كتاب تركيا العثمانية والحروب المقدّسة الأوروبية
طيوب عالمية

تركيا العثمانية والحروب المقدّسة الأوروبية

كتاب تركيا العثمانية والحروب المقدّسة الأوروبية
كتاب تركيا العثمانية والحروب المقدّسة الأوروبية

تمازجت عوامل مختلفة وراء اندلاع الحروب الصليبية بين العالم الإسلامي والممالك المسيحية في أوروبا. وقد بدا ظاهريا أن الأمر ديني ولكنّ عوامل سياسية واقتصادية فاعلة كانت المحرّك الأساسي لذلك أيضا. تغيرت أثناء تلك الحملات القيادة السياسية بحسب تبدّل القوى الاقتصادية المهيمنة على الساحة في أوروبا. وقد مثّلت الحملة الصليبية المستحيلة، كما سماها المؤرخ الإيطالي ماركو بلليغريني، التي انطلقت مع مطلع القرن السادس عشر، إحدى الحملات الفاشلة التي قادها شارل الخامس، قائد الإمبراطورية الرومانية المقدّسة المنطلق من إسبانيا بعد أن شمل نفوذه أجزاء واسعة من أوروبا وامتدّ إلى العالم الجديد. ترافق ذلك التحفّز حينها بتشكّل قوّة بحرية صاعدة للإمبراطورية العثمانية لا سيما مع سليمان القانوني (1520-1566). جعلت شارل الخامس يصطدم بواقع جديد في خوض حملته الصليبية على نقيض ما كان سائدا في القرون الوسطى.

الكتاب ضمن فصوله الخمسة يستعيد تطوّر إمبراطوريتين عالميتين وتمدد نفوذيهما على منطقتي المتوسط وأوروبا، من خلال استحضار وقائع الأوضاع الاقتصادية والدوافع السياسية الفاعلة في ذلك، مبرزا عوامل فشل شارل الخامس في حملته بفعل تبدّل موازين القوى في تلك الفترة.
يستهلّ المؤلف حديثه في الفصل الأول بصعود الدولة العثمانية على المسرح الدولي في حوض المتوسط وما أدخله من تغيير في معادلات السيطرة. حيث مثّل فتح القسطنطينية سنة 1453م بداية تحوّل في العلاقات الدولية. وكان وقعُ سقوط المدينة في أيدي المسلمين فاجعا في الغرب، وبالمثل كان للحدث أثره في شحذ همم الإسبان للتحفّز لحرب الاسترداد (Reconquista) بعد عقود من الخمول. حيث استأنف هنري الرابع ملك قشتالة سعيه الحثيث لطرد المسلمين عقب الحدث الجلل الذي حلّ بمعقل المسيحية في الشرق، باحثا عن سبيل لتهوين ما نزل بأوروبا من خزي على الحدود الآسيوية. فباشر هنري الرابع هجماته على الإمارات الإسلامية في الأندلس منذ العام 1455 ولم توفّق قواته في دحر المسلمين من أرض الأندلس وإن نجح في انتزاع مضيق جبل طارق سنة 1462.
