الطيوب
في هذا اللقاء نستضيف شخصية تميزت في كل مجال عملت به، فتميزت في دراستها، ومن بعد مجال عملها في التغذية العلاجية، كما تميزت في شغلها في مجال التوعية الصحية، الذي ألهمها أن تتواصل مع المواطنين من خلال الراديو عبر برنامج متخصص في مجال الغذاء والعلاج تحت اسم (كلينك)، ويستمر التميز ليكون إبداعا فنيا، في مجال التشكيل والخط العربي.
السر الذي تبوح به ضيفتنا وتؤكد عليه، هو الشغف! فهو كما تقول الحافز والمحرك لأي إنسان ليبدع فيما يهمل أو يهوى، حتى يصل لحالة التوازن.
ضيفتنا في هذه اللقاء هي السيدة “ماجدة الرياني” أخصائية التغذية العلاجية، ومعدة مقدمة برنامج (كلينك) والتشكيلية والخطاطة، والتي التقيناها على هامش معرضها الأول (تضافر) للخط العربي، والذي استمر ليومين، وهدف إلى تأكيد الهوية الوطنية، فاحتضن في يومه الثانية جلسة حوارية بالخصوص، استضافت: د.جازية اشعيتير، د.فرج نجم، د.زاهي المغيربي.
كيف جاءت فكرة تضافر؟ وما الغاية منه؟
الفكرة بدأت وأنا جالسة في بيت الكيخيا.. ألهمني المكان إني نحقق فيه حلمي ويكون مكان لأول معرض ليا، وكذلك محتوى مشروع المادة 40 كان ملهم في نفس الفترة ليا، بما إنه يدور حول الوطن والوحدة الوطنية والهوية، فحبيت يكونوا منظمين لمعرضي الأول هما ومنظمة بايت، معرضي إلي فكرته عن الوطن والوحدة الوطنية. الاسم جا في الأخير وبعد تفكير طويل في اسم يرمز للوحدة وجا (تضافر) إلي يعني التعاون والتآزر كرمزية لأهمية تضافر الجهود للحفاظ على الوطن ووحدته.
ماذا تخبرينا عن الرحلة من الطب، إلى الغذاء العلاجي، إلى التشكيل والخط العربي؟
الطب شغفي وتحديدا علم التغذية، ودخلته وأنا جدا شغوفة بيه وكنت حابة نتعلم أكثر من إن نتفوق، والحمد لله كنت كل سنة الاولى على الدفعة. واليوم معيدة بقسم التغذية العلاجية بكلية الصحة العامة جامعة بنغازي.
بالنسبة للخط من طفولتي كنت نحب الرسم والأشغال اليدوية، وكان حلم بالنسبة ليا إني أجيد الخط العربي، درسته من ثالثة إعدادي مع الأستاذ “مفتاح الكوافي”، خط رقعة وديواني ونسخ وكوفي وكذلك الخطوط الانجليزية.
كيف اكتشفت علاقتك بالخط العربي؟ وكيف بدأت الرحلة معه إلى الوصول لمعرض تضافر؟
أعتقد الإجابة ذاتها في السؤال السابق.. لكن الرحلة كانت من حلم بتعلم الخط، لدراسته، للمشاركة في عدد من المعارض وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تلبية طلب المتابعين لتدريبهم على الخط وبديت التدريب من 2017 في عدد من ورش العمل والدورات في عدة مراكز تدريبية في بنغازي.
فكرة المعرض كانت موجودة، ولكن ماكنتش حابة يكون بس معرض بدون رسالة أو هدف معين أو فكرة واحدة تربط بين كل الأعمال في المعرض. ولما جت الفكرة المناسبة أقمت معرض تضافر.
في العموم، دائما هناك خطاطون رجال، في رأيك ما الذي أعطته المرأة للخط العربي؟ وما الذي اكتسبه الخط من وجود المرأة وهي تمسك القصبة؟
يرتبط الخط العربي تاريخيا بالرجال غالبا. لكن في الوقت نفسه عرف التاريخ العربي والإسلامي خطاطات ماهرات ومنهن من حملت لقب الكاتبة لأنها خطّاطة لا لأنها مؤلفة. وفيه في العصر الحالي خطاطات عربيات، وإن لم يحظين بشهرة واسعة زي إلي حظى بها الرجال.
بالنسبة ليا في التدريب إقبال النساء أكثر حتى من الرجال لتعلم الخط، والمكسب إن الخط حرفة تحتاج لأريحية أكثر في التعامل للتدريب على إمساك القلم بالمسكة الصحيحة والزاوية الصحيحة وهذا سهل على الكثير من النساء في مجتمعنا تعلم الخط لما يلقوا المدربة خطاطة وليست خطاط
ماذا عن التشكيل؟ وكيف مزجتي بينها وبين الخط العربي؟
لأني نحب الرسم ودمج الألوان، فاستفدت منه في إنشاء لوحات الخط العربي لتكون لوحة متكاملة.
هل مازال هناك حضور للخط العربي في حياتنا، في وجود التقنيات الفنية الحديثة؟
مهما كان فيه تقنيات حديثة دائما الشغل اليدوي له قيمته ومقدر ومطلوب ولافت لنظر ومختلف.
لديك تجربة مع الراديو، كيف جاءت هذه التجربة؟ وأين ترين أهميتها؟
من لما كنت طفلة كنت نمسك في جهاز التلفاز ونمثل إني نشرح لجمهور من الناس، دائما عندي شغف في ايصال المعلومة وشرحها، بديت التوعية الصحية من وأنا طالبة في 2016 من بين حملات توعوية ومداخلات تلفزيونية ومحاضرات، في 2020 كنت مشرفة على فريق بنغازي وضواحيها في حملة توعية مقامة على مستوى ليبيا من قبل الاتحاد الليبي لمكافحة السرطان، للتوعية بسرطان عنق الرحم، وفي 2020 خضت أول تجربة برنامج توعوي مسموع “فيتامين” على راديو البلاد، وفي 2021 بديت في برنامج “كلينيك” التوعوي المسموع على راديو جوك..
التجربة تكمن أهميتها في ممارسة شغفي بالتوعية وايصال المعلومة لناس، وأهميتها طبعا إني نشوف استفادة أكبر قدر ممكن بالمعلومات الصحية الي نحكي فيها في برنامجي.. واضافتلي طبعا خبرة في مجال الراديو.
هل ترين من فرق بين تكوينك العلمي، وحضورك الفني؟ وماذا أعطى كل منهما للآخر؟
الطب والفن يمثلان الشغف الحقيقي عندي وهذا الي ذكرته على اهمية ان الشخص يختار يمارس ما هو شغوف بيه سواء في المهنة أو الهوايات، هنا حيلقى الوقت وحيوصل للإبداع ولتوازن بين كل الي يحبه.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
في حقيقة الأمر لا أحب الافصاح عن خططي إلا بعد بداية تنفيذها عشان ماتفقدش قيمتها عندي، ولكن عموما هي خطوات جديدة في مجالي الطبي والتوعوي والخط طبعا.
كلمة أخيرة…
لما يكون المحرك لك هو الشغف مش حتوقف تبدع واطور روحك في مجالك لذلك دائما اختاروا الطريق إلي شغوفين بيها
الرجاء إرفاق سيرة ذاتية
ماجدة مفتاح الرياني، أخصائية تغذية علاجية، معيدة بقسم التغذية كلية الصحة العامة جامعة بنغازي
مدربة خطوط عربية ولاتينية، وناشطة في مجال التوعية الصحية.