عمر يوسف

آريِكةُ حبْكِ سَتشْهدُ لي بِحبْكِ
وسَريرُ حبْكِ سَيشْهدُ لي بحبْكِ
وكلُّ زَاويةٍ في كُوخِنا الخَشبيِّ
الريفيِّ سَتشهدُ لنا بِحُبِنا
وكُلُّ الكؤوسِ والنّبِيذ الآحمرْ
وتخَاريفُ الأيامِ يا حُلوةُ مُوجِعهْ
مِن فَرطِ دَمعي السّنْبُلِ البليلِ الأصفرْ
هُيامِ يَنوحُ بأيّ قصيدةٍ تسُدينَ
جُوعكِ يا جائعهْ
هاليكَاتٍ ياحُلْوَةٌ إنْ دُسْتي عُشبَ مضاجِعهْ
ستَرمُقينَ كُلَّ الخبايا المؤنّثَاتي مُتَدْلوِلاَتِ
على أفانينِ شجرْ
يا حَبيبتي الأغْنَينِ
كأنّا مَساءُ الكوْنِ لهُ غَمّازتانِ فَيحْلو الضّحِكُ
والسّمَرْ
ظلّي يا بِلادُ ما بعدَ أزرارِ القُمْصانِ بالنارِ
بالنارِ النارِ تستَعرْ
تُحْرِقُ شَمعتيّنِ دريّتَانِ وتخْبو كما شاءَ شاءَ
القدر
وتَعودُ القصيدةُ لِشَاطىءِ الكَلامْ
ها هي أكوابِي مُترعاتٍ وثغْرٌ سئمتُ تجرّعهْ
أيا قصيدتي البحريه الأندرْ
تتمشّى بِخطى حَمراءُ على شِفتي مُسرعهْ
بِشتلةِ المَعاني تغْرس في فمي مزرعهْ
يتهامل كِحلها قَطراتيِ مرمرْ
غزيلٌ حاكهُ القصيدُ سراً وما أَجهرهْ
أسْرق الثمار وألوذُ كعصفورٍ من فزاعةٍ مُفزعهْ
أنا الصْبيُّ الذي في صَفيحِ العُلَبِ كَبّرْ
لؤمكِ أحبّهُ وآشتهي مِنَ الحبِّ الأكثرَ فالأكثرْ
تمشيِ تَتذّمرْ تٌناغي في الكوبِ فَراغِ
معازِفٌ المللِ كالسُهَادِ تُزَمرْ
يا حُلوَةُ سَلّوةُ حُزْنِ في هَواءِ الصّلَفُ تُصفّرْ
يا لئِيمَهْ
هواكِ إحْتِراقٌ ثَراكِ إبتسَامةِ العنقودِ وطلعُ
اليّلِ ما أثْمَرْ
في الصُبْحِ الأشقَرْ والعُصْفورِ
المُدَججِ بالرّيشِ
غَيّرَني وغَيّرَني شذا
إكْلِيلٍ وزَعتَرْ
آزُفُّ نَفْسيِ بالحلاَقَاتِ الوصَالِ
الغيوبِ الأغرْ
وفَرَاشةٍ وحِكًايَةِ الأبْطَاَلِ تُسَطْرْ
فإنِ يَادُنْيَايَا أنْتِ الطّفلُ
الذي ثَرثرْ
في الصُبحِ البكْرِ البَكُورِ خُيوطُ
النّورِ بزّتْ ثُقوبَ إِبَرْ
نَسَجَ قَصِيدِ رِيشَ ديكَكِ
الصْيّاحِ إذْ كُلَّ ماصَاحَا
الفَجْرُ تَفَجّرْ
يَنْزِفُ الأنَفُ إن شمّ الوَردَ رَاَقِصً مَسْرورِ
وعُشبً فِي بِلاَدِ بَابِلَ أخضَرْ
وشَذَى شَادِيهْ إذْ ثَغْرُها بالورودِ أنْبَتَ وزَهرْ
وعُصْفورِ إن فارقَ مَرابِعَنَا فَعلى عُشّهِ يتَكبّرْ
يَنْزِفُ الحَجَلُ بِسّهامِ دمْعي ودَمِ قَطْرْ
وَيَعٌودُ الطِفْلُ لأحْضانِ أمّهِ كما كَانت تُمشِّطُهُ
وبِعِطْرِ آبيهِ يتَعَطرْ
كمَا حَلُمَ بِحَمَامةٍ عودي؛
فَبينَ شَفَتيّكِ قِطعةُ سُكَرْ
آشتًاقُ للدِيكِ بِوَطني
وآشتَاقُ الي قَريتي
النائيهْ
الي حَقْلِ الذُرى
والي قَمرٍ وراء حُسْنكِ قد
تَنَكرْ