حوارات

كتابُ (رواياتٌ ليبيةٌ نسائيةٌ) للفـنـّـادي.. مترجمٌ باللغة الإنجليزية أو الفرنسية مستقبلاً

صدر خلال المدة الماضية عن مكتبة طرابلس العلمية العالمية بمدينة طرابلس كتاب (رواياتٌ ليبيةٌ نسائيةٌ) للأديب الأستاذ يونس الفنادي، وفي الوقت الذي نبارك فيه هذا الإصدار ونزف إليه التهاني، فإنه يسر موقعنا أن يستضيفه في هذا الحوار القصير لتسليط المزيد من الضوء حول مولوده الثقافي الجديد.

الشاعر رامز النويصري رفقة الكاتب يونس الفنادي.
تصوير: الأستاذ عبدالقادر الكانوني.

بداية .. ألف مبروك صدور كتابك الجديد … وسؤالنا .. لماذا الرواية الليبية النسائية تحديداً؟

شكراً لكم على هذا الاهتمام وكذلك التهنئة الرقيقة. في الحقيقة كان المشهد السردي في ليبيا أثناء عقد السبعينيات مزدهراً وتحديداً جنس القصة القصيرة، وجل النقاد كانوا يتوقعون أن تحقق القصة القصيرة الليبية تميزاً بجميع عناصرها الفنية على بقية الأجناس الأدبية الابداعية الأخرى، ولكن المفاجأة أن الرواية الليبية تجاوزت كل تلك التوقعات وتصدرت المشهد السردي من خلال أصوات إبداعية نالت حضورها المتقدم على الصعيد العربي والعالمي، حيث برزت أسماء مثل الدكتور أحمد إبراهيم الفقيه والأستاذ إبراهيم الكوني والراحل خليفة حسين مصطفى والدكتور صالح السنوسي وعبدالله الغزال ومنصور بوشناف وغيرهم كثير، وظل إسهام المرأة الليبية محدوداً في جنس الرواية منذ أن عبدته الأستاذة مرضية النعاس بإصدارها أول رواية ليبية نسوية سنة 1972 بعنوان (شيء من الدفء) وحتى السنوات القليلة الماضية حين شهدنا صدور عدد من الروايات النسائية المتميزة والتي قفزت بها الكاتبة الليبية خطوات سريعة متقدمة في المسيرة الابداعية فوصلت إلى قوائم الترشح لنيل جائزة البوكر العالمية في الرواية سنة 2017 ممثلة في رواية (زرايب العبيد) للأستاذة نجوى بن شتوان. لكل هذا رأيتُ في كتابي (روايات ليبية نسائية) أن أسلط الضوء على الرواية النسائية في ليبيا.

ماذا يتضمن كتابك (روايات ليبية نسائية)؟ وهل تتبعت فيه تاريخ الرواية الليبية النسائية؟

لا الكتاب ليس متابعة تاريخية أو توثيقية للرواية النسائية في ليبيا، ولكنه يتضمن مقالات أدبية حول خمسة روايات ليبية هي (الهجرة خارج مدار الحمل) للأستاذة رزان نعيم المغربي، و(قصيل) للأستاذة عائشة إبراهيم، و(صراخ الطابق السفلي) للدكتورة فاطمة الحاجي، و(خريجات قاريونس) للأستاذة عائشة الأصفر، و(زرايب العبيد) للأستاذة نجوى بن شتوان، بالإضافة إلى لقاءٍ مطولٍ كنتُ قد أجريته مع الدكتورة فريدة المصري حول روايتها (أسطورة البحر).

ومن خلال كل هذا يمكن القول بأن الكتاب يقدم قراءات انطباعية لأهم الروايات النسائية الليبية الصادرة خلال السنوات القريبة الماضية، وفي تصوري فإن هذا يساعد في التعريف بها، وتقديمها للقراء، وكذلك يتيحها لطلبة الدراسات الأدبية والأكاديميين والمهتمين بالشأن الأدبي والنسوي للاطلاع الثقافي أو إعداد الدراسات النقدية المتعمقة.

