لمواجهة خطر تلك الضجة العاصفة في الخارج يجب علينا بث الهدوء في الداخل أولا ، إن بث الهدوء بالداخل في ظل ما يعصف بالخارج هو أولى متطلبات الحكمة في مواجهة أي أزمة ، بثوا الهدوء في الداخل فهو أول الإجراءات الإستباقية اللازمة لمواجهة خطر عاصفة كورونا في الخارج ، وإغلاق المدارس وحظر التجمعات الاجتماعية وفرض قيود على السفر ومراقبة المنافذ البرية والبحرية والجوية وحظر التجوال من السادسة مساءا إلى السادسة صباحا هي من الإجراءات الاستباقية الفاعلة.
يتبقى التفكير الجدي في إنشاء مراكز صحية مركبة مستقلة ومجهزة طبيا وسريريا بكوادرها في كل مدينة تحسبا لأي طارئ وهذا ما على رئاسة الحكومة ووزارة الصحة أن تنظر إليه حاليا وأن تعد له الخطة والميزانية والمدد الزمنية القصيرة للإنجاز ، يقول الشاعر الأندلسي أبوبكر السرقسطي : (فغاية كل عاصفة سكون .. وغاية كل ساكنة هبوب) ، لا شيء يسبق هذه العاصفة غير الهدوء والأمل والعمل ولا يكون إلا ما أراد الله مع لزوم السعي والأخذ بالأسباب وعدم الجزع واليأس والقنوط والله الحافظ ولي التوفيق.
فلنتحلى جميعا بالهدوء والأمل والعمل وعدم بث الخوف والجزع واليأس والقنوط في قلوب المواطنين الأفاضل ، ولنعمل جميعا على الإجراءات الاستباقية لمواجهة خطر هذه العاصفة باتباع التوجيهات والإرشادات الوقائية التي تصدر من الجهات المختصة صحيا وأمنيا أخذا بأسباب الحيطة والحذر وحفاظا على سلامة الجميع ، وليكن التفاؤل وحسن الظن بالله والتضرع وكثرة الدعاء باللطف في القضاء حاضرا ومرسخا بيننا جميعا ، ولننبذ التشاؤم وسوء الظن ولنتحلى بالصبر والشكر لله في كل الأحوال ، ونسأل الله السلامة والعفو والعافية والمعافاة الدائمة للجميع ، قال تعالى : (الله لطيف بعباده) وقال تعالى : (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين)، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه سبحانك اللهم يا لطيفا بعبادك الطف بنا فيما جرت به المقادير بيدك الخير إنك على كل شيء قدير احفظ بلادنا وأهلنا بحفظك التام وارعانا بعينك التي لا تنام أنت ولي ذلك والقادر عليه ووفقنا اللهم لكل ما تحب وترضى وارض عنا يا كريم اللهم صل وسلم وبارك على من أرسلته رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله أجمعين والحمدلله رب العالمين.
الجمعة 20 مارس 2020 ف.