يبرز بلليغريني مدى خضوع الخيارات السياسية لمقدرات القوة العسكرية من خلال تطلّع مسلمي الأندلس، الذين بدأ يضيق عليهم الخناق، نحو شرق المتوسط بحثا عن سند في الدولة العثمانية لدفع تهديدات قشتالة وحثّهم الخطى بإرسال السفراء إلى السلطان محمد الثاني (1477) وإلى بايزيد الثاني (1487) طلبا للعون دون أن تخلّف تلك السفارات نتيجة ملموسة. فقد كان من الصعوبة بمكان تشكيل محور مع إسطنبول لإنقاذ مصير المسلمين في تلك الديار، لاسيما في ظل غياب رؤية سياسية موحدة في بلاد المغرب التي مثلت سببا من جملة عدة أسباب في انهيار الأندلس. فقد كانت الدولة الحفصية في تونس تربطها علاقات متينة ومعاهدات بإسبانيا بلغت حد اعتبار الدولة العثمانية عدوا مشتركا بين المتحالفين.
في الفصل الثاني يبرز بلليغرني أن بدء تشكّل إيديولوجيا “الريكونكويستا” لإفريقيا الشمالية في بلاط “الملوك الكاثوليك” استند إلى أن المنطقة هي أرض مسيحية في سابق عهدها، اُحتلت من قبل “الغزاة العرب” وقد حانت اللحظة لإعادة الأمور إلى نصابها، وهي تعلّة لطالما برّر بها الغزاة غزوهم. في وقت كانت فيه الهجمات البحرية المنطلقة من بلاد المغرب، المعروفة بغزوات السراسنة، والتي باتت تُعرف منذ عصر النهضة بغزوات البرباريسك، بنعت متداخل في دلالته بين “البربر” الأمازيغ، و”البرابرة” الهمج، تقضّ مضجع سواحل جنوب أوروبا وحركة العبور في المتوسط. وقد مثّل احتلال أوترانت (1480-1481م) الواقعة في منطقة بوليا جنوب إيطاليا، من قِبل الأتراك صدمة ثانية للإيطاليين. حيث كان سعي الإمبراطورية العثمانية لتشكيل قوة بحرية في وجه القوى المسيحية مع محمد الفاتح بعد فتح القسطنطينية مباشرة، حين دفع بالتحدي إلى البحر الأيوني من خلال عملية إنزال موفقة في أوترانت، وتواصل ذلك مع ابنه بايزيد الثاني إلى حين باتت الإمبراطورية العثمانية بحوزتها قوة بحرية ضاربة في بحر إيجي.

