بلد ينام أهله على أنهار من النفط، وكثافة من الغاز تفوق سحب السماء، وشواطئ مملؤة بالخيرات، وتضاريس سياحية من أقدم وأعرق الحضارات، نهبت كل خيراته، ويعيش سكان هذا المحيط المبهر على قوانين وضعية أفسدت الزرع والضرع، بمنطق الغلبة، أفلس الناس وعاشوا ضنك الحياة، وأصبح الأمل في قيام الدولة كمن ينشد الغول والعنقاء.
لا يهم من يحكم، المهم أن نرى المظهر الحضاري لهذه الدولة، وذلك بالشروع في البناء وإزالة بؤس الناس، وإعطاء الأمثلة الحية بدل الأوهام التي أرهقتنا، وأرهقت أطفالنا وشبابنا وشيبنا، لا يعقل أن نعاقب كل هذه السنوات لأجل تغيير جاء بتدبير أو خبط عشواء، المعلم والموظف ومن دونهم يعيشون على قوت لا يصبر حتى نصف شهر، والدولة تزيدهم بؤسا على بؤسهم بتأخير قوت أولادهم ثلاثة أشهر وأربعة وخمسة، أرجو أن نرى النموذج الحضاري في واقعنا ملموسا لا هلاميا، ورحم الله الدكتور عمرو النامي حيث قال:
عز الفتى بلد يفيء له * فكيف بمن ضاقت به بلده
ولله در الآخر حيث قال:
ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا** وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل