حاوره: جمال أوزيان
الأستاذ حسن؛ صحيفة الديوان ترحّب بكِ.
ج- حقيقة لي الشرف أن أحضي باهتمام أديبنا الجزائري الرائع (جمال ابوزيان) احيي فيك الإخلاص وحب الإيثار من خلال ما تقدمه من مخرجات إعلامية وأدبية متنوعة، احيي صحيفة (الديوان) كذلك، هذا المنبر الثقافي الكريم واحيي رئيس تحريرها في هذا الجهد المبذول.
بإيجاز؛ مَن هو حسن أبو قباعة؟
حسن ابوقباعة المجبرى هو إنسان ليبي واثق الخطوات ويحاول أن يصنع شيئا مختلفا في الحقل الثقافي الليبي، هو من مواليد مدينة بنغازي 1970 حاصل على البكالوريوس في علم الحيوان عام 1992 متزوج وله طفلتان رائعتان. وبإيجاز حسن أبوقباعة يحاول و يقاوم الخلل بقلمه ونصوصه حين يصمتون.
وأنا عضو تجمّع انتفاضة 1976 الطّلّابيّة. هذا التجمع تفطن لإختلافيتى ونضال قلمى الطلابي إبان اللانظام السابق، فقدم لي العضوية، وانضممتُ للصّحافة بعد الثورة لأنّي كاتب وقاصّ؛ ولذلك أسست وترأست صحيفة مستقلة اخترت لها اسم (صحيفة الأيام) وانتظمت من تاريخ 1/6/ 2011 حتى تاريخ 20 يناير 2013، عندما فوجئت بقرار تأسيس لصحيفة أخرى تحمل اسم صحيفتي عمدا من الوزير الأول للثقافة بعد الثورة الذي إربك المشهد بإعادة كل المنتفعين من النظام السابق إلى الإعلام والثقافة من جديد، فمارسوا العايبهم المخجلة و المربكة للإبداع من جديد، الآن أنا أكتب بصحيفتين مهمتين هما صحيفة (أخبار بنغازي) وصحيفة (صدي المستقبل)، بعد أن توقفت اغلب الصحف؛ ولكن ظروف المرحلة في ليبيا أجلت تقدمي نتيجة التفاف المنافسين بوضع عراقيل جديدة في طريقي، فأعفيت من ترأسي لإدارة التنمية الثقافية بحكومة الوفاق، نتيجة عدم اعتراف إدارة عملي الأول بجامعة بنغازي التابع للحكومة المؤقتة بأختام حكومة الوفاق (صراع الشرعيات وأزمة الانقسام) مما أدي ألي عدم صرف مرتباتي من الطرفين فتقلصت مستويات نشاطي فالنقود هي الوقود من أجل استمرار الإنسان في العطاء. وها انا الآن شبه متفرغ إلى حين استقرار الأوضاع في ليبيا. وتنتهي فترة الفوضي الثقافية الخلاقة، فمن عراقيل عدم السماح لي بالنّشر في صحف ما قبل الثّورة لأنّي أمرّر إسقاطات واضحة تحلحل لتنسف (نظام اللّانظام)، إلي بيروقراطية الأداء الإداري لتفكيك إجراءات إدارية كبلوني بها وها أنا موجود الكترونيا وورقيا من خلال نصوصا أدبية ومنها روايات واقعية احاول أن أتميز بها عن المنافسين لي بشرف وهي ترصد لما يحدث في محيطي وبيئتي.
بإيجاز حسن أبو قباعة يحاول و يقاوم الخلل بقلمه ونصوصه حين يصمت الآخرون أولاً وحين يُصعدون من وتيرة الإقصاء والتهميش الممنهج
حدّثنا عن بداياتك مع الكتابة؟
كسائر الطامحين إلى تحسين الأداء في حقل الثقافة فأنا إنسان يُثابر من منطقة الصابرى المطلة على الشاطئ الجميل تلك المنطقة الزاخرة بالتفاصيل، حيث حكايا الحياة المحفورة في جزئيات إنسان أستمتع رفقة أنداده بالجغرافية البحرية (بئر الحيطات، ورأس التونسي، ورأس المنقار، وبياضة درباش، والصالتو، وسواني اللثامة، وأعشاش المصيف الشعبي المقابل) استمتع بأكل الإفطار الشعبي الليبي الأول على شاطئ البحر الواقع قريبا في الشارع الخلفي فقط، أكلة (الشرمولة)، وأطعمه والده المرحوم اسكنه الله فسيح جناته (دحي الفكارين البحرية) التي كانت تبيضها تلك السلاحف البحرية، في تلك الأحراش القريبة من البحر حتى بداية السبعينات من القرن الفائت. تلك المنطقة التي كانت تعرف بالوادى والذي هو جزء من المنستير، وحكايا الصابرى القديم الذي رواها أمامه والده ذلك المزارع الصغير في سواني اللثامة حكي له عن (حفرة الدم) وملكية كل شبر في منطقة الصابرى ولأي عائلة تؤل الملكية، فحكي له والده عن دنقة العبيد وبوسعدية واجليطة وبائعات الفول الساخن التي كنً يرددن تغريده (فول ياعويلة فول.. طايب ويبوخ ياعويلة فول).