وعلى ما يورد بلليغريني، دفعت الأوضاع فرديناند وإيزابيل لخوض حرب استنزاف في غرناطة، انطلقت مع العام 1482 وانتهت باستسلام المدينة في الثاني من يناير 1492م. ومع دحر المسلمين من ذلك المعقل، بدأت تتشكل معالم الحملة الصليبية الجديدة تحت مبررات دينية، مستهدفة بالأساس إخضاع منطقة الشمال الإفريقي، ولا سيما الجزائر التي كانت تشكّل معقلا لانطلاق الهجمات البحرية نحو أوروبا. ولم يكن هدف الحملة في ذلك العهد الأراضيَ المقدّسةَ، كما كانت سابقاتها، بل هدفَت إلى خلق هيمنة في المتوسط بقيادة إسبانيا. فكانت أولى الهجمات على وهران وبجاية وامتدت مع العام 1510 لتبلغ طرابلس. وكان المنطق الجديد الذي لازم “الريكونكويستا” يملي فرض المسيحية بالقوة وتحويل المساجد إلى كنائس والعبث بالمقدسات في المدن الإسلامية التي تقع تحت السيطرة.
من جانب آخر وفي الفصل الثالث، يتناول بلليغريني بالحديث تدشين الموسم الحافل للجهاد البحري الإسلامي في بلاد المغرب مع سلالة عسكري عثماني سابق المسمى يعقوب، الذي يُرجَّح أنه من أصول ألبانية وقد ترك أربعة أبناء منهم عروج وخضر الذي بات يُعرف بخيرالدين بربروس (ذو اللحية الحمراء). كانت انطلاقة عروج من تونس حين ولاه ملك تونس مهمة الدفاع عن جزيرة جربة عقب أحداث جزيرة قرقنة التونسية التي كانت عرضة لغزو الإسبان مع العام 1510-1511م. وبدأت الأوضاع تتطور مع عزل مولاي عبدالرحمان والي بجاية الجزائرية من قِبل الإسبان ودعوته عروج لمعاضدته في دفع بليّة النصارى الإسبان.
ضمن هذه الأجواء ما كان منطق القطيعة هو السائد بين العالمين الإسلامي والمسيحي الأوروبي طيلة تلك الحقبة؛ بل كانت الأمور تخضع لمنطق المناورة والهدنة والصلح رغم أجواء التصارع الغالبة على إمبراطوريتين عالميتين. يورد بلليغريني على سبيل المثال، لقي “الآباء الثالوثيون” ترحيبا من قِبل الأهالي المسلمين سنة 1509 بحلولهم بمدينة الجزائر لتقديم خدماتهم الصحية مما يسّرَ لهم، على مدى قرنين، إنشاء خمس مصحّات في المدينة. وناهيك عن أشغال الطبابة التي يتعاطونها كانوا يلعبون دورا في الوساطة لتحرير العبيد النصارى مقابل ما يُقدّم من فدية، مما يسّر لهم تكوين رصيد مادي يعضد مهامهم الأصلية. ولا ضير ضمن منطق ذلك العصر أن تُشنّ الحرب في جبهة ويُعقد الصلح في أخرى، فمنطق العلاقات الدولية يتيح ذلك. فبعد سقوط فلسطين بأيدي العثمانيين سنة 1516م سارع شارل بإرسال بعثة إلى السلطان سليم الأول يطلب منه تجديد الاتفاقيات المبرمة في عهد سابق مع الحاكم المملوكي بمصر، والتي تضمن للحجيج النصارى زيارة الأراضي المقدسة مع امتيازات للكنائس.

