد كنت أتصبر وماذا فعلت أنت؟ أنا لن أقول متفرجاً كنت، ولكنك في بحرك كنت سائر وأشهد أنك بما يشغلك كنت ماهر أكان بحرك أهوجاً وبحري ساكن. فلا تجادل إن لم تدرك ما كنت أحاذر. وإن جادلت فلا تطغى وأن طغيت فلتأت معتذراً و لنبحر سويًّا فحياتنا قصيرة وإن طالت.