بين يدي الآن نهد وزجاجة فودكا
وأفكر في كل النهود
وكل الزجاجات المغلقة
أنا بهذا الحال سعيد جدا
بين يدي
آخر قصيدة لصديق يهديها لجنونه العاري
وعنكبوت ينسج أخر بيوته في حبور
هل يعني هذا شيئا
من خلف النافذة يطل العالم بكل وقاحته
وصفاقته
اسمع صوت وحشيته من بعيد
أشم روائح الدم والجثث والبارود
هذا العالم وأسلوبه!
شكرا أنا انتعظ الآن
مرسلا كل هذا الهراء إلى الجحيم
وأظن أن رسولا يطرق بابي في هذه اللحظة
فالحشرات تبتهج في الحديقة
والكلب يهز ذيله
لكن أنا سعيد كفاية
وثمة نهد يتذكرني الآن ويبعث لي برسائل مفخخة
حالما انتهي من معركتي
ساتكفل بكل النهود اليتيمة
أنا سكران
وصديقي الذي فقد نصف عقله في الحرب
يتصل بي الآن
ويقول أنه فقد انتصابه
وأن زوجته تركت المنزل
وأقول له أنا قتلت نهدا للتو!
وأنصحه أن يتحدث إلى أحدى مؤسسات المجتمع المدني
أو يتصل بأحد أعيان القبائل والحكماء
ويشرح له موقفه من مقولة أن الدين أفيون الشعوب
وأن ماركس ربما كان مخطئا
ولا بأس أن يوضح وجهة نظره بخصوص
الليبرالية وألا يتطرق لمسألة الانتصاب
وأقفل السماعة
لأنني تعبت من الهراء
كنت أريد أن أكتب
لكن الله بعث لي بغراب ينقر فوق رأسي
“غراب في هذا الليل”
رسائل الله غامضة دائما
لا أعرف لم لا يقول شيئا واضحا
على أية حال
جزء من هذا النص” مرفوض”.