فالسلم في عُرف الإمبراطوريتين السائدتين تربّصٌ والحرب سجال كما يوضح بلليغريني. وقد مثّل حصار رودس، كبرى الجزر في بحر إيجة، سنة 1522 صفحة جديدة في استعمال الأسلحة الثقيلة، قبل انتشارها في الغرب. وما أن سقطت الجزيرة في أيدي العثمانيين حتى جاءت التهاني من البندقية، الملقّبة بعاهرة الأتراك، إلى الباب العالي لاجتثاثه وكرا للقراصنة هزّ أركان الأمن في بحر إيجة. كانت الأوضاع في الغرب حينها مهترئة من الداخل جراء الصراعات الكاثوليكية البروتستانتية، وكان شارل في ذلك العهد يسعى جاهدا للهيمنة على إيطاليا بوصفها البلد الأغنى والقلعة المتقدمة في أوروبا نحو المتوسط. ولم تأت سنة 1523م حتى تم توقيع معاهدة بين هنري الثامن ملك إنجلترا وشارل الخامس فضلا عن ممالك إيطاليا المتحالفة معه بإشراف البابا هدريانوس السادس. تغيرت بمقتضاها اللغة السياسية منذ إسداء لقب إمبراطور روماني مقدس لشارل لتغدو الأراضي المسيحية “إرث المسيح” و”ميراث الرب” سعيا لشحذ الهمم نحو الحرب المقدسة المنشودة.
من الجانب العثماني كان مخطط سليمان القانوني يهدف رأسا للوصول إلى إيطاليا وما كانت المجر غرضه الأكبر ولا النمسا بل لفسح الطريق نحو روما. فبعد إخضاعه المجر توجهت قواته لحصار فيينا التي بلغتها في 21 سبتمبر 1529، ودام الحصار إلى السادس عشر من أكتوبر لكن جراء عوامل الجوّ وفشل أربع محاولات قرر العثمانيون التراجع عن تلك الخطة مؤقتا.
في الفصل ما قبل الأخير يركز بللغريني على الدور الفاعل للبحرية الجزائرية في ذلك العهد. فقد عضدت الزحف العثماني في الجبهة الغربية للمتوسط قوات بربروس المرابطة في الجزائر وحققت انتصارا باهرا في أكتوبر 1529 على قوات قشتالة في معركة بحرية حاسمة. مبرزا الكاتب تصرف الدولة العثمانية كقوة دولية قادرة على تحريك قوى في جبهات متباعدة. ما دفع بالملك الفرنسي فرانسوا الأول لعقد تحالفات سرية مع الباب العالي ضد القوات الإسبانية. وهو ما زاد من مخاوف روما بحصول غزوة وشيكة على المدينة المقدسة بعد تبادر نوايا باقتسام إيطاليا بين الباب العالي والملك الفرنسي. في ذلك العهد ما كانت فرنسا تعلن صراحة تحالفها الاستراتيجي مع الباب العالي وكانت تزعم حفاظها على الوضع السائد في إيطاليا، رغم علمها بالمخططات العثمانية وبتحريك البيلرباي في الجزائر لمهاجمة القوات الإسبانية في المتوسط، ما أوحى لشارل الخامس أن مشروع إرساء نظام أوروبي يعضده الحماس الديني ضد “المحمّديين” قد بدأ يختلّ.
يستعيد بلليغريني إحدى صفحات الصراع التي تخلّدت في التاريخ، حتى تجذّرت في اللاوعي الجمعي للإيطاليين والإسبان مخاوف دائمة من المسلمين: “لما صار خيرالدين بربروس أميرال الأسطول العثماني، قاد بنفسه سنة 1534م سلسلة من الهجمات وعمليات الإنزال على السواحل الإيطالية في مناطق شترارو وسان لوشيديو، في كالابريا، وفي عدة مناطق من خليج نابولي، في سبارْلونغا وفي فونْدي، وفي إقليم لاتسيو. ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى عبث القرصان الطاعن في السن بسواحل نابولي وبوليا ودلماتي.
كان العام اللاحق وخيما أيضا على الشواطئ الإيطالية، حين سار أسطول بربروس حذو السواحل مهدّدا المناطق المجاورة، إلى أن بلغ كالابريا وكامبانيا، ثم احتلّ غايْتا حتى بلغ نهر التبر وعبّأ مؤونته من ماء الشرب. بنى قاعدة قرب غروسيتّو، انطلقت منها غاراته إلى ماريمّا؛ وفي إحدى تلك الغارات التي قادها أحد أعوان بربروس، المسمى نظام، هاجم غيلة في توسكانا تالاموني، قرب أوربيتِللو. حيث أخرج جثّة برتولوميو بيريتي من قبره وأحرقها ثم ذرى رمادها؛ فقد خرج النبيل برتولوميو قبل عام، على رأس جيش للكنيسة، في غزوة للشرق، خلّفت دمارا مسّ ميتيلان، المدينة التي وُلد فيها بربروس.

