نعم هي ليست في مركز الهدف
ليست دقيقة كما ينبغي
لكنني أحبها لأنها رميتي ،
لا أحب مراجعة الكلام الذي أكتبه
أعتبر ذلك خيانةً للحظة التدفق
لأن أخالف قواعد اللغة
أهون علي من أخالف ذاتي
لا عقل يُسيّر بوحي
هي لحظة أستسلم فيها لفيضٍ ساحرٍ
ثم أصحو وأعود كما أنا
أرتبك أمام الكلمات
لا أستطيع التعامل معها
وأنا في كامل الوعي
أحسّها عوالم مخيفة
تلسعني على حوافها عصا المعلم
وصفعة الأب
وذكريات التنمر
على طفل بلا سند
لا شيء يهدئ من روعي
سوى تمتمة أم
تودّع طفلها كل صباح
بفاصل من التعاويذ
طوال الطريق
ودعاوتها تقيل عثراته
تطبطب على قلبه المرتجف
وتضخ في خطاه المرتبكة زاداً
ليواصل الطريق ..
لست شاعراً
ولا أسمي ما أقوله شعرا
هو كشف لظلمة الروح
نشر للآلام المبللة
على حبال الكلمات
توسل للصوت والرسم والموسيقى
لتعتقني من جلبة هذا الضجيج
الذي لا يغادرني أبدا ..
لذلك لا صور آسرة
ولا كلمات موزونة
ولا مفارقات صادمة
ولا تفجيرات غير متوقعة
في السبك واللغة والخيال
هو فقط نهر من الألم
ينساب على مهل ..

المنشور السابق
المنشور التالي

جمعة عبدالعليم
جمعة عبد العليم، شاعر ليبي، مواليد 1960
موظف بجامعة درنة.
صدر له:
"عصيان الكلام وأشياء أخرى" (2006) عن مجلس تنمية الإبداع.
"عمر آخر" (2006) "عن مجلة المؤتمر".
"نشوة القول" (2008) "عن مجلس تنمية الإبداع".
"سطوة كاذبة" (2019) "عن دار البيان".
"مد يدك" (2019) "عن دار البيان".
"خفافًا في أعين الريح" (2022) "عن دار الفضيل ".
"التفاتة متأخرة" (2022)"عن دار الفضيل ".
"وحيدا على حافة الاحتمال" (2022) "عن دار البيان".
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك