شعر

لا شيء يُخيف مثل غناءٍ ينتحب من جوفِ شاعرٍ مازال يفتشُ عن لحنٍ لصوته… !!

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية


عندما كنتُ هناك
و على رملٍ عجوز
شممتُ رائحةِ العذارى
الغرقى بالنبيذ و بالغناء،

لم أعثر على وردتي
ربة الموج السادرة في الرحيل
و في الغناء و في الغرق،

مازالت كالحُلمِ الضائع
لا أعرف منها سوى
رائحة البحر..!

و ما زلتُ أحلمُ بالكوابيس
رغم أنني بدأت أفقد شيئا
من الحزن الصديق
رافقني قرابة ستين عاماً !

أحقاً صرتُ
أنام تحت ظلها مبللاً بالغرام
مفتوناً بلذيذ الغرق !؟

وحدي ناديتُها ببحة الموج
فلم اجدني
سوي موالٍ مالحِ الدمع
ساهراً كطفلٍ يتيم
على بابها

ربما من الوجد الحرون
يأتي المطر
بعد كل هذا الشوق

من قصيدةٍ سليلةِ الوجع
ناضحةِ الغناء
على ناصية الغياب

لكم أن تتعجبوا
كيف لعجوزٍ مثلي النوم
كطفلٍ معبأٍ بالحلوى و حكايا
القرنفل و التفاح..!

بالأمس قلتُ لثُلةٍ
من الشعراء الدراويش :

أن البكاء على الأطلال اجدى
من الوقوف على ركح الغناء
بلا نبيذٍ أبيض
و ناياتٍ من قصبٍ نديٍ دامع

يمخر بنا حتى آخر
الخواتيم النائحة
في حنجرةِ عصفور
مبتلٍ بلعنةِ الوجد الحزين.


28 / 11 نوفمبر.. تشرين الثاني / 2020 م

مقالات ذات علاقة

ذات يوم عالمي

حواء القمودي

عادة ليست سرية

محمد عبدالله

شذرات نحو القمر

عبدالوهاب قرينقو

اترك تعليق