كذلك أستمتع بالرومانسية البكر وبحلوها ومرها، ذلك الحب الذي يفجر لدى المحب طاقة منافسة لما يكنزه الأنداد من طاقات كذلك، فيجعلك تتفنن لجذب فقط جميلة الجميلات ويظهرك أمام حبيبتك ذلك الطالب المجتهد و الفارس المقدام والفتى الذواق واللبق بكلمات أكثر جاذبية، ومن هنا شب قلم وقرطاس حسن ابوقباعة المجبرى ومع رصد تجارب من حوله وكيف تنتهي تجاربهم. فاكتسبت سرعة الانجاز السليم، فتحسن أدائي وخصوصا في حقل الثقافة بصنوفها وأجناسها والذي اخترتها ميدانا شريفاً للمنافسة.
ومنذ الصغر بدأت بتسجيل وتوثيق أفضل الأقوال والمشاهد التي صادفتني بعد التلذذ باستذكارها. كان ذلك بعمر 15 سنة تحديدا منذ عام 1985، ” كانت الأقوال تخرج سريعا من رأس لساني” كان ذلك حتى 1992 فحولتها إلى برقيات تمكنت من نشر بعضا منها في صحيفة أسستها وترأست تحريرها هي (صحيفة الأيام) قبل أن يتم سرقة أسمها وإرباك صحيفتي التي توقفت قصرا بتاريخ 20 / يناير / 2013، ففتحت لى صحيفة أخبار بنغازي الموقرة صفحاتها لنشر مكنوزاتى الأدبية وبالتالي بدأت مؤلفاتي تظهر بفضل رئيس تحريرها الأخ الأديب المثالي (سالم العبار) وبالمثل صحيفة الحقيقة والذي ترأسها الروائي المرموق (عبدالرسول العريبى)، حيث كانت محاولات النشر في الصحف تصطدم طيلة 18 سنة الماضية بالإقصاء، كوني أغرد خارج السرب في نظرهم، بأدبياتى وخارج إطارهم فلا يحتاجونى كوني مربكا لتناغمهم كما كانوا يبررون علنا ودون أدبً، “خططت أول عباراتي عام 1985″ الدواء ليس سحرا ولا يُعطى مفعوله فى الحال… وكذلك الحب”. حين أتأخر عمدا للمصارحة بكلمة “أحبك” للمحبوبة رقم (..) أو عبارة “لا تضعى الدواء فى متناول الأطفال العابثين.. وكذلك الحب”. حين أتنافس على مشروع قلب محبوبة صادفتنا أنأ وأحد رفقائي حينها وبالتالى أفوز ببضع الدقائق الإضافية معها على حساب رفيقى وذلك لشرح العبارة معها وينتهي الموقف بعد مغادرة مشروع الحب الجديد، المنوه عنه بالحمايمية مع صديقي الذي يقول لى دائما ” كيف تمكنت من البقاء معها فترة أطول”.. كان ذلك هو أنسجامنا تلك السنوات مابين عام 1985الى العام 1992 الذي نلت فيها الشهادة الجامعية والتي نلتها في زمن قياسي وبتقدير جيد حينها كوني اعتمد على الفهم، ليس الحفظ الذي يمنحك وقتا كافيا لكل شيء..
الحقيقة ساهموا أخوتي في توفير كل الصحف والمجلات والقصص والروايات المتاحة، واللاتي كان يقرضونها لأصدقائهم بالاستبدال فالتهمت صغيرا وسريعا كل الألغاز البوليسية للمغامرين الخمسة حينها والتي اعطتنى القدرة على القراء ة والاستقراء والاستنباط والتخيل والقدرة على الاستنتاج كذلك، وسلسلة العملاق المصور.. (مغامرات سوبرمان، الوطواط، طرزان، لولو وطبوش.). كان الطموح الإيجابي دافعا و محركا والحب وقودا والإيثار راشدا في كل اتجاهاتي الحياتية وخصوصا الثقافية لأصل إلى أفضل النتائج بتحسين الأداء.
وأود أن أنوه بأني أكتب الشّعر بالسّليقة؛ كان ترتيبي الثّاني سنة 1999 في الشّعر الفصيح ببنغازي؛ لكنّي أهملتُ دراسة فنون الشّعر؛ واتّجهتُ إلى القصّة والرّواية حيث كان ترتيبي الثّالث في فن كتابة الرواية على مستوى ليبيا سنة 2010.
ما هي الشّخصيات اللّيبيّة والعربيّة والعالميّة المؤثّرة في مسيرتك الإبداعيّة؟
في ليبيا هناك صداقات بعد الثورة بدأت تنمو في اتجاه أدبي مرموق يساهم فى بناء ثقافة ليبية حقيقية وهى مع الروائي عبد الرسول العريبى و مع القاص سالم العبار..
في الوطن العربي أتاحت لي التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي التي تُعنى بالشأن الأدبى أفاقاً ثرية من العلاقات مع المبدعين والمبدعات والنافذين فى الشأن الثقافى وأعتقد كل هؤلاء أسعى للتأثر منهم وبهم من خلال ماينتجون من إبداع.
ويبقى من الراحلين… الصادق النيهوم كأديب ليبي قامته فاقت ذهنية المرحلة، ذلك العملاق الذي ترصده البعض من الفاعلين في أي اتجاه ابداعى فى كل حقبة وفترة زمنية عاشها.
