هذا الاستطلاع ينشر بالاشتراك مع مدونة مالاخير.
عندما بدأت المدونات الالكترونية في الظهور، لم يكن في البال انتشارها السريع، ولا قدرتها على التأثير في المحيط، خاصة وإنها تحولت في الكثير من البلاد، خاصة دول العالم الثالث، إلى منابر لكشف الممارسات الظالمة والتعديات على حقوق الإنسان.
كما إنها كانت الفرصة والبراح للكثير، للكتابة والانطلاق في فضاء الإبداع، سواء الكتابة أو التشكيل، أو أيٍ من صور ومستويات الإبداع.
وبعد فترة خفوت، أوفتور، ها هي المدونات تعود من جديد، من خلال بعض المواقع، والوكالات التي صارت تعتمد المدونات، كمادة يروي من خلالها المدون، الحدث من عين المكان، كما إن المدون كراصد، هو الأقرب للحدث وتوابعه، خاصة فيما يتعلق بالتحولات والتغيرات في المجتمع.
فهل يمكن للتدوين أن يكون إعلاماً بديلاً؟ عن المواقع الإعلامية المتخصصة؟ خاصة في وجود هذا الزخم من التدوين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. في هذا الاستطلاع، نتوقف مع مجموعة من المدونين الليبيين، للحوار حول هذه المسألة.
المدون: علي الطويل (مدونة طرابلسي).
الإنترنت جعل العالم صغير
يجب استحداث وسيلة لحماية المدونين
استطلاع: رامز النويصري
ما هي معالم فضاء التدوين الليبي؟
شحيحة جداً وعامة لاتتحدث عن الأشخاص ولا المناصب خوفاً من التغييب القسري، بل أصنفها على أنها قصصية لا جدلية، تسرد المواقف من وجهة نظر صاحبها، تتحدث عن مايهم أصحابها بعيداً عن مايهم المجتمع ككل، إلا ماندر جداً.
ما هي المواضيع المهيمنة على المدونات الليبية (الآن)؟
قراءة للشارع الليبي، أزمة السيولة، الكهرباء والمحروقات بالإضافة للتعليق حول مواقف الإختطاف والقتل.
ها هناك حاجة إلى توسيع وسائل الإعلام البديلة، أو صحافة المواطن في ليبيا (المدونات)؟
بالطبع، ولكن يجب استحداث وسيلة لحماية المدونين من التعبير عن آرائهم، وإلا لتحول الجميع إلى مجرد مرددين وساردي قصص دون إحداث لتغيير حقيقي.
كيف تقيم تجربة التدوين في ليبيا؟
بإختصار، هي فاشلة، لأنها لم تتجاوز صفحات الإنترنت ولم تحدث تغييراً في الشارع.
وهي يمكن للمدونات أن تكون وسيلة إعلامية مؤثرة؟
بالطبع يمكنها أن تكون مؤثرة حين يوجد قانون يحمي أصحابها فيتشجع الجميع ويكتب الجميع عن القضايا الحساسة وتصبح من وسط لسرد القصص إلى جهاز تحقيق يسرد حقائق ويحدث تغيير ويقدم دلائل ويفضح الفساد.
كيف تقيم أثر منصات التواصل الاجتماعي على التدوين والمدونات؟
قتلتها، حيث أن الليبيين يرفضون النقر على روابط خارج الفيسبوك إما خوفاً من البرامج الضارة وإما كسلاً، بالإضافة إلى أن المنشورات الطويلة مرفوضة إجمالاً من الأغلبية، كما أن الكم الهائل من الاشاعات والهراء والتدليس الموجود في هذه المنصات طغى على فكرة التدوين والمدونات التي يكتب فيها أصحابها بأسمائهم وصورهم الحقيقية.
ما هي أهم المدونات الليبية الآن؟ ولماذا؟
الحقيقة لقد تحولت إلى متابعة التدوينات التقنية المكتوبة وكذلك المدونون على اليوتيوب المهتمون بالتقنية، وقد تركت كل مايمت بصلة للتدوين العام الذي يهتم بشؤون الناس، لأن الناس خيبت ظني بها حين تم قمع العديد من الناشطين دون وجود أي رد فعل للناس للدفاع عنهم.
هل تؤيد فكرة التدوين من الخارج أم الداخل؟ ولماذا؟
التدوين بشكل عام هو تعبير عن الرأي، والإنترنت جعل العالم صغير، والأمر يعتمد على مضمون المقال، لو كان يحتاج لوجود شاهد عيان لتوثيق الموضوع فالداخل أو الخارج أمر نسبي يعتمد على مضمون المقال ووجود كاتب المقال في ذات المكان من عدمه.
___________________________________
علي الطويل: من مواليد 1978، يسكن مدينة طرابلس الغرب، ليبي الجنسية، فرد ناشط بالإنترنت منذ 1998 وله يد في تطوير منتديات ومواقع ليبية كثيرة. أسس وأدار منتدى طرابلس لمدة ست سنوات. مهتم بالكتابة ويعمل في مجال تقنية المعلومات. التصوير الرقمي من إحدى هواياته المفضلة بالإضافة للقراءة، يحب مشاركة الآخرين خبرته.