نظمت المؤسسة العامة للمسرح والسينما والفنون احتفالية لمناسبة اليوم العالمي للمسرح، الثلاثاء الماضي، في فندق تبستي ببنغازي.
وقدم الحفل الفنان محمد الشوبكي، ثم كانت البداية بكلمة من مدير الهيئة العامة للإعلام والثقافة والمجتمع المدني، خالد نجم، والتي جاء فيها: «نحتفي اليوم باليوم العالمي للمسرح، فالمسرح هو ملاذنا الوحيد وأستاذ الشعوب، وأتمنى من فناني بنغازي المسرحيين الاستمرار بهذا الزخم رغم عدم مساعدتنا لهم كحكومة، وذلك بسبب الظروف التي نمر بها، ونعرف أن المسرحيين لا يحتاجون إلى هذا الدعم أو هذا القرار الإداري لأنه حراك ينبثق من شعورهم فالمسرح عشق».
وقال الشوبكي: «قررت الهيئة العامة للمسرح العالمي الخروج عن تقليدها السابق في هذا العام، فاختارت خمسة أشخاص ليقدموا كلمة المسرح فكان رام غوبال باجاج من الهند عن آسيا، ومايا زبيب من لبنان عن المنطقة العربية، وسيمون ماك بورني عن القارة الأوروبية، وسابينا بيرمان من المكسيك عن الأميركتين، ولي كينغ من ساحل العاج عن أفريقيا، ونحن في هذا العام قررنا أن تقدم كلمة المسرح الفنانة الكبيرة المخرجة والممثلة كريمان جبر».
وفي كلمتها قالت كريمان جبر: «اعتدنا في مثل هذا اليوم من كل عام أن نقدم كلمة المسرح العالمي واخترنا كلمة سيمون ماك بورني واخترنا ملخصًا بسيطًا من كلمته، اخترنا ما كتبه عن بلدنا الحبيبة ليبيا (نصف ميل من ساحل سيرنايكا في شمال ليبيا هو المأوى الصخري الشاسع، الذي يصل إلى 80 مترًا بعرض 20 مترًا باللهجة المحلية، اسمه هوه فتيه، في العام 1951، أظهر تحليل التعارف عن طريق الكربون الاحتلال البشري دون انقطاع ما لا يقل عن 100 ألف سنة، ومن بين القطع الأثرية المكتشفة، كان هناك عظم الناي من 40 إلى 70 ألف سنة مضت، وعندما سمعت هذا، سألت والدي كان لديهم موسيقى؟ ابتسم في وجهي قائلاً: مثل كل المجتمعات البشرية».
وألقى الكاتب والمخرج عبدالسلام البخاري كلمة عن المسرح الليبي، فقال: «المسرح يعلم الكبير والصغير الأخلاق الفاضلة يترجم الحياة العامة للأجيال وأسلوب تفكيرهم، يساهم في الحفاظ على وحدة الوطن، المسرح رسالة اجتماعية فكرية سياسية وآداب لنشر الثقافة والوعي للشعب، العمل المسرحي فن يطرح قضايا يجذب الانتباه ويثير التساؤلات الغامضة ويبسط المعقد منها ليقوم الإنسان نفسه».
وأضاف الفنان علي الفلاح وهو كاتب وممثل مسرحي: «هذا المسرح الذي حاول كثيرون أن يسخروه لمآربهم، هذه البلاد التي مر عليها العديد من الأيديولوجيات لتخريبها ووصل إلى باب المسرح لتخريب المسرح ولكن ظل المسرح مراوغًا لهذا الطغيان، المسرح في هذه البلاد عاش معزولاً بحكم الجغرافيا والصراعات التي جاءت أغلبها على حسابات أبعد ما تكون عن محيطنا الثقافي والاجتماعي، المسرح الليبي من أهم سماته أنه حاول يومًا ما أن يكون محترفًا على يد محمد عبدالهادي».
ووجه الدكتور محمد بوشعالة كلمة إلى العالم باللغة الفرنسية تقول إن «بنغازي باقية والفن باقٍ بها».
وانتهت الاحتفالية بتكريم بعض الشخصيات الفنية، وتولى تكريم النجوم هيئة مكونة من رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة، ورئيس هيئة الشباب والرياضة، ورئيس هيئة السياحة محمود مجبر، والفنان إبراهيم الخمسي، والفنانة كريمان جبر.
وشملت قائمة المكرمين الكاتب المسرحي عبدالعظيم شلوف من مدينة درنة وتسلمها أحمد سلطان حفيد شلوف، والفنان المسرحي والكاتب والممثل صالح الأبيض من بنغازي وتسلمها الفنان سالم عيسى، والفنانة المسرحية هدى عبداللطيف من طرابلس وتسلمت الجائزة عنها الفنانة سلوى المقصبي، والفنان المرحوم أحمد موسى من سبها وتسلمها عنه الفنان عبدالسلام البخاري، والفنان عبدالله عبدالباري وتسلمها أحمد الحاسي، اللجنة التسييرية لنقابة الفنانين قامت بتكريم المسرح الشعبي وتسلمها الفنان الطيب الطيرة، وأقيم حفل توقيع بسيط للنص المسرحي «رحلة طاطوس» للكاتب محمد العنيزي ووزعت بعض النسخ على الحضور.