لم يتكلموا عنه حسنا إلا بعد وفاته، اعتقد أنه لم يستطع حتى الزواج ببنت من بنات وطنه نظرا لجبهات الصد في فترته اليافعة قبيل الزواج هذا حسب تحليلي فكتاباته كانت مشوش عليها وأشهرها النص الأدبي الذي أعطاه عنوانا مستفزاً ( الحيوانات.. الحيوانات )..
كان يظهر كالمتسكع حين يأتي إلى المكتبة الواقعة فى منتصف شارع جمال عبد الناصر لإقتناء ولقراءة بعض ما يكتب في الصحف حينها.
كان عموده في صحيفة الحقيقة هو المنجح لعملية المبيع للصحيفة… أهملوه وعتموا عليه كثيراً وقضوا على الدورة الاقتصادية للمنتج الصحفي.. أصبحت الصحف توزع مجانا من خلال اشتراكات للمؤسسات الحكومية هنا أصبح المبدع يتلاشى أمام الأقل منه الذين اكتسبوا سنوات من الأضواء المزيفة أصبحوا يتكاثرون أمام وضد المبدع الحقيقي كالفذ الصادق النيهوم، وبعد مماته صفقوا للشهادات الخطابية التي قدمت في ذكريات رحيله السنوية.
تظهر شائعة يتداولها الناس أنه عندما وجدهم يتزلفون للنظام حينها مكر بقومه وأهدى كتابا أخضرا ليتجرعه منافسوه في الإبداع إلى رأس النظام ونُفى بالاتفاق في مهمة دراسية طويلة.
وعندما نجحوا في عزله دهرا.. استبدل النيهوم بعضا من اتجاهاته السياسية فاتهموه بالعمل مع الزمرة الفاسدة، هم أنفسهم المستفيدون. العاملون في نفس الحقل.كانوا يوشون به فى تقاريرهم الرقيبة على الثقافة.
ففي بلدي من الأفضل أن توشى بنفسك عن نفسك حتى تشرح أنت فقط فلسفتك المعنية من وراء ماكتبت بيداك من إبداع !!
إما أن تدعهم يفسرون فهذا سيؤدى بك إلى السجن أو النفي بمهمة عمل في إحدى الدول الغير مناسبة لطبيعتك.. فلا كرامة لنبي في وطنه “.
ويبقى.كذلك….
عالمياً قرأت لفيكتور هوجو ورواية البؤساء الأصلية واعجبنى أسلوبه في إيصال المتطلب والغاية والغرض من الحبكة الروائية فالشكوى أو الإخبار عندما يأتي في سياق ابداعى فيؤدى نتائجه
كان ينوه من خلال سردياته الرومانسية الشيقة إلى حياة البؤساء ومايلاقونه لحل المعضلات التي تواجههم وخصوصا الإعدامات في رواية ” أحدب نوتردام” مثلاُ”.
في عام 77 أخذت منافذ الثقافة في ليبيا تضمحل وفكرة تداول المؤلفات الأدبية تختفي نتيجة صدور الكتاب الأخضر، بدأت الوشاية من أجل الوصول إلى المناصب الثقافية وبالتالي اختفت الكتب الأدبية قصرا والذي وصلت إليه هو نهايات عملية التداول للكتب بين الأصحاب.
لم نقرأ شي، فقط الذين يراقبون ويشرعون ويقصون هم الذين يقرأون إما نحن فلا.
اتجهت اتجاه ثاني في أوقات الفراغ إلا وهو لعب كرة القدم والسباحة على الشاطئ والسفر في العطلات ولا يمكن تسريب الكتب معك.استمر ذلك حتى 1992 حين بدأت تدخل اغانى أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وفيروز وأخيرا كاظم الساهر وماجدة الرومي كاكسيت والتي عرفتني أكثر على نزار قباني ككاتبا لبعض النصوص فبحثت عن الكتب من جديد.
ويبقى ,,,
وحتى أضيق مسافات إقصاء الثقافة عن الجيل أوصيت على رواية ( أولاد حارتنا ) الحائزة على جائزة نوبل في الآداب فتحصلت عليها عام 1998عرفت انها إعادة لكتابة قصص الأنبياء بطريقة فلسفية سهلة اعتقد أنها أسرع وأسهل، رواية كتبها نجيب محفوظ فلقد استبدل فهرس مؤلف لقصص الأنبياء بفهرس جديد مُبدلا فيه أسماء فصول القصص النبوي إلى فصولا لهيكل رواية جديد هى ” أولاد حارتنا ” مع بعض التجاوزات المثيرة للجدل والتي راهن عليها أديبنا العالمي الفذ نجيب محفوظ للظفر بإحدى جوائز الأدب العالمي
انسجمت مع نجيب محفوظ كونه يكتب بنفس اسلوب فيكتور هوجو السهل الممتنع والكلمة المباشرة التي تؤدى المعنى دون الإطناب في البحث عن خصوصية الزمان والمكان والبحث عن القواميس المترجمة للكنة أو المفردة اللغوية.
هل يمكن معرفة أسرار رواية “غياهب الحي المقابل”؟
هي باختصار مشاهد تجرأت للتنويه عنها في المشهد الليبي واغلب نماذج الجرائم في الرواية هي قد حدثت في الحياة الأرضية بصفة عامة وفى الحياة الليبية بصفة خاصة..
