ليبيا واسعة.. سلسة تعنى بشرح بعض المفردات في اللهجة الليبية، وإرجاعها إلى أصولها العربية أو الأمازيغة أو التركية أو الإيطالية، يبحث فيها ويكتبها الكاتب “عبدالرحمن جماعة”.
[1] رَشَادَة..
وتعني عند الليبيين: (صخرة)، وهي فصيحة.
– “قَالَ أَبو مَنْصُور: سَمِعت غير وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: الرَّشادَةُ (الحَجَرُ الَّذِي يَمْلأُ الكَفَّ، ج: رَشَادٌ) قَالَ: وَهُوَ صحيحٌ.” [تاج العروس].
“والرَّشادَةُ: الصَّخْرَةُ، والحَجَرُ الذي يَمْلأ الكَفَّ، ج: رَشادٌ.” [القاموس المحيط].
“الرشادة: الصخرة أو الحجرة ملء الكف ج رشاد.” [معجم متن اللغة].
“قَالَ أَبُو الْوَازِعِ: كُلُّ صَخْرَةٍ رَشَادَةٌ. وَأَنْشَدَ:
وَغَيْرُ مُقَلَّدٍ وَمُوَشَّمَاتٍ … صَلِينَ الضَّوْءَ مِنْ صُمِّ الرَّشَادِ” [تفسير القرطبي].
وكلمة “رشاد” لها معنى آخر وهو مصدر (رَشَدَ)، قال عزَّ وجلَّ: “وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ” [سورة غافر- 38].
والغريب أن كلمة رشاد بمعنى (الرُشد) مشتقة من كلمة رشاد بمعنى (صخر)، وليس العكس، قال الزمخشري: “والرُشد: الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه من الرشادة وهي الصخرة”(1)[الكشاف].
إلا أن كلام الزمخشري عن سبب الاشتقاق وهو (الصلابة)، يبدو بعيداً، إذ الأقرب هو ما اعتاده العرب وغيرهم من وضع علامات في الطريق ليسترشد بها المسافر، وهذه العلامات كانت رشاداً يوضع بعضه فوق بعض، وكانوا يتبعون هذا الرشاد كي لا يضلوا عن الطريق.. والله أعلم
ورشادة هي لهجة غرب ليبيا وجنوبها، أما شرقاً فيقولون (حيطة).
______________________________
(1) ونقل هذا القول بحرفيته الإمام شرف الدين الطيبي في كتابه (فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب)، إلا أنه لم ينسبه للزمخشري.