الطيوب
عن دار فنون للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، صدر للدكتور “عبدالله علي عمران” كتابه الشعري “مطرود من التاريخ”، وهو الكتاب الثاني له. الديوان يضم 20 نصا شعرياً، إضافة إلى دراستين نقديتين.
نصوص الديوان كما صرح الدكتور “عبدالله” قديمة جداً: سرقتني الفلسفة و الحياة الأكاديمية من الكتابة الشعرية، فلم أكتب إلا قصيدة واحدة خلال (10) سنوات الماضية، و هي مدة تتوافق مع حدثين لا أدري أيهما كان له التأثير الأكبر (الزواج) و (اندلاع الربيع العربي) و هذه إحدى الإشكاليات التي جعلتني مترددا في النشر، لكون القصائد تنتمي لحقبة (العزوبية و الاستبداد السياسي) فغلبت عليها العاطفة و الغزل و الرمزية السياسية.
الجانب التنظيري في هذه المجموعة، يبدأ بدراسة بعنوان (المثقفون الخدج) وتتناول عدم نضج التجربة الثقافية عموما و الشعرية بشكل خاص، حيث كان المشهد متأثرا بغيره من المشاهد ومتخلفا عنها أيضا، ولم يكن مؤثرا أو مواكبا للتجربة الشعرية العربية، وهو ما جعله مشهدا أشبه بالمواليد الخدج، إذ لم يكتمل نموه و لم يعرف جدالات ثقافية حقيقية.
أما الدراسة الثانة بعنوان (هل لدينا شعر) مستوحاة من دراسة (هل لدينا شعراء؟) وهي محاولة لتتبع قضية الأصالة والحداثة في الشعر، وما طغى عليها من عشوائية، كما أن المشهد الشعري لم يتأثر بها أصلا واستمرت النتاجات الشعرية دون أن تعبأ بما تنتهي إليه تلك الجدالات و التي خلطت من الأساس بين سؤال (ما هو الشعر؟) وسؤال (أي جنس أدبي هو الأفضل؟) فكان الغالبية يطرح سؤالا ويجيب على سؤال آخر غير مطورح أصلا.