/ن أعمال التشكيلية امباركة زيدان.
المقالة

الجوع الأعمق.. ذلك الجوع المسكوت عنه !!

عبد الكريم الرقيعي

بكل تأكيد يوجد جوع أعمق في داخلنا مسكوت عنه لا نقدر ولا نستطيع التعبير والحديث حوله بالكلام المباح ففضلنا الصمت الأبدي، ما نريد الخوض فيه يختلف في مفهمومه وجوهره عن باقي الأنواع الأخرى من المطالب المباحة في حياتنا اليومية التي قد نعبر عنها بوسائل مختلفة، أي بالقبول أو الرفض أو التجاهل وعن قصد، وخصوصاً نحن في مجتمع شرقي يعاني من أزمة ثقة في التعبير حيث ينتابنا شعور خفي في حياتنا المعتادة، نجد معظمنا يعيش وفي داخله مساحة من الجوع الأعمق والأصعب بسبب عدم القدرة على التعبير في حرية تامة على خبايا عقله وجوانب وعمق تفكيره وأيضاً حاجة جسده وكأنه لاعلاقة مباشرة للروح بالجسد ، نحن بالفعل نعاني من قصور ظاهر في قدرة التعبير عن حاجة الجسد والروح بحجة “العيب والحرام ” ومراعاة شعور الآخر وخوفاً من القيل والقال.
الاحتياج الذي في داخلنا والرغبة المؤكدة هي في الواقع لاتخرج عن كونها تعبيرًا وحاجة مطموسة ومغيبة في داخلنا بسبب عدم الوعي والخوف من ردة فعل المجتمع القاسي في تعامله مع الواقع، فالناس بكل واقعية تعيش حالة من الكبت سببه ضعف في الإرادة داخلها وراجع لعدم قدرتها على تحدي هول واقع مرير متخلف فرض نفسه وحوّل حياة الناس في الغالب إلى جحيم لايطاق، لدرجة إن معظمهم فضّل الصمت والخجل والهروب مسافة إلى الخلف على أن يواجه رغباته بشجاعة مما جعل معظهم يمارسون إشباع جوعهم في الخفاء وفي عتمة الليل أو من خلال السفر المكلف جداً، هذه ليست دعوة للإباحية أو التمرد وعن قصد على الدين والمجتمع المحافظ وإن كنت أشك في كونه محافظًا، بل هي دعوة صريحة وصادقة لنكون أكثر واقعية مع أنفسنا من خلال تعبير عقلاني لبعض من الممنوعات التي مازالت طي الكتمان يلفها الغموض محاطة بعدم القدرة على البوح بها، قد يستنكر بعضكم هذا الطرح وقد لا يعجب بعضكم الآخر ولا يروق لهم، أقول لهؤلاء وهؤلاء “عين الشمس ما يدرقها أو يداريها غربال ” فهروبنا من الحقيقة وخوفنا من قولها وبسكوتنا على معاصي نرتكبها في الخفاء ولانجاهر بها في العلن نكون بذلك دخلنا في نفق مظلم حيث أغضبا الخالق وأرضينا المخلوق، ونحن من يعاني بسبب القيود وعدم الفهم جملة من العقد النفسية والمشاكل والضغوط ولنا فيما حصل مؤخراً في مدينة البيضاء وغيرها لبرهان ودليل من انتحار عشرات من الشباب، الغريب تعوّدنا أن نخفي رغباتنا في ممارسة “الحب” ونظهرها قوية في العنف والكراهية والبغضاء يحدث هذا في ظل غياب الحب والمجاهرة به في العلن حيث تحول الكثير منا لقتلة وقطاع طرق ومجرمين وفاسدين، فهؤلاء افتقدوا الحب على المستوي الشخصي ومن خلال الأسرة والمجتمع والقدرة في التعبير عليه فتوطّن في داخلهم الكره والحقد..فما أحوجنا للحظة “حب “صادقة

لا تقل لي مجتمع محافظ أو متماسك أوقوي، عندها أقول لك نحن مجتمع بشري في تكوينه وطباعه فيه ما فيه كغيره من المجتمعات البشرية ..فالحياة مليئة بالضغوطات والتحديات فكم نحن في حاجة ماسة لمساحة من الصراحة مع النفس .

مقالات ذات علاقة

من معنى الثورة إلى ثورة المعنى

علي عبدالله

الزي الليبي والزي الإسلامي

المشرف العام

زمام المبادرة بين مختار معافى وعلى رشدان

المشرف العام

اترك تعليق