موجع صبحك، حين لا تجد من تلقى إليه ببوح: صباحك خير.
ولا تشم ضوع ورود قرنفلة متفتحة توا. ولا يصلك سراب فراشات من غيم الوجد السابح في بحر شرايينك.
موجع يومك الخالي من نافذة مشرعة على الأزرق المترع بالنور، تشقه مئذنة العتيق، تعانق سماء الماضي المعتق في النفس.
مؤلم أن تسافر هداهدك وتعود برسائلها لان بلقيس قد أوصدت كل نوافذها.
يحاصرك الوجع على سماء خاوية من سحب بيضاء، محملة بـبروق الخير، تبحث عن شعلة أمل، لتشرق مزن تعطر الأرض، وتنبت سنابل قمحك بعد الجدب وتزهر تلك الوردة المنسية في سفر التاريخ الموشى باللون القاني.
لتهب كل جموع الرأس زاحفة صوب المدينة معلنة قيامة العودة وعودة الروح لجسد ظل يئن طويلا، ويرتفع الآذان وتزغرد نسوة، بأن مولودا بكرا قد جاء، وقوافل القوم وصلت تحمل بشارة قميص يوسف المقدود من دبرا، لترد البصر لكل العميان وتعلن؛ تلكم مرزق.. تلكم مرزق، قد قامت عنقاء.. تعانق عنقاء.