هل اعتمدت منهجية معينة عند اختيارك للروايات النسائية الخمسة؟

لا أبداً. فالمعيار الذي بعث فيّ رغبة الكتابة عن هذه الروايات هو مغامرة الولوج لاكتشافها والإبحار في عوالمها السردية المتنوعة، ولذلك تفاوتت فضاءاتُها الزمانية والمكانية سواء على صعيد النص المكتوب وأسلوبه، أو على صعيد المبدعة نفسها، حيث نجد روائيات من طرابلس وسبها وبنغازي وبني وليد على امتداد الوطن الحبيب.

لماذا أهديت كتابك للأستاذة مرضية النعاس؟ وما العلاقة التي تربطك بها؟

حقيقة لم أتشرف بالتعرف شخصياً على الأستاذة مرضية النعاس متعها الله بالصحة والهناء، ولكني عرفتها ككاتبة وصحفية من جيل السيدات الفضليات اللاتي تدربن وتعلمن في المدرسة الصحفية العريقة لرائدة العمل النسوي الصحفي الراحلة خديجة الجهمي رحمها الله، وهذا كل ما يربطني بها، ولكن احترامي وتقديري لها وزميلاتها الفضليات لا حدود له. أما على الصعيد الابداعي فهي أول كاتبة ليبية تصدر رواية أدبية، وبهذه الريادة تستحق أن أهديها كتابي (روايات ليبية نسوية) لأنها هي التي عبدّت الدرب أمام الروائيات الليبيات.

كتاب روايات ليبية نسائية.

وماذا عن الدكتورة فريدة المصري التي كتبت مقدمة الكتاب؟

هي أستاذة الأدب الحديث والنقد بكلية اللغات بجامعة طرابلس، وكانت قد أصدرت رواية منذ سنتين تقريبا وبالتالي فهي إلى جانب تأهيلها الأكاديمي خبرت الكتابة الإبداعية ومشقة إنجاز رواية. وحقيقة عندما اخترتُها لكتابة المقدمة وقبلت ذلك مشكورة، رغم انشغالاتها العديدة، فقد كنتُ أرغبُ في تقييّم الكتاب علمياً من قبل أستاذة متخصصة في الأدب والنقد، والحمد لله جاءت مقدمتها إضافة مميزة للكتاب ودافعاً لي أشكرها كثيراً عليها.

أهديت كتابك لروائية، واخترت أستاذة أكاديمية لكتابة مقدمته، كما اخترت الأستاذة فاطمة حقيق لتولي عملية نشره وتوزيعه. ما الرسالة التي تبعثها من خلال كل هذه الاختيارات النسائية؟

كل الشكر والثناء والتقدير لكل من تفضلت بالإشارة إليهن، وشكر خاص للأستاذة فاطمة حقيق المدير المسئول بمكتبة طرابلس العلمية العالمية التي تولت عملية نشر الكتاب، وقدمت كل الدعم والتشجيع، وتحدت الكثير من الظروف والإمكانيات والصعوبات المالية المتمثلة في أزمة السيولة وارتفاع الأسعار التي تمر بها بلادنا حالياً، من أجل إثراء المكتبة الوطنية سواء بنشر هذا الكتاب أو غيره، كما أنها تسعى حالياً لأن يكون الكتاب معروضاً في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السنوية خلال الشهر الجاري يناير 2018، وأيضاً في معرض مسقط الدولي للكتاب بسلطنة عمان وغيرهما من المعارض، وهذا كله جهد معتبر يستحق الثناء والشكر والاشادة. أما رسالتي من كل هذه الاختيارات النسائية فتبدو واضحة جداً وهي التأكيد على ثقتي بقدرات المرأة الليبية وإيماني بدورها الفاعل في المسيرة التنموية للجمتمع، ووفاء لجهدها ونضالها ومسيرتها الإبداعية، وفي هذا السياق أسمح لي أن أشكر كل الروائيات المبدعات الليبيات على إصداراتهن التي ألهمتني هذا الكتاب.