فما كان الأتراك فحسب يثيرون الهلع في الضفة الشمالية للمتوسط بل البرباريسك أيضا المسمون بـ”موريسك إفريقيا”. وبالفعل كانت حربا نفسية مشنونة ما كانت الإمبراطورية العثمانية هي الصانع لها وحدها بل المستفيد منها في بسط هيمنة الهلال.
في الفصل الأخير يتعرض الكاتب إلى وصول الحملة إلى أوجها ومن ثمة تراجعها. ففي ظل تضييق الخناق على إيطاليا، ارتأى شارل الخامس ألا سبيل لبثِّ الوهن في الخصم العثماني المتحالف مع الفرنسيين سوى بنقل الحرب إلى ديار حلفائه. فكان قرار إبحار أسطوله من برشلونة عبر إيطاليا إلى تونس ومهاجمتها، وفي منطقة شفيتا فاكيا كان اللقاء بالبابا الذي بارك الأسطول، المتوجه إلى صقلية ثم رأسا إلى تونس. كان دخول تونس كارثة كما يصف بلليغريني الأمر بإيجاز مخلّ. وقد تركز التدنيس على جامع الزيتونة والمكتبات المجاورة كما وصف الوزير السّراج الحدث في مؤلف “الحلل السّندسيّة في الأخبار التّونسيّة” بقوله: “وقسّمت  المدينة [تونس] إلى مؤمن وكافر، وأُهين المسجد الأعظم ونُهبت خزائن الكتب الّتي كانت به، وداستها الكفرة بالأرجل وألقيت تصانيف الدّين بالأزقّة تدوسها حوافر الخيل والرّجال؛ حتّى قيل إنّ أزقّة الطيبين كانت كلّها مجلّدات ملقاة تحت الأرجل. وضُربت النّواقيس وربطوا الخيل بالجامع الأعظم، ونُبش قبر الشيخ سيدي محرز بن خلف فلم يجدوا به إلاّ الرّمل، وبالجملة فعلوا ما تفعله الأعادي بأعدائها وكانت كلّ دار مسلم يجاورها نصرانيّ”. يذكر بلليغريني أن 15 ألفا من سكان المدينة قد تمت إبادتهم، وهم ثلث الأهالي، في حين فرّ الثلث الثاني، والثلث الأخير كان مصيرهم النخاسة. ثم نصّب شارل الخامس مولاي الحسن ووقّع معه عهدا يقضي بعدم اتخاذ عبيد من النصارى في المدينة والتزام الملك الحفصي بعدم استضافة موريسكيين أندلسيين، ناهيك عن غرامة سنوية تُسدَّد لإسبانيا من المال والخيل مع إقامة حامية دائمة في تونس بألفي جندي بأُسرهم في منطقة حلق الوادي.
كان سقوط بودا المجرية بأيدي العثمانيين إعلانا بانتهاء حلم إنشاء سد منيع أمام الأتراك شرق أوروبا. وزادت أوضاع القرن السادس عشر المتميزة بالخلافات الأوروبية من حدة تبخر أحلام الحملة الصليبية وإنشاء الإمبراطورية العالمية لشارل الخامس. ويمكن عدّ العام 1541م عام انكفاء الحملة وتوقف شارل عن شن حروبه على الإمبراطورية العثمانية.
الكتاب يتناول مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ الصراع العثماني الإسباني، ولكن يطغى على بعض فقراته طابع الحكي ما يجعل محتواه أقرب إلى النص الأدبي منه إلى النص التاريخي. فكتابة التاريخ ليست سرد أحداث فحسب بل تعليق على جريانها وتفسير لها. ثمة صرامة منهجية مفقودة في تناول القضايا التاريخية تتخلل الكتاب، كما أن كثافة الخلاصة التاريخية تعوز مضامينه، ناهيك عن غياب تطرق صاحبه بعمق للعسف الذي لحق بالمسلمين أكان في الأندلس أو في بلاد المغرب، إبان تلك الحملة الشعواء التي نعتها بالمستحيلة وهي بالأحرى مدحورة، وهو أمر جوهري في ذلك العهد.

_______________________________
نبذة عن المؤلف: ماركو بلليغريني، مؤرّخ وأستاذ التاريخ الحديث وتاريخ عصر النهضة في جامعة برغامو في إيطاليا. له جملة من المؤلفات منها: “حروب إيطاليا” (2009)، “البابوية في عصر النهضة” (2010)، “الحملة الصليبية في عصر النهضة تبدلات طارئة على أسطورة 1400-1600م” (2014).

الكتاب: “الحرب المقدّسة ضدّ الأتراك.. الحملة الصليبية المستحيلة لشارل الخامس
المؤلف: ماركو بلليغريني.
الناشر: إيل مولينو (مدينة بولونيا-إيطاليا) ‘باللغة الإيطالية’.
سنة النشر: 2019.
عدد الصفحات: 416ص.

مقالات ذات علاقة

وفاة كبير الشعراء الأمريكيين

المشرف العام

كائن حي يجوس الواقع والخيال.

فهيمة الشريف

حمولات خطى المعرفة سومرية

آكد الجبوري (العراق)

اترك تعليق