في الخرائب يدفن الحصى
تاركا للطرقات فوانيسها تزهر
والقمر غدقا يحرض على الخطى
كم تنور يزفر الان جوعه
تنمو شجرات تسرح الريح بين براعمها
يا لهذا الوقت يستقطر كالإبريق
يشتهي الملء من فراغي
يرمي بقايا وقته على حواف الطريق
ولا يمل الخطى
بعيدا ترمي زيتونة زيتها
من حوصلة طير
كالمنبوذة تبقى حتى تفصح عن عريها
يجتث ملح جسدي خصوبتي
يرتسم حروف وكلمات
ينسج منها نشيدي
علي سبورة الوقت
ينمو كالغابة البعيدة
التي لم تر فأس
حتى يوقظ قوس قزح
حلحلة الباب المثقل بالعسس
والبحر يجلي لجته
وموجه أكثر مهابة
زبده يغسل وجه القرصان
يكسر حلم يوشوش بهاجسه
غارقا في سكرته
والزبد يغسل وجهه
ملح يا سيد الملح
تركت السبخة على سجيتها
تركت الغيمة على سجيتها
وتركت الريح
تلم الحصى من المدفون في الخرائب..
أضرب بجناحي في فلات الهيام
على ساحات التباريح
لأصل أو تصل
هذه غيمتي المثقوبة
تسقيك من حلمة صعيدك الجرز
تاركا على ساحات الضباب
نجمك مضاء
وحولك يسبح الدخان
وكلما أضأ فنار
صقل الشارع خطوته
هكذا تقودني مخيلتي
فلا أترك مكان إلا ورسمتك فيه
رغم وجس الليل
يتسارع الوقت ويلوح بقلقه
أضرب بجناحي حتى أصل
للذي أحب
شجرة ظلي
وردة للشم
كلمة للدفء
وأهلل لقد وصلت
وقطعت مسافة التهويم..