الجمعية الليبية للآداب والفنون
إنا لله وإنا إليه راجعون ، تنعى الجمعية الليبية للآداب والفنون الأديب والكاتب الكبير الأستاذ يوسف القويري الذي وافاه الأجل المحتوم قبل ظهر اليوم الاثنين التاسع من أبريل 2018 بمنزله في طرابلس عن عمر ناهز الثمانين عاما ، وتتقدم الجمعية الليبية للآداب والفنون بأحر التعازي إلى أسرة الكاتب الراحل وإلى الأسرة الأدبية والثقافية في ليبيا راجية من الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه ويجعل مثواه الجنة ويلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان .
ويحتل القويري مكانة بارزة في مسيرة الثقافة الليبيية باعتباره احد أبرز رموز التحديث الفكري والثقافة المستنيرة في ليبيا وكان له إسهاما بارزا في مسيرة الأدب والثقافة الليبية خلال العقود الستة الماضية ، وقد تأثرت به أجيال متتالية منذ نهاية الستينيات وحتى الآن تتلمذت على نتاجه الالأدبي والفكري الرصين بما يحمله من دعوة للتجديد والمعاصرة وبما يمثله من رؤية نقدية عميقة للواقع الاجتماعي والثقافي وإيمان بانتصار الإنسان وتجاوزه لكل أشكال التخلف والقهر عبر استناده على رؤية عقلانية علمية متحررة من كل مايمكن أن يكبل الإنسان في مسيرته نحو المستقبل المضيء .
– ولد الكاتب يوسف محمد القويري سنة 1938 في مدينة سمالوط وهي إحدى مراكز محافظة المنيا في مصر ، من عائلة ليبية من مصراتة من ضمن العائلات الليبية التي هاجرت إلى مصر إبان الاحتلال الايطالي لليبيا ، وقبل أن يعود إلى بلاده سنة 57 تشرّب القويري الفكر الوطني والقضية الوطنية عبر تفاعله مع الأوساط الليبية من المهاجرين الليبيين في مصر حيث كانت القضية الوطنية تتفاعل عبر هذه الأوساط طيلة الأربعينيات عبر الصحافة المصرية وعبر اللقاءات والاجتماعات التي كانت تعقد حول هذا الموضوع ، حتى عام 57 وهي السنة التي عاد فيها يوسف القويري إلى ليبيا ، ليبدأ من سبها ومن خلال صحيفة فزان نشاطه الثقافي عبر مقالات ينشرها في تلك الصحيفة.
– أشترك في مؤتمر الأدباء والكتاب الليبيين الأول ومؤتمر أدباء المغرب العربي.
– نشرت له مقالات في الجرائد والمجلات الليبية من 57 وهي: فزان، المساء، طرابلس الغرب، الإذاعة، الميدان، الحقيقة، الرواد، وليبيا الحديثة، كما نشر صحف الشمس ومجلة المؤتمر ومطبوعات أخرى وكتب برامج للإذاعة من بينها برنامجه “العالم في قصص قصيرة”، كما أسهم في تحرير الصفحة الأدبية في جريدة الصباح خلال سنة 1959. وكانت آخر مقالاته تنشر في صحيفتي الوسط والأيام الليبيتين
تعرض الكاتب الراحل إلى تجربة السجن مرتين ، مرة في مصر خلال عهد عبدالناصر أوائل الخمسنيات والثانية في عام 1973 خلال ماسمي بالثورة الثقافية عقب خطاب زوارة لمعمر القذافي في منتصف أبريل من ذ لك العام التي تصادف ذكراها هذه الأيام ، حيث تشاء الأقدار أن يرحل في ذكرى اعتقاله وسجنه ضمن حملة اعتقالات طالت عددا كبيرا من الأدباء والكتاب والصحفيين حينئذ .