باختصار هي رواية النبش في القبور، استغليت وجود المقبرة العتيقة في الشارع الأمامي بمنطقتي، لأستخدم قاطني قبورها كشاهد عما يحدث ويدور من تزييف حقائق لبعض الشراذم القاطنة في الحي المقابل لمنطقتي الذين استطاعوا قلب المعلومات إلى اتجاهات أخرى بدهاء ومكر شديدين فيصبح الإنسان الخلوق والمجتهد والمتفوق مبعدا بتهمة الجنون ويصبحون هم الواجهة الجميلة في الحي المقابل.
هذا من زاوية ومن زاوية أخرى مثلا أصبحت بإسقاطات معينة مشهدا مصغرا لما يحدث في ليبيا خاصة وفى كل الدول التي يقع بها خلل في العدالة والقانون.
ومن ناحية الإسقاطات والرمزية والفلسفة، هي تعبر عن أسرار منطقتي الصابرى بنسبة 100%، وأسرار ليبيا بدرجة 95%، ومن زاوية أخرى هي نموذجا لما يحدث في حياة الأرض بدرجة 75% من التوافق…
وهى رواية كنت قد تهورت بتقديمها لكل المسؤولين في ليبيا بسذاجة وعفوية مصطنعة انقذتنى تلك العفوية من شدة العقاب واقتصر الأمر على السجن التحفظى للتحقيق والشرح وترددت عبارة من المسؤلين أمامي مفادها
” أنك إنسان خطير ” ومحتوى الرواية تحقق الآن بشكل كبير ليس فى ليبيا فقط بل حتى في دول مايسمى بدول ثورات الربيع العربي هي فال وليست نبؤة.
كتبتُ رواية “غياهب الحي المقابل” سنة 1996 ؛ بشكل مختصر لثلاثة أسباب، الأول حتي أتمكن من تقليل تكلفة طباعتها فهي ستكون بمدياتي البسيطة، الثاني من كان يجرؤء علي رصد و كشف وكتابة كل التفاصيل المنوهة على ظلم اللانظام السابق زمن القهر الفكري والديكتاتورية والاستفراد بالمنهج الثوري العقائدي والسبب الثالث، حتي أُعلن عن نفسي،كاتبا منافسا في الأدب العربي المعاصر،وقد أشرتُ في أحد فصولها إلى احتمال نهاية ألقذافي عبْر رمزيّة سرديّة وإسقاطات تُنجيني من القتل أو السّجن السّياسيّ؛ والحمد لله ها أنا حيّ بأقلّ الأضرار؛ وتحقّقتِ الآن؛ هي ليست نبوءة كما يصفها البعض متسرعاً؛ بل كانت طريقة من طرقي فى الكتابة القصصية حيث تخيلت وافترضت احتمال نهاية النّظام المستبدّ في بلدي وتحققت الفرضية… تمكّنتُ مِن طباعة الرّواية على حسابي سنة 2005 في مطابع قليوب؛ ولم أستطع إدخالها؛ وأجبرت على بعض التحويرات حتى يتم طباعتها وأجريت تعديلات بسيطة ولكنها ظلت في أدراج الدولة، أرجو من وزارة الثّقافة والمجتمع المدني ترشيح روايتي “غياهب الحي المقابل ” الأصلية( المختصرة والكاملة ) إلى إحدى الجوائز العالميّة.
ففي عرفي أن ” للرواية.. كتابتان “.
حيث أنه “في سنوات القمع الفكري والعقاب، قد يلجأ الكاتب علي أن يكتب الرواية مُختزلة التفاصيل وبإسقاطات محددة.. إلي حين!”
ما هي تجربتك مع النّشر الورقيّ والإلكترونيّ؟ وماذا تقول عن السّرقات الأدبيّة؟
الحقيقة وجدت صعوبة كبيرة في تأمين كتباتي من السرقات الأدبية فى ليبيا، تعرضت نصوصي إلى التجني بتبديلها من نص شعري مثلا إلى قصة، ومن نص قصصي إلى مسرحية، ومن مقالة إلى قرار حكومي، ومن رواية الي مسلسل ضعيف، ومن مشاريع وتصورات لبناء قطاع ثقافي هادف إلى روزنامة عمل يقدمونها باسمهم ليضخموا الميزانيات السنوية فقط، وينالون المناصب، وأشهر السرقات هي سرقة جهدي الذاتي في تأسيس صحيفة مستقلة أسميتها الأيام بتراخيص ما بعد الثورة واستمرت 3 سنوات من بين 160 صحيفة انبثقت للشباب بعد الثورة واختفت تدريجيا لأبقى بصحيفتي مقاوما مع 10 صحف كبيرة فقط وبدون دعم من اى جهة تدعى وتمارس الدعم للصحف وفى نهاية المطاف أيقنوا أن اسم الصحيفة ناجح ومميز فسيلوا الميزانيات الضخمة لتأسيس صحيفة أخرى اسمها (الأيام) كذلك بقرار من وزير الثقافة، والذي يعرف بوجود صحيفتي الصادرة بمادياتي فقط، ولكنه الفساد المستبد فى أخلاقيات النافذين!!.
