طيوب النص

للحرب بقية

مقبولة ارقيق

2019 Ink on paper Adnan Meatek 32 x 42 cm


كانت تحصي أعداد الرجال العائدين من ساحة المعركة
تنظر للوجوه…المرهقة التي أكلها التعب
تتأمل من يحملون أنصاف ملامح..
وبقايا أطراف دامية..
تبحث بين الأصوات الباكية
والثائرة وتلك الخافتة بالدعاء
كانت تتجول بين أكوام الجثث
وتدور باحثة عنه…
لقد قالوا بأنه جاء معهم
وقال لها أنه قادماً من أجلها..
كانت تنادى بصمت..
ودمعة خوف واقفة داخل احداقها
تمسك بها بقوة.. رافضة أن تسقط
فتتساقط معها وتجثو على ركبتيها صارخه
أين أنت….؟
ظلت تترقب بخوف وحذر جموع العائدين
تحاول قراءة شفاههم وهم يتحدثون عن آخر جولة
وكيف انقلبت الموازين…ضدهم
كان أحدهم يصرخ تباً لكم إيها الخونة…ثم سقط مغشياً
عليه…
كانت تركض بينهم تود أن تسألهم عنه
هو وعدها بأنه قادماً من أجلها…
تبعثر الإحصائيات وتفتش بين الأسماء
هو قال بأنه قادم…. هكذا كانت تردد لنفسها
كلماته الأخيرة سأعود منتصراً لا تقلقي عليّ..
يا الله …سيعود نعم سيعود
فجأة حين أوشك النهار على الرحيل
لمحت ظل أحدهم يجر جسده بتعب
شدها من بعيد انطلقت نحوه…
كان هو.. اطال النظر إليها بخجل
وقال لها بصوت حزين.
أتيت إليك ولكن بدون نصراً او شهادة
أتيت إليك مهزوم..
عدت لك بجثث اصدقائي..
وسقط……
حينها صرخت فى وجهه قف.. هيا قف.. قف
فأنت وعدتنى أن تنتصر.. والمعركة لم تحسم بعد
خسارة جولة لا تعنى نهاية معركة..
من أجلي…لا تعلن استسلامك
ولا تقل لي أنك انسحبت
…………
للحرب بقية

مقالات ذات علاقة

سكون أزلي

محمد محمد الأبي

كـن رفيقـي

سعاد الجروشي

11 متوجًا بجائزة صوت الخير

المشرف العام

اترك تعليق