عزالدين اللواج
-1-
لست من هواة المزايدات الإيديولوجية والوطنية الرخيصة ،أو من هواة نقل مشاكل المهنة للفضاء الافتراضي ،ولكنني مضطر بسبب إنسداد كافة سبل التواصل ، لكي أخلي مسؤوليتي الأكاديمية كعضو هيأة تدريس بقسم العلوم السياسية بجامعة عمر المختار،من قرار إلغاء مادة القضية الفلسطينية من مواد البكالوريوس، والذي أتخذ كالعادة في اجتماع لم يتوفر فيه النصاب القانوني، وكانت مبرراته من وجهة نظرنا واهية علميا وإداريا، نجدد رفضنا التوقيع على محضر الاجتماع ،وحقنا في المساءلة القانونية في حالة تمرير القرار بشكل غير قانوني، خالص مودتي واحترامي للقلة التي حضرت الاجتماع المشار إليه آنفا.
-2-
إذا لم نتوافق استفادت داعش من تناقضاتنا الجهوية ،وإذا توافقنا استفادت داعش من سوء إدارة ملف تناقضاتنا الجهوية …
في الحالة الأولى سيدة الموقف هي مثالية داخلية مغفلة ،وفي الثانية واقعية خارجية متسلطة تتغذى على تلك المثالية ذات البعدين السياسي والإيديولوجي .
وبين الحالتين عرض مسرحي من ممثل واحد ، بطله يجيد القفز على المعطيات السوسيو تاريخية التي تلعب دورا هاما في فهم لحظات إعادة هندسة الواقع المجتمعي الليبي ، بطل ينتمي لعشيرة “خرابستان “، العشيرة الوحيدة التي لم تطالها حتى الآن تناقضاتنا الجهوية أو خطر داعش…
-3-
الوفاء تجاه أسماء ثقافية أبدعت في مجالها وفي زمنها الثقافي ،ظاهرة حضارية وإيجابية ،ولكن ماهو غير حضاري وإيجابي ،هو أن يتم تقديس تلك الأسماء ،واستخدام إبداعها من أجل تعزيز منطق سلطوي رمزي يستند في استراتيجية تأثيره على فرضية ليبيا التي عقمت ثقافيا.
إن طقس تقديس الأسماء الثقافية المبدعة ،هو طقس له بعده الأنثروبولوجي ، فظاهرة ممارسة العنف الرمزي على الأبناء في المجتمعات البدائية ،وتوجيههم نحوعبادة فكر الأسلاف ،،من أجل قطع الطريق أمام استقلالهم الفكري ،هي ظاهرة ثقافية وسوسيولوجية تناولتها العديد من الأدبيات الأنثروبولوجيا …
ذكروا الأجيال الشابة التي تخوض الآن تجربتها الثقافية بأهمية الوفاء لأسلافهم من المبدعين،ولاتطالبوهم بعبادتهم فكريا ،فعاجلا أم آجلا ،سيكتشفون استراتيجيات عنفكم وعنفهم الرمزي وسيقاومون المبدع الإله بشراسة لامثيل لها.
___________
نشر بموقع الحوار المتمدن