حاولت أن أطبع مخطوطاتي بماديتي ضمن خطة عمل بدأت تنفيذها 2005 ولكن الاصدار قوبل بالمصادرة بالمنفذ الحدودي السلوم فأثبط وعرقل هذا التوجه.
الحقيقة أن النشر الالكتروني للمخطوطات علنا في أغلب المواقع الثقافية سيؤمن لي الحقوق بدرجة اكبر من أن أرسل مخطوطاتي إلى المسؤولين في بلدي الذين يركنونها في الإدراج و من ثمه تجدها محورة إلى مخرجات أخرى بتحويرات تبرئيهم فيما بعد. وأنا اعتبرهم غير مؤهلين للمسؤولية أصلا ولذلك أتأسف لوجودهم في هذه المنافذ الإدارية و المالية دون خجل.فالأديب يجب أن يكون مؤدباً بسلوكياته قبل أن يدعى الأدب ليفوز بمنصب يمكنه من ابتلاع الميزانيات الروتينية في الدورة المالية الحكومية السنوية، إلا م ارحم ربك.
ما هو آخر كتاب قرأتَه؟
الان انا أعكف على قراءة كتابات الأديب السوداني المرموق (الطيب صالح) الكترونيا بعد أن أنهيت قراءة رواية (كوخ العم توم) التي وجدتها مناسبة لصب دفقا من الالهام السردي لرواية جديدة اسميتها رواية ( الفندق الجديد ) فأقترح على الكاتب المؤرخ الملهم أن يوقولب كتاباته مباشرة بطريقة واسلوبية وتركيبة الروايات الفائزة بجوائز عالمية ليسلك طريق أسرع، توصله الي منصات تتويج مباشرة وأعود الي قراءة روايات أخري احيانا فلكل رواية بيتا للقصيد ومنها ” كأس من ذهب” للكاتب الروائي (جون شتاينبك.).
وبعض من النوهيميات التي تزخر بها مؤلفات (الصادق النيهوم) والتي استخلصها من مؤلف “فرسان بلا معركة” الذي أعاد طباعته المؤرخ الليبي ” سالم الكبتى “
وأعيد قراءة وكتابة لغز(الحقيبة السوداء) وهو بداية مشروعي القصصي الجديد المتمثل في إعادة نشر الغاز المغامرون الخمسة لخصوصية الشارع الليبي (تغيير أسماء المغامرون) الخمسة من (لوزة _ تختخ _ نوسة _ عاطف _ محب) إلى أسماء (أدهم _ شاهين _ أيوب _ الزهراء _ عزة) وكل الأمكنة مسرح الحدوثة في كل لغز من السلسلة البوليسية المصرية الشهيرة لمؤلفها الأديب المصر المرموق (محمود سالم) وأحولها إلى أمكنة ليبية بنغازية صرفة واضافتى الأخرى هنا هي إقحام المفردات الليبية النغازية القديمة عن طريق الإبدال والإحلال مع ما أجد أنه يحتاج اليه في اللغز البوليسي ذاك..
الهدف من التعاقد على نشر مشروع الإلغاز الخمسة في صحف عربية وليبية خاصة عدة هي تنمية الحس الأمني المنعدم لدى الجيل الجديد في ليبيا والتي أعدمها المسؤولين في القطاع الثقافي المنهار في بلدي.
قصص للأطفال أقرأها لأطفالي كل ليلة وصلنا الليلة إلى قصة “كليلة ودمنة ” للكاتب (عبدالله بن المقفع)
الحقيقة أنا احتاج الي يومين في يوما واحدا وانا من النوع الذي افتح في ثلاث أو أربع مؤلفات في نفس الوقت وأحكمها إلى المنطق والذي لا استصيغه يولد عندي أسطرا جديدة تضاف إلى كشكولي اليومي افتح الأربعة حتى لايصينى الملل من جراء الإطناب لبعض الروايات أو المؤلفات الغير متداولة والتي انصح بقراءتها كذلك والبحث عن بيت القصيد فالنص الأدبي القصصي لايقتصر على الكٌتاب الأفذاذ كا ( الروائي الروسي “كان ليو تولستوي ” أو الكاتبة الأمريكية “هارييت بيتشر ستو ” أو الروائي الأمريكي ” إرنست همنجواي أو كل الكتاب الذين تحصلوا على جوائز نوبل في الآداب ) والنصوص الشهيرة كا (الحرب والسلام، كوخ العم توم، الشيخ والبحر.. الخ) يجب أن نقرأ للجميع نقرأ للكل ونقدم الملخصات في أي اتجاه.
كيف ترى مستقبل الثّقافة في ليبيا والعالم العربيّ في ظلّ الواقع؟
الواقع ثرى وتفأؤلى متى امتلك المبدع أدواته المستحدثة والتي اقتصرت الآن على المهارة في استخدام جهاز الكمبيوتر وسينتج باكورة جديدة من الأدب العربي الجديد ومستقبل الثقافة بشكل عام تجاوز خصوصية الحدود للدولة والمؤسسات بفضل تقنية الانترنيت.. هناك انقلاب ثقافي دولي عربي وعالمي وفي ليبيا أنكشف أمر المحتكرين للمؤسسات الحكومية العاملة فهم الذين تقوقعوا يتسلحون بحجة أنهم لا يتقنون التقنية وأن الإدارات تشغلهم عن ذلك.. لا ياعزيزى أنشر أدبياتك إلى العالم لنعرف من أين اقتبست تلك الأسطر التي جعلتك الأبرز في أمسياتك وتلفازك المحلى. ولنقارن نصوصك بنصوص الكل.
