قصة خردة .. للكاتب المبدع: محمد المسلاتي
شكل القاص القصة بحقيقة الحدث وواقعيته داخل المجتمع، وإظهار الجوانب السلبية لسلوك شخصياتها، وجاء عنوان النص مصورا معاناة المثقف لفئة من الناس لا يدركون قيمة الأدب والأدباء، ويفضلون لغة المال على لغة الكلمة، فالكتب لديهم خردة كمقتنيات قديمة لمنازلهم.
تحرك الحدث مع المكان وتفاعلت الشخصية معه ( عرضها أمامي المتنبي، بول إيلور، الجواهري) تضمن النص حكايات العظماء من الأدباء العرب والغرب، اهتز العالم لأفكارهم وكتبهم، وتركوا بصمات تاريخية لمجتمعهم، اكتمل المشهد بدفع ثمن الكتب النادرة( نادرة تساوي أكثر من ذلك) تحرك المشهد أمام البطل فصدمه موقفا آخر( بشخص مهترئ الثياب يفتح كيسا متسخا تساقطت منه شهادات تقدير ودروع تكريم) المفارقة بين الحدث والبطل أعطت تشويقا وعمقا في النص( وجدتها ضمن المخلفات خارج قصر باعة الورثة) هذه الإشارات التي يرسلها القاص عبر شخصياته بين الباحث عن العلم والثقافة وبين الباحث عن لقمة العيش لإطعام عياله مفادها فجوة بين الإنسان المتعلم والجاهل الذي لا يقدر جهود سابقيه حتى الورثة أهملوا تراث أهلهم وأصبح مرميا في الطرقات( طالعت ما كتب عليها: تقديرا لفخامتكم في خدمة الوطن) أدى الحوار الداخلي إلى تأزم الموقف والصراع النفسي بين الذات والواقع حيث نلمس فيه ضياع الفكر بين الأجيال،(سمعتهما يتجادلان: بكم تقدر سعرها
-لا شيء؛ لن يشتريها أحد) كشف الحوار سخرية البائع بالبضاعة، وأظهرت عدم وجود قيمة للشهادات والدروع بعد موت أصحابها.
كان الحوار ساخنا مثيرا بين الشخصيتين، رسم أبعادا حزينة للبطل (انحنى الرجل، همس لي باستحياء: أقنعه يا سيدي، أن يدفع لي مقابلها ثمن وجبة للأولاد) لقد أفلح القاص في نقل صورة الواقع بالحوار والتفاعل مع شخصياته فنمت القصة وازدهرت من البداية حتى النهاية.
دام الألق لقلمك.