كتب صدرت للكاتب الراحل يوسف القويري :
– الكلمات التي تقاتل الطبعة الأولى، دار المصراتي للطباعة والنشر 1969
– من مفكرة رجل لم يولد، طرابلس ،الطبعة الأولى، دارمكتبة الفكر1971
– خيوط رفيعة ،طرابلس، الطبعة الأولى، وزارة الإعلام والثقافة 1972
– قطرات من الحبر، طرابلس، الدار العربية للكتاب 1975
– على مرمى البصر طرابلس الدار العربية للكتاب1976
– في الأدب والحياة، منشورات الشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان ؟؟؟
– مدخل إلى قضية المرأة، طرابلس، اللجنة الشعبية للثقافة 2006
– تثاؤب الشرق، طرابلس منشورات اللجنة الشعبية العامة للثقافة 2006
– عصر النهضة، طرابلس، وزارة الثقافة والمجتمع المدني 2014
– القادمون، طرابلس وزارة الثقافة والمجتمع المدني 2014.
قالوا عنه:
-إبراهيم الكوني: (لقد أرعبني عندما تعرفت إليه لأول مرة عام 1967م..اعتقدت وقتها، أنني لن أتعلم الأدب على الإطلاق.. كان يقيس كلماته وتصرفاته وحركاته بالمسطرة والفرجار. بعدها تعلمت كثيراً، هاجرت كثيراً، عرفت كثيرين في العالم، ولكن لم أعرف ولم أقرأ عن أديب يعيش الأدب والفن مثله حتى في الحديث مع الأصدقاء! لقد علمني الأخلاق أخلاق الأدب!)
-د. أحمد إبراهيم الفقيه: (الكاتب الليبي يوسف القويري، كاتب من قماشة المبدعين النوابغ، وأنا هنا لا أتكلم عن إنجازه، بقدر ما أتكلم عن موهبته في لمعاتها الخاطفة التي لم تجد مناخاً يساعدها على التحقق تحققاً كاملاً، ولأنني أيضا عاصرت بداياته، وهو سابق لي في خوض المجال الابداعي… وأدرك منذ ذلك الوقت أنه قلم ينتمي إلى فئة العظماء، وأن بداياته تعد بكاتب سوف يتبوأ مكانه، إذا أعطاه الله العمر، وبعد سنوات من الإنتاج، في الصفوف الأولى بين أدباء العالم).
احمد الفيتوري : (ساح في الدنيا وعاش على حافة الحياة لكنه ككاتب غامر وغاص في غورها، كتب نثره كما مأثور في جمل نابضة وحيوية، جاعلا من المقالة نوعا أدبيا مميزا، من النثر الكتابة الأدبية التي انفرد بها وسجل هدفه، وفي هذا هو “توحيدي” زمانه وفيه أيضا صاغ بيانه، كما “بورخيس” ليس من زمرة أحد ولا همه “النوع” الأدبي فهو غفل عن التصنيف، وكـ “كيليطو” كتب النقد كي يُمتع القارئ بكتابته العقلية الشعرية وبتأمله واستنتاجاته وطريقته إليها)
– محمد الفقيه صالح: (عُرف يوسف القويري كاتبا متميزا ذا حسن نقدي نافذ، وحساسية أدبية وسردية مرهفة ، تتوزع كتاباته في مجملها بين المعالجة النقدية والتأمل الفكري ضمن قالب المقالة الأدبية والنقدية).
-إدريس المسماري: (كتابات يوسف القويري تملأ الروح بالمعاني السامية وتحرض العقل على المعرفة الرصينة ،وهي تخفق في الوجدان نابضة كالجمر تحت الرماد).
إبراهيم حميدان : (يحتل الكاتبُ والأديبُ الليبي يوسف القويري مكانةً مرموقةُ في مسيرة الحركة الثقافية في بلادنا ، لما تُمثُله كتاباتُه الأدبية والنقدية من إسهام بارز في إثراء النتاج الثقافي الليبي وإغنائه بالنصوص السردية والإبداعية المتميزة ، وبالرؤى والتصورات والتحليلات النقدية المتبصرة التي ساهمت في تعميق الفهم تجاه النصوص الأدبية وتجاه الأدب والفكر والثقافة عموما في ليبيا)