من هم القراء المستهدفون بهذا الكتاب؟

لو أعتبرنا الكتاب ملخصاً لخمسة روايات فهذا يستهدف القاريء الشغوف بالرواية ويمنحه فرصة التعرف على نماذج روائية نسائية ليبية مختلفة. كما يوفر الكتاب قراءة انطباعية شبه نقدية لطلبة الأدب الليبي الحديث وكذلك البحاث الأكاديميين في جنس الرواية والأدب عامةً. وإجمالاً يمكن القول بأن لغة الكتاب النقدية البسيطة تحاول الغوص في الروايات الخمسة واستنطاق العديد من الجماليات المستوطنة بها مع إطلاق بعض الأسئلة التي تعذر الحصول على إجاباتها في النصوص الروائية، وهذا الأسلوب يجعل كتاب (روايات ليبية نسائية) منشوداً من كل المستويات وقادراً على استهدافهم جميعاً حسب وجهة نظري المتواضعة.

ماذا بعد إصدار (روايات ليبية نسائية)؟

في تصوري أنه بعد إصداري (قراءاتٌ أدبية: الصادق النيهوم قاصاً وعبدالمولى البغدادي شاعراً) و(النص الشعري عند سعدون السويح) و(ثورة فبراير في الأدب الليبي: قصص عزة كامل المقهور نموذجاً) وهي كتب لامستُ فيها العديد من الخصائص النقدية للأجناس الأدبية المختلفة شعراً وقصة ومقالة ورواية، وعملتُ على تقديم تلك الأعمال للقاريء بأسلوب تعريفي يغوص فيها بشيء من التحليل المتعمق والتأويل الفكري، أمل حالياً أن يترجم كتابي (رواياتٌ ليبيةٌ نسائية) إلى لغة أجنبية سواء الإنجليزية أو الفرنسية ليقيني بأنه يمثل إضافة في مجال دراسة الرواية الليبية، وبالتالي يمكنه التعريف بها للقراء بغير لغة الضاد، وهذا بلا شك يعد مكسباً يمنح الرواية الليبية حضوراً واسعاً في المشهد الأدبي العالمي بالمستوى الذي نأمله. وتظل هذه مجرد أمنية شخصية، لعلها ترى النور إن توفر الناشر القادر على القيام بها وتقديم خدمة للأدب الليبي عامة والرواية الليبية النسائية بوجه خاص.

كلمة أخيرة تقولها في نهاية هذا اللقاء!

أتوجه بالشكر لكم على هذا الحوار واهتمامكم بالشأن الأدبي والثقافي، وأسمح لي أن أتوجه بالشكر الجزيل لأخي المهندس عزيز شعبان الفنادي الذي قام بتصميم غلاف كتابي (رواياتٌ ليبيةٌ نسائيةٌ) وأضفى عليه بلمساته الفنية وألوانه الخلابة بُعداً جمالياً ناعماً فنال استحسان وإعجاب الكثيرين، متمنياً له المزيد من الإبداع والعطاء والتوفيق. والشكر موصول كذلك لمطبعة الفسيفساء للنشر والتوزيع وعلى رأسها السيد هاشم علي ناجي الذي قام بعملية الإخراج والطباعة، وإلى كل القراء والأصدقاء والمهتمين الذين قدموا لي التهاني عقب صدور الكتاب.

مقالات ذات علاقة

من ذاكرة المسرح

المشرف العام

الكاتب الليبي منصور بوشناف: المسرح الليبي يعاني غياب البنية التحتية

المشرف العام

الباحث عبدالحفيظ العابد: قصيدة النثر في ليبيا تجربة ثرية منفتحة ومتقدّمة على القراءات النقدية

رامز رمضان النويصري

اترك تعليق