لكن المعوق الحقيقي هذه الأيام هو :
1- الموظفين الكومبارس فهم بلطجية وضفوهم الوزراء والوكلاء لإبعاد ذوي الكفاءة،ليستعملوا العنف وأسلوب الطرد عند دخول أمثالنا الي الوزارات ومنها الثقافية.
2- وجود عائلات متكاملة في المؤسسات الثقافية لدرجة أنك تشعر بنفسك في بيت مدير مكتب الوزير فاياك أن تطيل البقاء.
3- عدم أمانة الموظفين حيث لابد أن تجُاز مخطوطاتك عن طريق احدي الإدارات فتمر مؤلفاتك على ثلة موظفين غير آمنة، لتمنحك تلك الإدارة إذن طباعة ولكن النص المتميز والفكر الجديد تجده متسربا في التلفزيون الليبي والمسرح الليبي والاسكتشات الرمضانية الكوميدية وكذلك تنتشر الصحف بنصوصا قصصية مفصلة تفصيلا بمقاسات النصوص التي تقدمت بها الي تلك الثلة المتراصة في تلك الإدارات لنهب الفكر ,
4- عدم وجود هيئة للترفيه فتصب وزارة الثقافة جل اهتمامها علي مهرجانات التلاقي والاستفراد بمتعة اصطحاب ومشاهدة الجميلات ويأتي ذلك علي حساب مساحات أصحاب الفكر الرصين والحكمة والرواية والمقالة والدراسات.
ماذا كتبتَ عن غزّة؟
الحقيقة غزة وأحداثها تزامنت مع بداية موجة الاغتيالات والانهيار الأمني في ليبيا مم أثر سلبا على تفاعلي مع القضية الفلسطينية الأم ومن مبدأ عدم تقبلي إلى التسليم إلى تحجيم القضية إلى غزة فقط بدلا من فلسطين كلها والتي نجح الكيان الصهيونى إلى تفتيت القضية فوقفت خارج المدخل فقط اناور ببعض الكلمات مخافة.
صرخة غزية
يقذف الطفل الغزى الطوب بجميع قواه
والعرق يتصبب منه ممتزجاً بلون دمائه (بلون دماه)
تصرخ امرأة غزية تنادى من بين قبور
صرختها كانت مُلتهبة وصداها في الكون يدور
والده قد مات شهيداً
وأخوه قد ضاع أسيراً
والعالم يبقى يتجاهل لا شيء يُعكر صفواه
العالم أصبح كالموتى
والطفل فجر أحزاناً قد كادت تبقى مكبوتة
وتقدم وحده مُنطلقاً يحمل بيديه الأحجار
يرميها بعنف بصلابة ويواجه طلقات النار
قسماً قد كان يردده………………… والألم كان يُكابده
قسماً قد كان يردده………………..ورصاص الظلم يطارده
من أجلك أنت يا أمي……………..سأقاتل لا تخشى شيئا
من أجلك أنت ياوطنى…………….سأناضل مادمتُ حيا
كفكفى دمعاتك يا أمي………….أنا عائد إتكلى عليا
صرخت لا تذهب ياولدى……ابقي في حضني ياكبدى
فأبوك قد ذهب عنى………قد مات شهيد
وأخوك قد ضاع منى………….مات في القيد
تركوك طفلاً في كنفي……….تركوك وحيد
تركوك تنمو في حضني……..تركوك وحيد
الوطن ينادى ياأمى……… القدس ينادى يا أمي
سأضل أقاتل ياأمى…………والنصر أكيد
سأقاتل حتى أُحررها…….بدمائي والأمن يسود
سأناضل حتى أُخلصها………من قتلة يُدعون يهود
س10- هلِ الكاتب حسن بعيد عنِ السّياسة؟
ج- لا بالعكس أنا في قلب الحدث الادبى السياسي بقلمي القصصي تارةً رصداً وتوثيقاً وسخريةً والنقد المقاوم من خلال بعض المقالات الهجومية. والتصورات والمقترحات فى سبيل بناء دولتي الحبيبة.
وعلى سبيل المثال عارضت النص الادبى (تحيا دولة الحقراء) للقذافى، بنصا خطيرا هو (فليمت الشرفاء.. إذا)، ونوهت كذلك عن منطلق تفكير القذافى بنص سيكون خالدا هو (وريقات الجوكر الوردية) والذي خططته عام 2004 وصدر مؤخرا في معرض القاهرة للكتاب 20019، وعندما بلغ السيل الزبى في ليبيا من جراء ما يكتبه المخبرين عنى وعن الناشطين، أطلقتت تقريرا علنيا تحت مسمى (أدب الشوارع… دهورة) كتبتها عام 2008 وصدر تزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب عن طريق وزارة الثقافة طرابلس هذا العام كذلك مع عدد من مخطوطاتي المتراكمة في الأدراج منذ عام 2016 و من منطلق المثل العربي الشهير “الفتنة أشد من القتل” كتبت النص الأدبي “دهورة ” بصياغة أدبية تجد نتائجه في خطاب من أنتم الشهير الذي تلفظ به القذافى في أخر خروج له. كوني نشرته الكترونيا ليصل اليه شهر اغسطس عام 2010، وأعتقد أننى ألجمته بما بين الأسطر في دهورة… و ما حادثة صفع القذافى، للبغدادى أمين اللجنة الشعبية عند ما يعرف بمفترق الدرابيك في منطقة الوحيشي ببنغازي الا دليلا لتتبع الدراويش فى مخطوطى أو تقريرى القصصى المعلن “دهورة” حتى وصلوا ذلك المفترق الشهير في مدينة بنغازي، فأكتشف القذافى حجم الكذب الذي يتصف به أفراد حكومته حيث تسيل ميزانيات لصيانة مناطق وهمية ومشاريع ملفقة موجودة فقط على الورق.، كانوا يمرون به أثناء زياراته من الشوارع الرئيسية الجميلة عندما يزور مدينتي بنغازى، اما انا فأخذته ليلاحق الدراويش في مخطوطي القصصي ” دهورة ” إلى شوارع خلفية حقيقية ابتداء ميناء بنغازي البحرى وانتهاء بمفترق الدرابيك مرورا بشارع جمال عبد الناصر وميدان البلدية ومدخل سوق الجريد متخطيا آثار سوق الظلام واقواس الفندق البلدي العتيق وسينما هاييتى ومحطة الحافلات الصاخبة ومستشفى الجمهورية والمقبرة وجزيرة الخبز اليابس حتى مفترق الدرابيك الذي أصبح يظهر في الإعلام فقط بعد نشر مخطوطى شهر أغسطس عام 2010 هذه الشوارع الخلفية المهملة هي الحقيقة المرة حيث الحياة الواقعية للإنسان الليبي.
ولذلك قرر أن يمسح بنغازي بالكامل في اقرب فرصة وليعيد بنائها من جديد وعندما سنحت الفرصة أرسل الرتل الشهير.. أقرأ (أدب الشوارع.. دهورة ).
الحقيقة اغلب نصوصي أحورها وأخطها، لتفسر أو توثق أو تقاوم الاستبداد والخلل الاجتماعي بأبعاد موزونة ومحسوبة.
وأود أن أضيف أنه إذا ما سألتَ أديبًا: لماذا تُكتب القصّة؟ ويجيبك وتقارن، ستجدْ إجابتي مختلفة؛ فأنا أكتب القصّة لسبب أكثر قوّة؛ ألا وهو حلحلة قبضة “منظومة الـحُكم”؛ كم عبّرتْ نصوص عديدة من نصوصي؛ كان آخرون يكتبون وينشرون في الصّحف عن الزّندقة ومكافحة الإرهاب؛ أمّا أنا؛ وفي الوقت نفسه كنتُ أكتب عن الحبّ والزّواج متعمّدًا حتّى أوجّه دفّة الإعلام مِن بيتي إلى اتّجاهات آخرى,,
…أدعو إلي فكرة تأسيس “تيّار عربيّ ليبيّ محافظ معتدل تشاوريّ”؛ أسعى به جاهدًا إلى خِدمة وطني عبْر تيّار ليبيّ عربيّ محافظ؛ يعزّز روح الانتماء للبلد؛ ويجمع كلّ الأفراد المتمسّكين بهُويّة الوطن وشخصيّة الوطن ومتحلّيًا بالصّفات اللّيبيّة؛ فالعربيّة الأصل ومتقلّدًا للموروث اللّيبيّ؛ فالعربيّ المرجع؛ بعيدًا عن التّشدّد والتّطرّف الدّينيّ وبعيدًا عنِ التّيارات المعادية وللمتشدّدين دينيًّا.
أطمح أن يتم اختياري ضمن أعضاء المؤتمر الوطني الشامل (الجامع) كوني قدمت ورقة عمل الي مركز الحوار الإنساني أحد أذرع البعثة الأممية في ليبيا وكانت ورقة العمل بعنوان (الدليل في هيكلة نظام الحكم البديل.. وأسئلة إجبارية مطروحة) وهو أحد مخطوطاتي المنتظرة الطباعة وتختص بالبناء المؤسساتي في الدولة الليبية.
لقد أطلقتَ مسابقة أدبيّة؛ حدّثنا عنها؟
نعم في الحقيقة أنى من المساندين للإجراء المسابقات الدولية السنوية بمواعيد ثابتة لتنظيم إدارة وقت المبدع ليعرف مواعيد حصد الجوائز والموارد المالية المستحقة.
ويفضل أن تكون من الوزارات الثقافية العربية والأجنبية حتى تتضخم قيمة الجائزة المعنوية والمالية.
انتظرت كثيرا تحقيق هذه الفكرة في بلدي ولكنهم هؤلاء الملتصقين بالمناصب إلى حد البؤس والتسول في منافذ الميزانيات، كانوا ولا يزالوا منشغلين بأشياء أخرى يرونها الأهم أما أنا فأعتبرها تغطية للفساد المالي والمؤسساتي في بلدي..
فقررت أن أبذر بذور ثقافية حقيقية لليبيا وأراهن على حصد محاصيل ثقافية كبرى من خلال الأمانة والإخلاص الذي هو زادي.
ومن خلال مسابقة في مجال القصة والقصة القصيرة أعول عليها كثيرا.
فأطلقت المسابقة بمناسبة عيد الأضحى المبارك بمسمّى “الجائزة السّنويّة للصّحفيّ الكاتب القاصّ اللّيبيّ حسن أبي قباعة المجبري” في دورتها الأولى 2014 تحت شعار “ثقافة تخدم المبدع” في مجال الإبداع “القصّة القصيرة والقصّة القصيرة جدًّا”؛ يحصل الفائزون من خلالها على شهادات تقدير وجوائز ماليّة، وتفتح نوافذ في العلاقات الأدبية الرفيعة والمرموقة على المستوى الدولي وتطور قاعدة بيانات في الاتجاه الأدبي القصصي متنامية بعون الله.
ماذا تقول حول الاضطرابات الحادثة في السودان والجزائر؟
حقيقة أن “أهل مكة أدري بشعابها “، لكن مالفت إنتباهي هو الرقي في مستوي الاحتجاجات الجزائرية وكل الشرائح تكاد تكون قد أنخرطت في هذه الإحتجاجات وبرقي لافت مما يدل على أن الأزمة ستجد حلا مقنعا لصالح المجتجين.
في السودان هناك سوء معيشة نتيجة لسوء الإدارة الحكومية ولكن رئيس الدولة السودانية مازال في قمة عنفوانه ممايطيل في أمد الأزمة السودانية مالم يتدارك البشير حجم الخطر المحدق ويقوم بخطوة كبيرة لصالح الغاضبين
بماذا تختم الحوار؟
أولأ: أود أن أسجل إعجابي بشخصكم الرائع وأطلب من خلال علاقاتكم السعي لتوفير مكتبة عربية الكترونية تحوى عشرة أفضل روايات من كل بلد عربي على أن يتم إضافة الجديد كل عام بطريقة منظمة.حتى تُسهل على المهتمين الدراسة والنهل من التفاصيل.
ثانياً: أود أن أضع رؤيتي في الأحداث السياسية في ليبيا حيث الجدل السياسي الصبياني تنجى بالبلاد عن جادة المعقول.
فكيف يوضع إعلان دستوري دون أن يمرر على الجميع فذوى الكفاءة كانوا منشغلين فى ساحات وجبهات الحرب.
وكيف تتشكل أحزاب دون وضع قانون ينظمها.
وكيف تتشكل محكمة دستورية في مرحله الفساد المالي والرشاوى وانتشار السلاح.
وكيف سيصدر دستور ووسائل إعلامية محتكرة لراغبى المال والسلطة والشهرةوكيف سنقدم قرأتنا فى مسودة الدستور وونونوه مثلاً عن مقترح للسلة الاقتصادية الاساسية والثانية والاخيرة لكل فرد فى بلد غنى بالنفط وعدد سكانه قليل جداً
وكيف ستصدر بنودا تقر العدالة الاجتماعية والاقتصادية وهناك من فاز بتراخيص انشاء محطات وقود خاصة ورخص إنشاء بنوك خاصة قبل كتابة الدستور.
اعتقد أن الحالة الليبية تمر بمراجل تجريبية ستكسبنا الحلول بعد دفع الثمن.
وللخروج من المأزق السياسي
اقترح أن يتم التنظيم بالتقسيم الجغرافي الجهوى والادارى والمالي وأن يترك الجانب الإقتصادى والتبادل في المنتج التجاري بين التقسيمات ممراً للاتحاد والعودة إلى الدولة الواحدة من جديد
حدث ذلك في الألمانيتين بعد الحرب العالمية الثانية وانتهى بسقوط سور برلين العظيم.
للأسف هذا هو الأمثل في هذه المرحلة ولم يترك أشباه السياسة المنصات الإعلامية لتقديم حلولا أفضل في المراحل الأولى في الثورة.
ولكن..
1- تبقى مشكلة المتشبثين بحمل السلاح وادعائهم بأحقيتهم بالشرعية هذا سينتهي بتجفيف مواردهم المالية منظمة (الهجرة الغير شرعية، تهريب الوقود، ايقاف الإعتمادات المالية التجارية الوهمية، تطبيق مبدأ عدم الإفلات من العقاب.
2- الحصص المالية (الميزانيات) تقسم بالتساوي على جميع التقسيمات (المجالس المحلية) علي أساس المعيار الجغرافي وليس التعداد السكاني فالتعداد السكاني يكفله قانون مرتبات موجد ومنظومة توزيع الثروة النفطية ومجانية التعليم وتحسين خدمات الصحة والضمان الإجتماعي ونظام الإكتتاب وتوزيع الأسهم في باقات المشاريع التنموية المكانية لكل مجلس محلي..
3- العوائل العالقة الضحايا وأولياء الدم يتم تبادل أماكن إقامتهم وترحيلهم بشكل مؤقت مع حفظ وتجميد الأملاك الي أن يتم إقناع أولياء الدم بضرورة إقتصار تطبيق العدالة حول الفرد الجاني فقط “فلا تزر وازرة وزر آخري ” وكما هو معروف في الأمثال الشعبية الليبية (كل شاة أمعلقة مع عرقوبها).
صحيفة الديوان الجزائرية – العدد 470 – الاثنين 20 فبراير 2017.